"قاطرة التنمية في الجنوب".. كيف تعيد الجامعات التكنولوجية تشكيل خارطة سوق العمل من بوابة الأقصر؟
لم يكن المؤتمر الرابع لشباب التكنولوجيين الذي احتضنته جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر مجرد حدث أكاديمي عابر، بل جاء تدشينه من قبل محافظ الأقصر، المهندس عبد المطلب عماره، ليضع النقاط على الحروف فيما يخص مستقبل التعليم الفني والتقني في صعيد مصر.
سد الفجوة بين "الشهادة" و"المهنة"
يفتح الحدث الذي شهد استعراضًا لمهارات الطلاب اللغوية والتقنية، الباب واسعًا لمناقشة الدور المحوري الذي تلعبه هذه الجامعات الجديدة في تغيير المعادلة الاقتصادية والاجتماعية في الجنوب.
عانى صعيد مصر لسنوات طويلة، من تخريج دفعات هائلة من حملة المؤهلات النظرية التي لا تجد لها مكانًا في سوق العمل المحلي، مما كان يدفعهم للهجرة الداخلية نحو العاصمة.
يؤكد ما شاهدناه في معارض جامعة طيبة من "تكنولوجيا التصنيع الغذائي" و"الخدمات السياحية" أن المناهج الدراسية بدأت أخيرًا تتحدث لغة الاقتصاد المحلي.
باتت الأقصر، المحافظة السياحية والزراعية بامتياز، تمتلك الآن "مصنعًا للعقول" يخرج فنيين محترفين يخدمون قطاعي السياحة والأغذية مباشرة، وليس موظفين إداريين.
الطالب "رائد الأعمال" لا "طالب الوظيفة"
تدشين "نادي ريادة الأعمال"كانت النقطة الأبرز في فعاليات المؤتمر، بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي.
تمثل هذه الخطوة تحولًا جذريًا في فلسفة التعليم؛ فالهدف لم يعد تخريج طالب يبحث عن وظيفة حكومية، بل طالب يمتلك المهارة لإنشاء مشروعه الصغير.
دعم الابتكارات الطلابية يحول الجامعة من مؤسسة تعليمية إلى حاضنة أعمال تضخ دماءً جديدة في شريان الاقتصاد المحلي.
كسر الصورة النمطية للتعليم الفني
إشادة محافظ الأقصر بـ "الوعي الثقافي واللغوي" للطلاب وتقديمهم فقرات بلغات أجنبية، تضرب في مقتل الصورة الذهنية القديمة عن خريجي التعليم الفني.
نحن اليوم أمام "تكنولوجي عصري" يمتلك أدوات التواصل الدولي، ويفهم أحدث التقنيات، مما يجعله عملة نادرة مطلوبة ليس فقط محليًا، بل دوليًا أيضًا، وهو ما يتماشى مع استراتيجية الدولة لتصدير العمالة المدربة.
الخلاصة
تجربة جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر تثبت أن الرهان على التعليم التكنولوجي في الصعيد هو "الرهان الرابح".
دعم القيادات التنفيذية، ممثلة في المحافظ، لهذه الفعاليات يعطي رسالة طمأنة وثقة للشباب وللمستثمرين على حد سواء، بأن الأقصر لا تمتلك فقط الآثار والتاريخ، بل تمتلك أيضًا "المستقبل" بسواعد أبنائها التكنولوجيين.



