حرب حديد التسليح.. الأسواق الأوروبية تستعد لرسوم انتقامية من بريطانيا
تستعد المملكة المتحدة لإعداد تدابير مضادة لزيادة التعريفات الجمركية التي اقترحها الاتحاد الأوروبي على الصلب، في حال لم يتمكن رئيس الوزراء كير ستارمر من تأمين صفقة لتخفيف تأثيرها. وتدرس بريطانيا اتخاذ إجراءات انتقامية بعد أن حذرت صناعة المعادن المحلية من أن الخطط الأوروبية قد تُعجّل بأكبر أزمة في تاريخها.
وكان الاتحاد الأوروبي قد كشف الشهر الماضي عن خطط لخفض حصص الصلب الأجنبي المعفاة من الرسوم الجمركية الحالية إلى النصف تقريبا، ومضاعفة الرسوم إلى 50% فوق هذه الحدود.
جهود داخلية لتسريع استبدال الضمانات
وبحسب بلومبرج، تدرس الحكومة البريطانية أيضا كيفية تسريع استبدال ضمانات الصلب الخاصة بها وتشديد حصص الاستيراد، وهي إجراءات من المقرر أن تنتهي في يونيو المقبل.
وأكدت الحكومة البريطانية في بيان لها التزامها تجاه صناعة الصلب من خلال ضمان وصول تفضيلي للمصدرين إلى السوق الأمريكية، وأنها تواصل استكشاف تدابير تجارية أقوى لحماية منتجي الصلب من السلوك غير العادل، مشددة في الوقت نفسه على مواصلة التعاون مع الاتحاد الأوروبي عقب إعلانه الأخير.
تحول في الموقف وتحدي لـ ستارمر
يمثل أي تصعيد بريطاني محتمل تحولًا في موقف المملكة المتحدة، التي سعت حتى الآن إلى تجنب الانجرار إلى حروب تجارية بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وسيُثير ذلك تساؤلات جديدة حول جهود ستارمر لإعادة بناء العلاقات مع بروكسل في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وصرح مسؤول حكومي بريطاني بأن زيادة الرسوم الجمركية الأوروبية على الصلب البريطاني ستُخالف روح اتفاق إعادة ضبط العلاقات الذي تم التوصل إليه بين الجانبين في مايو، والذي أكد التزامهما المتبادل بـ تجارة حرة ومستدامة وعادلة ومفتوحة وحماية سلاسل التوريد.
الاتحاد الأوروبي يؤكد على الحل الجماعي
من جانبه، صرح المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أولوف جيل، بأن الاتحاد الأوروبي سيتعاون مع جميع شركائه بحسن نية لشرح الإجراء وتداعياته، ومناقشة سبل المضي قدما.
وفي الوقت نفسه، أكد جيل أن الاتحاد سيواصل التأكيد على ضرورة إيجاد حل جماعي لمعالجة فائض الطاقة الإنتاجية العالمية.
وتواجه المملكة المتحدة، كجزء من السوق الأوروبية سابقا، التعريفات الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصلب بنسبة 50%، ما زاد من خطر تدفق معادن أرخص من الصين واقتصادات آسيوية أخرى إلى السوق الأوروبية.
كارثة تلوح في الأفق على قطاع حيوي
لدى الاتحاد الأوروبي حاليا آلية مؤقتة تفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على معظم الواردات عند استنفاد الحصص، ومن المتوقع أن تنتهي هذه الآلية في يونيو، ويعمل الاتحاد على استبدالها بلوائح أكثر ديمومة.
وأظهر تقييم أجرته الحكومة البريطانية أن الإجراءات الأوروبية الجديدة ستؤثر بشكل كبير على الإنتاج القليل المتبقي من الصلب في بريطانيا، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي سوق حيوي، حيث استحوذ على أكثر من ثلاثة أرباع صادرات الصلب البريطاني الجاهز العام الماضي.
وحذر المدير العام لشركة الصلب البريطانية، غاريث ستايس، من أن هذه قد تكون أكبر أزمة تواجهها صناعة الصلب البريطانية على الإطلاق.


