مَن يشاهد الإباحية يعتدي على الأطفال؟.. سارة عزيز تكشف لـ القاهرة 24 خطة الحماية والوعي ضد التحرش بالصغار| حوار
التحرش، الاغتصاب، هتك عرض صغير. هذه أبرز الاتهامات في قضايا التحرّش والاعتداء الجنسي على الأطفال التي تصدرت عناوين الحوادث في الآونة الأخيرة؛ بين أحكام قضائية نهائية ووقائع ما زالت قيد التحقيق، في ظل جهود متواصلة من الدولة والمجتمع لحماية الصغار داخل المدارس والأماكن العامة من أي انتهاكات تهدد أمنهم.
وفي خضم هذه التحديات، تبرز شخصيات خصصت عملها للدفاع عن حق الطفل في الأمان، من بينها سارة عزيز، المؤسسة ورئيسة مؤسسة "سيف إيجيبت" وعضو المجلس القومي للطفولة والأمومة، وفي حوارها مع القاهرة 24، تتناول تفسير ظاهرة التحرش بالأطفال ودور الأسرة والمجتمع في الوقاية والحماية.
وإلى نص الحوار:
إذا أردنا أن نشرح لـ طفل يتراوح عمره بين 5 و10 سنوات معنى كلمة "تحرش"، فكيف يمكن توضيحها له بطريقة مبسّطة مناسبة لعمره؟
المرحلة العمرية للطفل هي التي تحدد ماذا يُقال؟ وكيف يُقال؟.. ما قبل عمر الـ 6 سنوات، لا نستخدم مصطلح تحرش ولكن نكتفي بمثل: عندك مناطق في جسمك لها حدود واحترام خاص محدش ينفع يشوفها أو يلمسها، ما بعد عمر الـ 6 سنوات نصف له ما هو معنى "التحرش": حد بـ يكسر حدود جسمك.
ما أبرز العلامات النفسية أو السلوكية التي قد تدفع الأهل إلى الشك في تعرض طفلهم للتحرش؟ وهل يمكن ألا تظهر علامات عليهم؟
هناك علامات نفسية وسلوكية تتضمن عدم الرغبة في الذهاب لمكان مُعين أو مقابلة شخص مُحدد، وأخرى جسدية أبرزها الإحمرار، الالتهابات والإصابات، ولا بد من التوجه إلى طبيب مختص للإلمام بالوضع الصحي، وفي حالة عدم وجود علامات لا بد من وجود علاقة آمنة وصحية بين الوالدين والطفل.
ما الدوافع التي قد تدفع المتحرش إلى استهداف طفل؟ خاصة إذا كان المتحرش شخصًا مسنًّا أو من الأشخاص الذين يحظون بثقة الأسرة؟
سلوك التحرش الجنسي بالأطفال غير مقبول وغير قانوني، وأبرز الدوافع التي تخلق توجه الاعتداء هو مشاهدة المواد الإباحية، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية والجسدية التي تدفعه لـ استهداف الأطفال، ولكنه يختار بعناية الطفل الفاقد للوعي بمعنى الاعتداء الجنسي، والمُعنف من أسرته، ويستغل ذلك ليكون مدخلا له.
إذا تعرض شخص للتحرش في طفولته، فهل يعني ذلك بالضرورة أنه سيمارس السلوك نفسه عندما يكبر؟
لا، هؤلاء الأفراد نسبتهم قليلة.. لكن السبب الرئيسي خلف ممارسة سلوك التحرش مع الأطفال هو إدمان مُشاهدة المواد الإباحية، والإصابة بـ الهوس الجنسي والانجذاب، وبالتالي الضحية الأسهل للجاني هو الصغير.
ما أبرز الأخطاء التي قد يقع فيها الأهل، دون قصد، فتعرض أطفالهم للخطر؟
عدم وجود التواصل والعلاقة الآمنة بين الوالدين والطفل هو أبرز الأخطاء، إذا تم تجنبها فاز الصغير بـ عدم كسر حدود جسده، وعلاقة الوالدين بالطفل لا بد أن تستهدف الحديث المتواصل والتوعية بشكل آمن دون تخويف.
في أي سن ينبغي أن نبدأ بالتحدث مع الطفل عن جسده وحدوده، وبأي أسلوب يكون ذلك مناسبًا؟ وكيف يمكن توعيته بالثقافة الجنسية دون خدش حيائه؟
سن التوعية يبدأ من 3 سنوات، وهذا ليس سنا مبكرا على الحديث حول طبيعة هذه الموضوعات كما يعتقد البعض، قبل الثلاث سنوات تقع المسؤولية على عاتق الأم بشكل كبير من أجل الحفاظ على خصوصية الرضيع، والحديث عن الثقافة الجنسية يُترجم لـ عدة خطوات حسب المرحلة العمرية بدايةً من الحديث عن الجسد والمناطق الخاصة به، حتى مرحلة الإنجاب بـ شكل قصصي جذاب.. هنا سيفهم دون خدش حيائه، ودون تجاهل الأسرة لـ سؤاله "هو البيبي بيجي إزاي؟".
كيف ينبغي للأهل التعامل بشكل صحيح إذا أبلغهم الطفل بتعرضه للتحرش؟
أسمع، أصدّق.. وأساعد، ثلاثة مفاتيح للتعامل الصحيح مع تعرض الابن أو الابنة للتحرش، ولا بد من الاستماع الجيد والتعامل بهدوء والمساعدة بالذهاب لمتخصص وتقديم حلول صحية دون الدخول في هالة الهلع.
كيف يمكن مساعدة الطفل على التعافي نفسيًا بعد تعرضه للتحرش، وهل من الصحي إخفاء هويته أو استخدام رموز مثل "ملابس سبايدر مان" لحمايته؟
خط نجدة الطفل 161000 الخاص بـ المجلس القومي للأمومة والطفولة يقدم الدعم القانوني والنفسي والتوعوي الشامل للآباء والأمهات والصغار بعد تعرضهم لأزمة، بخصوص ملابس الطفل لإخفاء الهوية خاصة بـ رغبة الأسرة، لكن "مهم إني أوصل لابني إني جبت له حقه" ونشجع على الإبلاغ المواجهة وعدم الخوف من الجاني.. العار يقع على الشخص اللي كسر حدود الطفل وليس العكس.
برأيك، هل أصبح المجتمع المصري أكثر وعيًا بقضايا التحرش بالأطفال، أم لا يزال يمر بحالة من الإنكار تجاه هذه الظاهرة؟
المجتمع المصري في حالة من التطور الشديد لقبول القضية وكيفية التعامل معها بـ إيجابية، ما يدفع التخلي عن كل السلوكيات الانحرافية خطوة نحو الأخرى، والتمسك بـ هويتنا وثقافتنا ومعتقداتنا.
ما نوع التوعية التي، إذا ما طُبقت بالشكل الصحيح، يمكن أن تسهم فعليًا في خفض معدلات التحرش؟
اليوم، تمتلك المدارس فرص أكبر للحديث مع الطلبة حول قضايا التحرش الجنسي بالتوعية والمقترحات المطلوب تفعيلها، إلى جانب مشاركة الأسر في مشاهدة برامج التوعية والمحتوى الإعلامي على منصات التواصل الاجتماعي.. كلنا مسؤولون عن حماية أطفالنا وتوفير الأمان لهم، سواء الجسدي، والنفسي والجنسي.
