أكثر من 1000 قتيل.. عواصف نادرة تضرب جنوب شرق آسيا | التفاصيل الكاملة
شهدت منطقة جنوب شرق آسيا واحدة من أعنف الكوارث المناخية خلال السنوات الأخيرة، بعدما ضرب إعصارا سينيار وديتواه المتتاليان دولًا عدة، متسببين في مقتل أكثر من ألف شخص وتشريد عشرات الآلاف، إضافة إلى خسائر مادية ضخمة طالت البنية التحتية والقطاعات الحيوية.
سينيار.. الإعصار النادر الذي أغرق سومطرة
وحسب ما نشرته صحيفة هندستان تايمز، بدأت المأساة في إندونيسيا، حيث أدى أسبوع من الأمطار الغزيرة، التي زادتها حدة العاصفة النادرة سينيار، إلى مقتل ما لا يقل عن 500 شخص وفقدان أكثر من 500 آخرين.
ووفقًا للوكالة الوطنية للتخفيف من الكوارث، فإن الفيضانات والانهيارات الأرضية عزلت مناطق واسعة بعد انقطاع الطرق وتعطل شبكات الاتصال، مما أعاق عمليات الإنقاذ، ووصف السكان الفيضانات بأنها الأسوأ في تاريخهم، بعدما غمرت المياه منازل بأكملها حتى أسطحها.
كما تسببت العاصفة في أضرار كبيرة بالبنية التحتية، واضطرت السلطات الإندونيسية إلى نشر المروحيات والسفن البحرية لإيصال الإمدادات، إضافة إلى تنفيذ عمليات تلقيح السحب في محاولة للحد من الأمطار، وكان سينيار أول إعصار استوائي يتشكل في مضيق ملقا منذ عام 2001، وسط ظروف مناخية استثنائية أبرزها ارتفاع حرارة المياه.

تايلاند.. وفيات بالمئات وخسائر بمليارات
وفي تايلاند، تسببت الأمطار الغزيرة المصاحبة للإعصار في مقتل 176 شخصًا وتضرر أكثر من 20 مليون أسرة، وسط تقديرات بخسائر تجاوزت 734 مليون دولار، وكانت قطاعات السياحة مثل الفنادق والمطاعم من الأكثر تضررًا، إلى جانب تراجع إنتاج المطاط وزيت النخيل.

ديتواه.. إعصار يعمق المأساة في سريلانكا
بعد انحسار سينيار، تشكّل إعصار ديتواه فوق خليج البنغال، قبل أن يتجه إلى سريلانكا ويتسبب في كارثة إنسانية جديدة، فقد ارتفع عدد الضحايا في البلاد إلى 334 قتيلًا، مع أكثر من 370 مفقودًا حتى الآن، ووصف الرئيس أنورا كومارا ديساناياكي ما حدث بأنه أكبر كارثة طبيعية تواجهها البلاد.
وأوضح الخبراء أن الأعاصير، رغم توقفها قبل ضرب السواحل الهندية مباشرة، تسبب أمطار غزيرة شملت ولاية تاميل نادو وبودوتشيري وجنوب أندرا براديش، وأسفرت عن وفيات وأضرار في البنية التحتية.

عاصفة ثالثة تلوح في الأفق
وفي غضون ذلك، تتجه الأنظار إلى عاصفة جديدة تحمل اسم كوتو قبالة سواحل فيتنام، ورغم توقعات بتراجع قوتها تدريجيًا، إلا أنها قد تجلب مزيدًا من الأمطار لمناطق تعاني بالفعل من فيضانات تاريخية تجاوزت خسائرها 3 مليارات دولار.

وتوقع خبراء الأرصاد العالمية أن تعود الأمطار إلى مستوياتها الموسمية بحلول منتصف الأسبوع، بينما تشير التقديرات إلى أن مناطق ماليزيا وسومطرة قد تشهد طقسًا أكثر جفافًا مع اقتراب منتصف ديسمبر.


