الصحة: تغيّرات الفيروسات وتراجع عادات الوقاية وراء ارتفاع إصابات الجهاز التنفسي
قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن ما يردده الكثير من الأسر حول أن شتاء هذا العام هو الأسوأ فيما يتعلق بحدة وانتشار الفيروسات التنفسية بين الأطفال والبالغين، له تفسير علمي واضح، مؤكدًا أن الفيروسات المنتشرة هذا الموسم ليست جديدة، وإنما تعود الأسباب إلى عوامل متعددة تجعل الأعراض تبدو أشد أو أطول من المعتاد.
الأطفال والأهالي يشكون من شتاء أصعب.. ومتحدث الصحة يحدد 7 أسباب علمية
وأوضح عبد الغفار، في بيان، أن الفيروسات التنفسية التي تنشط خلال موسم الشتاء تتكرر كل عام تقريبًا، إلا أنها تشهد تغيرات طفيفة موسمية تُضعف جزئيًا من تأثير المناعة المكتسبة سابقًا، ما يؤدي إلى زيادة نسبية في حدة الأعراض لدى المصابين.
وأشار إلى أن أحد أهم الأسباب هو ما يسمى بـ «دين المناعة»، وهو انخفاض مستوى المناعة الطبيعية تجاه الفيروسات المنتشرة عادةً بسبب قلة التعرض لها خلال فترة جائحة كورونا بين عامي 2020 و2022، نظرًا لاستخدام الكمامات والتباعد والإغلاق، مما جعل عودة الفيروسات مصحوبة بأعراض أكثر وضوحًا.
وأضاف المتحدث باسم الوزارة أن كثيرًا من الأطفال يُصابون خلال الموسم الواحد بأكثر من فيروس، مثل الإنفلونزا وRSV وغيرها، وهو ما يعطي انطباعًا لدى الأسر بأن المرض طويل أو مستمر، رغم أن الأمر يتعلق بإصابات متتالية وليس فيروسًا واحدًا ممتدًا.
ولفت إلى أن الذاكرة البشرية غالبًا ما تحتفظ بالصورة «الأخف» من موسم الشتاء السابق، ما يجعل المقارنة دائمًا لصالح الماضي، إلى جانب تضخيم الشعور بالخطر نتيجة المنشورات المقلقة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تفتقر في كثير من الأحيان إلى الدقة العلمية.
وأكد أن تراجع الالتزام بعادات النظافة البسيطة—مثل غسل اليدين وتغطية الفم والأنف عند السعال—ساهم في زيادة سرعة انتقال الفيروسات داخل المدارس. كما عادت الإنفلونزا الموسمية بقوة بعد غياب لثلاث سنوات خلال فترة الجائحة، وهي بطبيعتها من أشد الفيروسات التنفسية من حيث الأعراض.
وشدد المتحدث باسم وزارة الصحة على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية البسيطة داخل المنازل والمدارس، ومراجعة الطبيب عند ظهور أعراض شديدة أو استمرار ارتفاع الحرارة، مؤكدًا جاهزية الوزارة لتقديم جميع خدمات الرعاية الصحية عبر الخطين الساخنين 105 و15335، مع إتاحة المعلومات الموثقة عبر منصات الوزارة الرسمية.
