الغدة تخنقها وتبحث عن علاج لزوجها مريض السرطان.. قصة وفاء بائعة المناديل ببني سويف
على رصيف بسيط في أحد شوارع مدينة الواسطى ببني سويف، تجلس وفاء ميهوب عبد العال شحاتة، 50 عامًا، تحمل في يدها علبة مناديل وتخفي في الأخرى وجعًا صارخًا لا تبوح به إلا حين يشتد عليها التعب.
سيدة أنهكها المرض، وتخطو كل صباح بخطوات أثقل من قدرتها، بعد أن أصابها تضخم شديد في الغدة الدرقية يحتاج إلى جراحة عاجلة، بينما زوجها حسين سيد سالم، 67 عامًا، يخوض معركة طويلة مع السرطان بعد إجراء عملية استئصال للقولون.
بين مرض يفتك بها، ومرض يهد جسد زوجها، وجيب فارغ لم يعد قادرًا على الصمود تعيش وفاء حكاية إنسانية صعبة، لا تملك فيها إلا العمل ببيع المناديل في الشوارع لتستطيع توفير قوت يومها.
تقول الحاجة وفاء بصوت متعب ظهر في بث مباشر على صفحة صحة 24: أنا بقالي شهور مش قادرة أتنفس كويس… الغدة كبرت عليا ومحتاجة عملية فورًا، والدكاترة قالولي لازم تدخل جراحي. بس منين وهي العملية مكلفة؟.
وتتابع وهي تمسك بطرف إيشاربها محاولة إخفاء دموعها: جوزي حسين عنده 67 سنة.. مريض سرطان، وقطعوا له القولون، معاشه 3000 جنيه، كله بيروح للقرض اللي خدناه عشان علاجه، ومن يومها وإحنا بنسدد وبنستدين.
وأضافت بحزن: بعنا عفش بيتنا كله.. حتى السرير اللي كنا بنام عليه مبقاش موجود، قولنا يمكن ربنا يفرجها بالعلاج، لكن المرض ما بيرحمش.
وتشير إلى علبة المناديل بجانبها: ده مصدر دخلي الوحيد.. بنزل الصبح للشوارع أبيع مناديل، يمكن أجيب 40 ولا 50 جنيه آخر اليوم، أجيب بهم علاج يوم أو أكل يوم مفيش حد سند لنا غير ربنا.
وتختتم كلماتها برجاء موجّه لكل مسؤول وكل صاحب قلب رحيم: نفسي أعمل العملية قبل ما الغدة تخنقني… ونفسي جوزي يكمل علاجه. إحنا اتكسرنا من المرض ومن الديون. كل اللي بطلبه حد يساعدنا نرجع نعيش زي الناس.




