بـ 236 مليون دولار.. عرض لوحة نمساوية كأغلى عمل فني حديث يُباع في مزاد علني
شهدت دار سوذبيز للمزادات في نيويورك حدثًا تاريخيًا خلال الساعات الماضية، بعد بيع لوحة الفنان النمساوي غوستاف كليمت صورة إليزابيث ليدرير مقابل 236.4 مليون دولار، لتصبح بذلك أغلى قطعة فنية حديثة تُباع في مزاد علني على الإطلاق.
لوحة لغوستاف كليمت أغلى عمل فني حديث يُباع في مزاد
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، اللوحة التي اكتمل رسمها عام 1916 كانت مملوكة لرجل الأعمال والوريث الراحل ليونارد لودر، نجل إمبراطورية مستحضرات التجميل الشهيرة إستي لودر، والذي رحل في يونيو الماضي، وقد عُرف لودر بكونه أحد أبرز جامعي الأعمال الفنية في العالم، حيث ضمت مجموعته قطعًا نادرة واستثنائية.

وخلال المزاد، تنافس ما لا يقل عن ستة مزايدين للفوز باللوحة، معظمهم عبر الهاتف، في مزايدة اتسمت بالحدة وانتهت بتصفيق الحضور بعد إعلان السعر النهائي الذي تجاوز الرقم القياسي السابق لأعمال كليمت، وكانت المزايدة قد بدأت من 130 مليون دولار، وفق موقع ARTNews.
بهذا الرقم التاريخي، تخطت اللوحة الرقم القياسي السابق لعمل فني حديث تم بيعه في مزاد، والمسجل باسم لوحة Les Femmes d’Alger لبيكاسو التي حصدت 179.4 مليون دولار عام 2015، فيما يبقى العمل الأغلى في تاريخ المزادات هو لوحة سالفاتور موندي لليوناردو دا فينشي والتي بيعت مقابل 450 مليون دولار عام 2017.
مجلس إدارة سوذبيز العالمية
وقالت هيلينا نيومان، رئيسة مجلس إدارة سوذبيز العالمية، إن المزاد صنع تاريخًا جديدا، مضيفة أن رؤية لوحة كليمت تحقق هذا الرقم أمر مذهل يعكس السحر العالمي لأعماله.
وتُعد صورة إليزابيث ليدرير واحدة من لوحتين فقط كاملتي الطول لكليمت لا تزالان في ملكية خاصة، ويبلغ ارتفاعها ستة أقدام وتُعد من أكثر أعماله تعقيدًا، حيث تصور ابنة أحد عملائه الأثرياء في فيينا وسط عناصر زخرفية متأثرة بالفن الصيني.
وتحمل اللوحة تاريخًا مضطربًا؛ إذ تعرضت للنهب على يد النازيين وكادت تُدمَّر في حريق خلال الحرب العالمية الثانية قبل أن يستعيدها أحد أصدقاء كليمت، وقد اشترتها عائلة لودر عام 1985 واحتفظت بها حتى وفاته.
وشمل المزاد عرض 24 عملًا من مجموعة لودر الشخصية، محققة عوائد بلغت نحو 528 مليون دولار، وبيعت لوحتان أخريان لكليمت Blooming Meadow وForest Slope بسعرَي 86 مليون دولار و70.8 مليون دولار على التوالي، كما حصدت أعمال هنري ماتيس وإدوارد مونش وروبرت راوشنبرغ ملايين إضافية.
ووصفت سوذبيز المجموعة بأنها فرصة تأتي مرة واحدة في كل جيل، نظرًا لندرة عرض لودر لهذه الأعمال خارج منزله، رغم أن بعضها عُرض مؤقتًا في متحف الفن الحديث وNeue Galerie وفي المعرض الوطني الكندي منذ 2017 وحتى وقت قريب.
ويُذكر أن ليونارد لودر، الذي بلغت ثروته 32.3 مليار دولار عام 2021، كان الابن الأكبر لإستي لودر ووريث إمبراطوريتها العالمية للجمال.




