السرطان والتوحد وكورونا.. صدمة لمحبي العلاج الثلاثي المعجزة: يؤدي للوفاة
أعاد تقرير علمي جديد الجدل حول ما يُعرف بـ محلول المعجزة المعدني أو MMS، وهو خليط كيميائي خطير يتم التسويق له منذ سنوات باعتباره علاجًا سحريًا لأمراض خطيرة مثل السرطان والتوحد وحتى كوفيد-19، رغم تحذيرات الجهات الصحية العالمية من مخاطره القاتلة، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
ما هو MMS ولماذا يُعد خطرًا؟
يتم بيع هذا الخليط في زجاجتين صغيرتين؛ الأولى تحتوي على كلوريت الصوديوم بنسبة 28٪، بينما تضم الأخرى مادة حمضية تُستخدم كمنشّط، عند خلطهما، ينتج ثاني أكسيد الكلور، وهو مادة مبيّضة قوية تُستخدم صناعيًا في معالجة المياه وتطهير الأسطح وتبييض الورق والمنسوجات.
وتحذّر الهيئات الصحية الفيدرالية من أن تناول هذا المحلول يشبه عمليًا شرب المبيض المنزلي، مؤكدين أن استخدامه قد يؤدي إلى أعراض خطيرة مثل القيء الحاد، الإسهال، انخفاض ضغط الدم، تلف الكبد، وقد يصل الأمر إلى الخطر على الحياة.
ويروج البعض لفكرة أن الآثار الجانبية العنيفة لـ MMS دليل على “طرد الطفيليات” المسببة للتوحد، إلا أنّ الدراسات الطبية تؤكد بشكل قاطع عدم وجود علاقة بين التوحد والطفيليات أو البكتيريا أو الفيروسات.
وفي دراسة حديثة صدرت عن جامعة فروتسواف الطبية في بولندا، أجرى باحثون تحليلًا لآثار المادة الأساسية المكوّنة لـ MMS، وهي كلوريت الصوديوم الحمضي.
اختبر الفريق المحلول ضد عدة أنواع من البكتيريا، مثل الإشريكية القولونية والمكورات العنقودية الذهبية، ورغم أن المادة أظهرت قدرة على قتل البكتيريا، إلا أن فعاليتها ظهرت فقط عند تركيزات عالية وسامة للخلايا البشرية.
كما درس الباحثون تأثير المحلول على الأغشية الحيوية التي تستخدمها البكتيريا للحماية، ليجدوا أنه يذيبها بالفعل، ولكن مع تلف كبير في الأنسجة المحيطة.
خطر مباشر على البكتيريا النافعة
وكشف الفريق أيضًا أن MMS يدمّر البكتيريا المفيدة في الأمعاء، ما يعني أنه قد يتسبب في اضطراب خطير بالميكروبيوم الهضمي حتى عند الجرعات الأقل.
والمادة الفعالة في MMS مسموح بها بحد أقصى 0.8 جزء من المليون في معالجة مياه الشرب، أما وفقًا لتعليمات خلط “محلول المعجزة”، فيصل التركيز إلى مستوى أعلى من ذلك 25 مرة، ما يجعله مادة آكلة يمكنها إلحاق دمار خطير بالجهاز الهضمي.
وأكدت الدكتورة روث دوديك-ويتشر، المشاركة في الدراسة، أن MMS لا يمتلك أي فوائد طبية مثبتة، بينما تمثل مخاطره تهديدًا مباشرًا للمرضى، خاصةً عند بيعه بشكل عشوائي للأطفال والحوامل أو الترويج له كعلاج للسمنة.
وأضافت أن الفريق يعمل على فضح “العلاجات المعجزة” المنتشرة على الإنترنت، والتي قد تعرض حياة الناس للخطر بسبب المعلومات الطبية المضللة.


