بمشاركة القاهرة 24.. قوانغتشو الصينية تحتضن إطلاق منصة التعاون الإعلامي لطريق الحرير البحري
في مطلع ديسمبر 2025، شهدت مدينة قوانغتشو الصينية حدثًا إعلاميًا بارزًا تمثل في إطلاق منصة التعاون الإعلامي لطريق الحرير البحري، وهي مبادرة رائدة أطلقتها مؤسسة "ساوث" التابعة لمجموعة "نانفانغ ميديا"، هذا الحدث لم يكن مجرد احتفال تقليدي، بل محطة جديدة في مسار بناء نظام بيئي إخباري أكثر تعاونًا في مناطق آسيا وإفريقيا والمحيط الهادئ، حيث تتقاطع التجارة والهجرة والتبادل الثقافي منذ قرون.
جاء إطلاق المنصة في أجواء تؤكد أن الصحافة العالمية دخلت مرحلة جديدة تتطلب إعادة ابتكار أدواتها وأساليبها، بعيدًا عن هيمنة السرعة والخوارزميات والتحيزات الجغرافية، وقد حضر المندوبون من 11 دولة، من بينها مصر وإندونيسيا وفيجي وماليزيا وميانمار وفانواتو وفيتنام وتيمور الشرقية وكمبوديا وجزر سليمان، ليشهدوا ولادة منصة تعاونية جديدة، وليشاركوا في نقاشات حول مستقبل الصحافة في منطقة ارتبطت تاريخيًا بروابط التجارة والتبادل الثقافي.
إحداث تحول جوهري في طريقة سرد الأخبار
أكد هوانغ كان، رئيس تحرير مجموعة نانفانغ الإعلامية، أن المنصة تهدف إلى إحداث تحول جوهري في طريقة سرد الأخبار، مشددًا على أن التعاون أكثر قيمة من المنافسة في بناء سرد عالمي يركز على السلام والتفاهم والنجاح المشترك، أما رئيس تحرير "ساوث"، تشاو يانغ، فقد أوضح أن المنصة ستعمل وفق ستة محاور رئيسية تشمل التقارير المشتركة، إنتاج المحتوى عبر الحدود، التنسيق في تغطية القضايا الكبرى، تبادل المواد الإعلامية، الحوار الاستراتيجي المستمر، واستكشاف التعاون التجاري والثقافي، هذه الأجندات تمثل هيكلًا جديدًا للصحافة الدولية، يبتعد عن مركزية بلد واحد ويمنح الإعلام في الدول النامية مساحة متكافئة للمشاركة.
رؤى جديدة حول دور الصحافة الدولية
في الندوة التي أعقبت جلسة الإطلاق، طرح عدد من رؤساء الوقود الإعلامية، رؤى جديدة حول دور الصحافة الدولية، فمن جانبه، سلط وفد القاهرة 24 الضوء على تجربة مقاطعة قوانغدونغ في تحقيق التوازن بين الابتكار الصناعي والحفاظ على التراث الثقافي، معتبرًا أن هذه التجربة جديرة بالمشاركة مع دول أخرى، كما قدم ليون كاسيمايموري كابيناتابوا من صحيفة فيجي صن تأملًا حول هيمنة عقلية "الأخبار السيئة تبيع"، مؤكدًا أن الأخبار التي تسلط الضوء على التنمية والمرونة الاجتماعية والتعاون المتعدد الأطراف أقرب إلى احتياجات الناس من السرد المتكرر للصراع.
الأنشطة المرافقة للإطلاق، مثل زيارة مركز تكنولوجيا القيادة الذاتية في شنتشن، وجولة في قرية هاكا الثقافية المجددة، وحضور مؤتمر فهم الصين 2025، قدمت صورة متكاملة عن كيفية الجمع بين الابتكار الصناعي والحفاظ على الهوية الثقافية. هذه التجارب ساهمت في إثراء رؤى المندوبين حول نماذج التنمية التي يمكن تطبيقها في بلدانهم.
تغطيات مشتركة ذات قيمة استراتيجية
المنصة تفتح الباب أمام تغطيات مشتركة ذات قيمة استراتيجية، مثل تقرير تجاري بين إندونيسيا وغوانغدونغ قبل قمة أبيك المقبلة، وإنتاج محتوى سفر إقليمي مشترك. كما أطلقت "ساوث" عمودًا متعدد الوسائط يعرض تجارب المندوبين، ما يتيح للصحفيين المصريين وغيرهم المشاركة كمؤلفين مشاركين في قصص تصل إلى جماهير إقليمية ودولية.
يمثل إطلاق منصة التعاون الإعلامي لطريق الحرير البحري دليلًا على أن الصحافة في القرن الحادي والعشرين تحتاج إلى استراتيجيات جديدة تتجاوز الحدود الإدارية والأيديولوجية. التعاون عبر الحدود ليس تهديدًا للاستقلال، بل أساس لتقارير أكثر ثراءً وتوازنًا وارتباطًا بحياة المجتمعات العالمية. وبالنسبة لدول مثل إندونيسيا ومصر، فإن المشاركة الفعالة في هذه المنصة ليست مجرد خيار دبلوماسي، بل استثمار استراتيجي لضمان أن تُروى قصصها بطريقة ذكية، إنسانية، ومعترف بها دوليًا.




