بعد الكشف الأثري بأسوان.. باحث أثري: سارنبوت الأول لعب دورًا مهما في تنظيم التجارة مع النوبة
كشف فريق البعثة الإسبانية العاملة بمنطقة قبة الهوا غرب أسوان، عن البئر رقم 3 داخل المجمع الجنائزي الرائع الخاص بسارِنبوت الأول، أحد أهم حكام إقليم الفنتين في عصر الدولة الوسطى، وتشير النتائج الأولية إلى أن الدفنات الأصلية تعود إلى النصف الأول من الأسرة الثانية عشرة، بينما أعيد استخدام الغرفة الجنائزية لاحقًا خلال بدايات الأسرة الثامنة عشرة لدفن أفراد آخرين لا يرتبطون بالسكان الأصليين للمقبرة.
وقال أحمد إبراهيم، الباحث الأثري، إن اسم سارِنبوت الأول يعني ابن المدينة المقدسة، وكان من كبار حكام إقليم الفنتين خلال حكم الملكين سنوسرت الأول وأمنمحات الثاني، وقد لعب دورًا محوريًا في تأمين الحدود الجنوبية وتنظيم التجارة مع النوبة، كما ارتبط بعلاقات وثيقة مع البلاط الملكي ويُعتقد أنه شارك في حملات عسكرية نحو الجنوب.
وأضاف الباحث أن سارِنبوت الأول دُفن داخل مقبرة صخرية مزخرفة تُعد من أجمل مقابر حكام الأقاليم في ذلك العصر بمنطقة قبة الهوا، وازدانت المقبرة بنقوش تمثل طقوس القرابين والصيد والأنشطة اليومية، مما يجعلها مرجعًا مهمًا لدراسة حياة حكّام الأقاليم ونظام الإدارة خلال الدولة الوسطى، وتظهر داخل المقبرة ألقابه الرسمية بوضوح، وهو ما ساعد الباحثين في فهم طبيعة سلطته ونفوذه.
وأشار إلى أن سارِنبوت الأول ينتمي إلى عائلة نافذة في أسوان، ويُعتقد أن منصب حاكم الإقليم كان شبه وراثي في أسرته، وقد خلفه حفيده الشهير سارِنبوت الثاني الذي قام بتوسيع المقبرة وإضافة مزيد من الزخارف.
وتابع الباحث قائلًا: إن سارِنبوت الأول لم يكن مجرد حاكم إقليمي عادي، بل حمل لقبًا نادرًا يعكس مكانته المرموقة: الصديق الوحيد للملك، وهو لقب يدل على قوة نفوذه وثقة القصر الملكي فيه.



