دراسة جديدة تكشف تأثير الزواج على السمنة وصحة الدماغ والأمعاء
كشفت دراسة بحثية حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس UCLA، وجود ارتباط لافت بين جودة الحياة الزوجية وانخفاض معدلات السمنة، مؤكدة أن العلاقات الداعمة بين الأزواج قد تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الصحة العامة، إلى جانب النظام الغذائي وممارسة الرياضة، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
دراسة جديدة تكشف تأثير الزواج على السمنة وصحة الدماغ والأمعاء
تشير الدراسة، التي شملت نحو 100 مشارك من سكان لوس أنجلوس، إلى أن الأزواج الذين يتمتعون بعلاقات مستقرة ودعم عاطفي قوي سجلوا مؤشر كتلة جسم أقل، إلى جانب تراجع علامات الإدمان على الطعام مقارنةً بالأشخاص غير السعداء في زواجهم أو غير المتزوجين.
وأوضحت الباحثة الرئيسية، عالمة الأعصاب أربانا تشرش، أن الروابط الاجتماعية أثبتت عبر سنوات أنها تعزز فرص البقاء على قيد الحياة بنسبة تصل إلى 50%، إلا أن الآليات البيولوجية وراء ذلك ظلت غير واضحة.
وتضيف أن نتائج الدراسة الجديدة تكشف مسارًا بيولوجيًا يربط بين الصحة العاطفية وتنظيم الشهية والتحكم في الوزن.
واعتمد الفريق البحثي، على فحوص تشمل قياس مؤشر كتلة الجسم، وتحليل الأنماط الغذائية، والتصوير الدماغي، وفحص الهرمونات وصحة الأمعاء.
وتبين أن الأشخاص غير السعداء في حياتهم الزوجية أظهروا نشاطًا أكبر في منطقة داخل الدماغ مسؤولة عن تنظيم الرغبة الشديدة في تناول الطعام، مقارنة بغيرهم.
كما لفتت النتائج إلى أن العزاب، حتى مع وجود دعم اجتماعي قوي، لم يظهروا نفس النشاط الدماغي الإيجابي الذي رُصد لدى الأزواج السعداء.
وتعمقت الدراسة في العلاقة بين الحالة النفسية وصحة الأمعاء، إذ لاحظ الباحثون تحسنًا واضحًا في مستقلبات التربتوفان لدى الأزواج الذين يتمتعون بروابط قوية.
ويُعد التربتوفان عنصرًا مهمًا لإنتاج السيروتونين، وهو هرمون ينظم المزاج والنوم والشهية.
كما سجل الأزواج مستويات أعلى من هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ هرمون الحب، والذي يساعد في خفض التوتر وتنظيم ضغط الدم وحتى تسريع التئام الجروح.
وأوضحت الدراسة أن العلاقات المتوازنة تشجع على ضبط النفس، وهو ما ينعكس على السلوك الغذائي. فالعلاقة طويلة الأمد، وفق الباحثين، تتطلب قدرة مستمرة على التحكم في الانفعالات والتصرفات، وهي المهارات نفسها التي تساعد في تنظيم الشهية وتجنب الإفراط في الطعام.
ورغم ذلك، اعترفت الباحثة بوجود بعض القيود منها أن معظم المشاركين يعانون من زيادة الوزن، وأن الدراسة أُجريت في فترة زمنية واحدة فقط، ما قد يتطلب دراسات أكبر وأطول زمنًا لتأكيد النتائج.


