اكتشاف نادر.. وميض كوني يعود لـ 13 مليار سنة
رصد القمر الاصطناعي الفرنسي الصيني "سفوم" SVOM في مارس الماضي انفجار جاما نادرًا مرتبطًا بانهيار نجم ضخم قبل نحو 13 مليار سنة، ومن شأن هذا الوميض القوي الآتي من أعماق الكون تزويد الأوساط العلمية بمعلومات عن تاريخه.
وميض كوني يعود لـ 13 مليار سنة
ووفقًا لما نشره موقع تايمز ناو نيوز، قال الرئيس العلمي لمشروع سفوم في الهيئة الفرنسية للطاقات البديلة والطاقة الذرية، برتران كوردييه، إن هذا الاكتشاف نادر جدًا، فهو خامس أبعد انفجار لأشعة جاما يُرصَد على الإطلاق والأكثر دقة من ناحية الضوء والقياسات، ويشار إلى أن مهمة سفوم المرصد الفضائي متعدد الأطياف للأجسام الفلكية المتغيرة.
وتحدث انفجارات أشعة جاما عادة بعد انفجار نجوم ضخمة (تزيد كتلتها عن كتلة الشمس 20 مرة) أو اندماج النجوم الكثيفة، كما يمكن لهذه الانفجارات الإشعاعية ذات السطوع الهائل أن تطلق طاقة تعادل أكثر من مليار مليار شمس مثل شمسنا.
وفي هذا السياق أوضح كوردييه الذي شارك في دراستين عن هذا الاكتشاف نشرتا أمس الثلاثاء في مجلة "أسترونومي أند أستروفيزيكس"، قائلًا: "إنها الظواهر الكونية التي تنبعث منها الكميات الأكبر من الطاقة".
وتُتيح دراسة انفجارات أشعة جاما التقدم في مسائل "الفيزياء الأساسية"، مثل محاولة "فهم كيفية إطلاق هذه الكمية من الطاقة، وما هي الآليات المؤثرة" في ذلك.
فيما بيّن عالم الفيزياء الفلكية أنه في انفجارات أشعة جاما تتسارع المادة إلى سرعات تُقارب سرعة الضوء، إنها ظروف فيزيائية لا يمكننا إعادة إنتاجها على الأرض، لكن يمكننا رصدها في المختبرات الكونية.
كما تُستخدم هذه الإشارات شديدة السطوع أيضًا كـ"مسبارات"، إذ تُضيء كل المادة التي تمر بها قبل أن تصل إلى الأرض، حيث أكد كوردييه: نحن بحاجة ماسة إلى وميض بهذه الشدة لنتمكن من قياس الظروف الفيزيائية للكون في عصور بعيدة جدًا، مردفًا: إنها الطريقة الوحيدة للقيام بذلك مباشرة.
