باحثون يبتكرون بلاستيك نباتيا غير مضر بالصحة
أعلن فريق من الباحثين في مركز ريكين لعلوم المواد الناشئة باليابان عن تطوير مادة بلاستيكية جديدة تتمتع بخصائص المتانة والمرونة نفسها التي تميز البلاستيك التقليدي، ولكن من دون إطلاق الجزيئات البلاستيكية الدقيقة المرتبطة بمخاطر صحية خطيرة، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
باحثون يبتكرون بلاستيك نباتيا غير مضر بالصحة
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة، التي تنتج عن تحلل المواد البلاستيكية بمرور الوقت، أصبحت مصدر قلق عالمي بعد ربطها بزيادة مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية ومشكلات الخصوبة وبعض أنواع السرطان، وتنتشر هذه الجزيئات في كل مكان تقريبًا، من الطعام والمياه إلى أدوات التنظيف والهواء.
ووفقًا للدراسة التي نُشرت مؤخرًا في مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية، فإن البلاستيك الجديد مصنوع أساسًا من السليلوز النباتي، وهو أحد أكثر المركبات العضوية وفرة في الطبيعة، ما يجعله قابلًا للتحلل الحيوي وصديقًا للبيئة.
وأوضح الباحثون أن المادة الجديدة تعتمد على مكونات معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، من بينها لب الخشب القابل للتحلل، إلى جانب مادة مألوفة تُستخدم يوميًا كمضاف غذائي، وهي كلوريد الكولين، وهو نوع من الملح العضوي، وأسهم هذا المكون في التحكم الدقيق بمرونة البلاستيك وقوته.
وبحسب الفريق البحثي، يمكن تعديل خصائص المادة الجديدة لتكون صلبة كالزجاج أو مرنة إلى درجة تسمح بتمديدها حتى 130% من طولها الأصلي دون أن تنكسر، كما يمكن تصنيعها بسُمك رقيق يصل إلى 0.07 ملليمتر، ما يفتح المجال لاستخدامها في تطبيقات صناعية متعددة.
وقال قائد الدراسة، كيميائي البوليمرات تاكوزو أيدا، إن الأبحاث انتقلت من مرحلة الفكرة النظرية إلى التطبيق العملي، مشيرًا إلى أن هذا البلاستيك يتمتع بقوة تضاهي البلاستيك القائم على البترول، مع ميزة إضافية تتمثل في سهولة التحلل وعدم ترك مخلفات دقيقة ضارة.
ويأتي هذا الابتكار في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن تراكم الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في البيئة وأجسام البشر، حيث أثبتت دراسات سابقة قدرتها على الوصول إلى مجرى الدم والتأثير في أجهزة حيوية مختلفة.
