اليمن يقترب من الانقسام.. عدن تفقد بوصلتها وسط تحولات متسارعة تهدد بتمزيق البلاد إلى شمال وجنوب
شهدت الساحة اليمنية تطورات متسارعة خلال الساعات الماضية بعدما غادر أعضاء الحكومة اليمنية محافظة عدن، العاصمة المؤقتة، التي تتواجد بها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، عقب سيطرة ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي على المحافظة، ومساحات كبيرة من الأراضي التابعة للحكومة اليمنية، بما في ذلك بعض حقول النفط، ما أدى إلى تجدد عدم الاستقرار.
عدن تفقد بوصلتها وسط تحولات متسارعة تهدد بتمزيق البلاد إلى شمال وجنوب
وسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي، على محافظة حضرموت الشرقية الأسبوع الماضي، إذ تهدد هذه الخطوة بمزيد من تفتيت البلاد، وعودة سيناريو التقسيم إلى الواجهة مرة أخرى.
وكانت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي مؤيدة للحكومة اليمنية منذ عام 2015، إلا أنها تنقلب على الحكومة وتسعى إلى الحكم الذاتي في الجنوب، بما في ذلك مدينة عدن الساحلية الرئيسية، حيث مقر الإدارة المدعومة من السعودية.
وفي مشهد لافت، تداولت وسائل إعلام يمنية لافتة عملاقة فوق المنصة الرئيسية لساحة العروض في وسط مدينة عدن حيث يعتصم الآلاف من أبناء الجنوب، تتضمن عبارة: "إعلان دولة الجنوب العربي.. لحماية العروبة ومكافحة الإرهاب"، في خطوة تعتبر تدشينا لمرحلة جديدة من التصعيد السياسي والشعبي في اليمن.
ومن جانبه علق رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن على تلك التطورات، بأن إجراءات المجلس الانتقالي الجنوبي الأحادية تمثل خرقا صريحا لمرجعيات المرحلة الانتقالية، وأن تلك الإجراءات تقوض سلطة الحكومة الشرعية اليمنية.
وأضاف العليمي في بيان له، أن سقوط منطق الدولة في اليمن جراء التطورات الجارية من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي لن تترك استقرارا يمكن الاستثمار فيه.
جدير بالذكر أنه حتى مايو 1990 كانت اليمن منقسمة إلى دولتين هما الجمهورية العربية اليمنية (الشمال) والجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية (الجنوب) قبل أن تتوحدا لتشكيل الجمهورية اليمنية الحالية، في 22 مايو 1990 وهو حدث تاريخي يمثل أهم إنجاز في تاريخ اليمن الحديث.



