بذكرى وفاتها.. سر بقاء شادية في ذاكرة الأجيال رغم اعتزالها المبكر
تحل اليوم 28 نوفمبر، ذكرى وفاة أيقونة الفن المصري والعربي شادية، تلك الفنانة التي رحلت تاركة خلفها إرثًا فنيًا لا يزال حيًا في وجدان الجمهور رغم مرور السنوات، لم تكن شادية مجرد نجمة سينما أو صوت غنائي محبوب، بل كانت حالة فنية متفرّدة استطاعت أن تصنع لنفسها مكانًا ثابتًا في تاريخ الفن، متجاوزة حدود الزمن ومواسم الذوق المتغيرة.
ذكرى وفاة شادية
برزت شادية منذ بداياتها بملامح الطفلة الشقية وصوتها الدافئ، ومع مرور الوقت تحوّلت من دلوعة السينما إلى واحدة من أهم نجمات جيلها، قادرة على تقديم الكوميديا والرومانسية والدراما الاجتماعية باحترافية نادرة، وفي الغناء، كانت تمتلك بصمة خاصة لا تخطئها الأذن؛ صوت مرن يجمع بين العذوبة والإحساس العميق، وقدّمت من خلاله عشرات الأغاني التي أصبحت جزءًا من ذاكرة المصريين، من بينها الأغاني الوطنية التي ترتبط بمشاعر الفخر والانتماء.
وفي عام 1986، صدمت شادية جمهورها بقرارها المفاجئ بالاعتزال والابتعاد عن الأضواء تمامًا، بعد آخر أعمالها المسرحية ريا وسكينة، وعن هذا القرار قالت: اتخذت قراري وأنا مقتنعة.. لم يكن لدي صراع، شعرت أن الوقت قد حان لأكون قريبة من نفسي ومن الله.
أعمال شادية
ورغم المحاولات العديدة لإقناعها بالعودة، إلا أنها تمسكت بقرارها حتى وفاتها عام 2017، وحافظت على صورة راقية في أذهان محبيها، كفنانة احترمت فنها وجمهورها حتى اللحظة الأخيرة.
ورغم هذا النجاح الكبير، ظلّت شادية بعيدة عن الأضواء في سنواتها الأخيرة، بعد قرارها اعتزال الفن وتفرغها لحياتها الخاصة، وهو قرار اتخذته بهدوء واحترام دون ضجيج إعلامي، في انعكاس لطبيعتها الهادئة وشخصيتها المتصالحة مع نفسها، وعندما رحلت، شعر الجمهور بأن صفحة مهمة من تاريخ الفن قد طُويت، لكن أعمالها بقيت مصدرًا للبهجة والحنين.



