في ذكرى وفاته.. رحلة أحمد راتب من المسرح إلى السينما والتليفزيون
تمرّ اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير أحمد راتب، أحد الوجوه المميزة في تاريخ الفن المصري، وصاحب حضور خاص جعل منه فنانًا مختلفًا، لا يشبه سواه، سواء في أدواره الجادة أو الكوميدية.
ذكرى وفاة أحمد راتب
وُلد أحمد راتب في القاهرة عام 1949، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، ليبدأ رحلة فنية طويلة اتسمت بالتنوع والالتزام، لم يكن نجم شباك تقليدي، لكنه كان دائمًا عنصرًا أساسيًا في أي عمل يشارك فيه، يضيف بصدق أدائه وعمق حضوره قيمة حقيقية للشخصية.
تميّز أحمد راتب بقدرته اللافتة على تجسيد الشخصيات المركبة، خاصة أدوار المثقف، والمسؤول، ورجل السلطة، فكان صوته الهادئ ونبرته الواثقة جزءًا من ملامحه الفنية التي لا تُنسى كما ترك بصمة واضحة في السينما من خلال أعمال، ومن أبرز أعماله في السينما نجد أفلاما مثل: الحريف، أيام السادات، طيور الظلام، والرجال في أجازة، حيث قدم أدوارا تمزج بين الكوميديا والدراما مع قدرة على إضفاء طابع إنساني عميق. وفي الدراما التليفزيونية، ترك بصمته في مسلسلات مثل رأفت الهجان، مبروك جالك قلق، والخواجة عبد القادر، حيث برع في تقديم الشخصيات المعقدة التي تحمل معاناة الإنسان المصري.
وعلى خشبة المسرح، أثبت أحمد راتب أنه ممثل مسرحي من الطراز الرفيع، يمتلك أدواته كاملة، ويحترم الجمهور والنص، فكان المسرح بالنسبة له رسالة قبل أن يكون مجرد عرض.
رحل أحمد راتب في 14 ديسمبر 2016، بعد صراع مع المرض، لكنه ترك خلفه إرثًا فنيًا غنيًا، وأعمالًا ما زالت تُعرض وتُشاهد، شاهدة على موهبة حقيقية لم تعتمد على الضجيج، بل على الموهبة والوعي والثقافة.


