قبل لحظة الكشف الكبرى غدًا.. آخر صورة لتمثالي الملك أمنحتب الثالث في معبده بالأقصر
تشهد مدينة الأقصر حالة من الترقب قبل لحظة تاريخية مرتقبة، مع اقتراب مراسم إزاحة الستار غدًا عن أضخم تماثيل الملك أمنحتب الثالث، داخل معبد ملايين السنين الخاص به بمنطقة كوم الحيتان، خلف تمثالي ممنون الشهيرين، في إطار مشروع أثري ضخم لإحياء أعظم المعابد الجنائزية في مصر القديمة.
قبل لحظة الكشف الكبرى غدًا.. آخر صورة لتمثالي الملك أمنحتب الثالث في معبده بالأقصر
وحصل القاهرة 24 على آخر صورة لتمثالي الملك أمنحتب الثالث داخل معبد ملايين السنين بمنطقة كوم الحيتان غرب الأقصر، وذلك قبل ساعات من مراسم إزاحة الستار عنهما رسميًا، في حدث أثري مرتقب يعيد إحياء أحد أعظم شواهد الحضارة المصرية القديمة.
وسبق وكشف مصدر أثري بالأقصر، أن البعثة الأوروبية المشتركة العاملة بالمعبد انتهت من تنفيذ المراحل النهائية لرفع وتركيب تمثال ملكي ضخم من الألباستر النادر، يُجسّد الملك أمنحتب الثالث جالسًا على كرسي العرش، واضعًا يديه على فخذيه وفق الجلسة الملكية التقليدية، على غرار تمثالي ممنون، في مشهد يعيد إلى الأذهان عظمة عصر الدولة الحديثة.
وأوضح المصدر أن التمثال الذي أعيد تركيبه بعد عقود من تفتته، يزن ما لا يقل عن 60 طنًا، ويبلغ ارتفاعه نحو 10 أمتار، ليصبح ثاني أكبر تمثال بالموقع بعد تمثالي ممنون، مشيرًا إلى أن التمثال لا يزال يحتفظ ببقايا واضحة من ألوانه الأصلية، ما يُعد اكتشافًا فريدًا يضيف قيمة استثنائية للعمل الأثري.
وأشار إلى أن أعمال الترميم اعتمدت على تجميع مئات القطع والكتل الحجرية التي تناثرت عبر العصور، والتي خضعت لدراسات دقيقة شملت التوثيق والتصوير والرسم الهندسي، إلى جانب استخدام برامج حاسب متقدمة لتحديد المواضع الأصلية لكل جزء قبل إعادة تركيبه.
وأضاف أن البعثة استخدمت تقنيات رفع حديثة ومتطورة، من بينها أسلوب الوسائد الهوائية، الذي طُبق لأول مرة في مصر داخل هذا المشروع منذ عام 2012، ما ساهم في التعامل الآمن مع الكتل الضخمة دون تعريضها لخطر التشقق أو التلف.
وأكد المصدر أن معبد أمنحتب الثالث كان يومًا ما أضخم معبد جنائزي في مصر القديمة، إلا أن أجزاء كبيرة منه تقع حاليًا أسفل الأراضي الزراعية والطريق الحديث المار بالموقع، لافتًا إلى أن البعثة تعمل بالمعبد منذ عام 1999 ضمن مشروع شامل لإزالة النباتات والمخلفات القديمة، وتنفيذ حفائر علمية جديدة، وإعادة بناء أجزاء من المعبد، بما في ذلك صروحه الثلاثة باستخدام الطوب اللبن المختوم بختم البعثة.
وتابع أن المشروع أسفر عن تجميع وتركيب عشرات التماثيل الجالسة والواقفة للملك أمنحتب الثالث، إلى جانب مئات تماثيل المعبودة سخمت، إلهة الحرب والشفاء في مصر القديمة، والتي تشير الدراسات إلى أن المعبد كان يضم نحو 700 تمثال منها، عُثر على أعداد كبيرة وأجزاء متنوعة منها، ولا تزال محفوظة داخل مخازن المجلس الأعلى للآثار للدراسة والترميم.
ومن المقرر أن تشهد مراسم الكشف عن التمثال غدًا حضور عدد من السفراء والقناصل الأجانب، إلى جانب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ورؤساء وعلماء البعثات الأثرية العاملة بالأقصر، ومحافظ الأقصر، وعدد من القيادات التنفيذية والأمنية والأثرية، في حدث يُتوقع أن يسلّط الضوء عالميًا على أحد أهم مشروعات إحياء التراث المصري القديم.


