الجارديان تفجّر الجدل: هل اللاجئون حقًا وراء وباء الجريمة في بريطانيا؟
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا تحليليًا مطولًا اليوم، يمكن وصفه بأنه يتصدى لما تصفه بالسردية المتصاعدة التي تُحمّل طالبي اللجوء والمهاجرين مسؤولية موجة الجرائم العنيفة في بريطانيا، مؤكدة أن الأرقام المتداولة مضللة ولا تعكس الصورة الكاملة.
الجارديان تفجّر الجدل: هل اللاجئون حقًا وراء وباء الجريمة في بريطانيا؟
التقرير يشير إلى نمط إعلامي وسياسي متكرر: جريمة بشعة يرتكبها أجنبي أو طالب لجوء، يتبعها سيل من العناوين والتعليقات التي تعمم الاتهام على خلفيات قومية أو دينية كاملة. لكن الجارديان تؤكد أن البيانات الرسمية لا تدعم هذا التعميم.
وبحسب التقرير يمكن استخلاص التالي:
لا توجد إحصاءات حكومية دقيقة تربط الجريمة مباشرة بوضع اللجوء، لأن وزارة العدل لا تسجل الجرائم حسب الحالة القانونية للهجرة.
عند تعديل الأرقام وفق العمر والجنس (مع كون معظم طالبي اللجوء من الشباب الذكور)، يتبيّن أن معدلات سجن غير البريطانيين أقل أو مماثلة للبريطانيين.
معظم الجرائم العنيفة في بريطانيا، بحكم التركيبة السكانية، يرتكبها رجال بريطانيون بيض، لكن هذا نادرًا ما يُبرز في التغطيات الإعلامية، في مقابل الاهتمام بالجرائم التي يفعلها اللاجئ خاصة العربي أو المسلم.
الأرقام التي تُستخدم سياسيًا – مثل الادعاء بأن بعض الجنسيات أكثر إجرامًا بعشرات المرات – تعاني من عيوب منهجية بسبب قدم بيانات السكان وصِغر حجم العينات.
ويحذر خبراء، نقلت عنهم الجارديان، من أن دمج الخوف من الجريمة مع الجدل حول الهجرة يصنع أزمة وهمية تُستثمر سياسيًا، بينما الواقع أكثر تعقيدًا، وترتبط الجريمة بعوامل مثل الصدمة النفسية، الصحة العقلية، والفقر، لا بالجنسية وحدها.
ويشار إلى أن الخلاصة التي تطرحها الجارديان بوضوح يمكن استخلاصها في أن الحديث عن وباء جريمة يقوده اللاجئون خطاب مبسط وخطير، لا تدعمه الأدلة، ويغذي الانقسام أكثر مما يخدم الأمن أو العدالة في بريطانيا.





