الأحد 21 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

حرمة المال العام موضوعًا لخطبة الجمعة اليوم | نص الخطبة

القاهرة 24
دين وفتوى
الجمعة 19/ديسمبر/2025 - 11:04 ص

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم، تحت عنوان: حرمة المال العام وهو الموضوع الذى حددته وزارة الأوقاف، موضحة أن الهدف من الخطبة هو التوعية بقدسية المال العام وحرمته ووجوب الحفاظ عليه، كما حددت موضوع الخطبة الثانية: التفكك الأسرى.

 

نص خطبة الجمعة اليوم

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أكملَ لنا الدينَ، وأتمَّ علينا النعمةَ، وجعلَ أمتَنَا خيرَ أمةٍ، وأُصلى وأسلمُ على سيدِنا ومولانا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ، أما بعدُ:

فإنَّ من بديعِ ما زَخرَ بهِ تراثُنَا العريقُ، ما رواهُ لنا الإمامُ أبو بكرٍ الحربيّ قال: «سمعتُ السَّرِيَّ السَّقَطِيَّ رضيَ الله عنه يقولُ: منذُ ثلاثينَ سنةً وأنا فى الاستغفارِ من قولى: الحمدُ للهِ مرة، قيل: وكيفَ ذاك؟ قال: وقعَ ببغدادَ حريقٌ، فاستقبلنى واحدٌ فقالَ لى: نجا حانُوتُك، فقلت: الحمدُ للهِ، فمنذُ ثلاثينَ سنةً أنا نادمٌ على ما قلتُ، حيثُ أردتُ لنفسى خيرًا مما للمسلمين».

يلامسُ الإمامُ السَّرِيّ - رحمهُ الله - فى هذه القصةِ الرفيعةِ جوهرَ الأخلاقِ الإسلاميةِ، وهو اتساعُ القلبِ للناسِ جميعًا، ورفضُ تمييزِ النفسِ عنهم فى شئونِ الحياةِ، فمجرّد أن نجا متجرُه دونَ متاجرِ الناسِ جعله يستشعرُ أنه فرِحَ لنفسه بشيءٍ لم يتحققْ لغيرهِ، فظلَّ ثلاثينَ سنةً يستغفرُ من هذا الخاطرِ، لا لحرمةِ الكلمةِ نفسها، ولكن لما أحسّ فى قلبهِ من تفضيلِ النفسِ على عمومِ الناسِ من حولهِ.


وإذا كان أهلُ اللهِ يخافونَ من مجرّدِ خاطرٍ قلبيٍّ يفضّلُ النفسَ على غيرها، فكيفَ بمن يمدُّ يدَهُ إلى المالِ العام الذى هو مِلكُ الأمَّةِ بأسرها؟!

ويقصدُ بالمالِ العامِ: مواردُ الدولةِ، وخيراتُها، ومقدّراتُها، وممتلكاتُها، وخدماتُها، ومرافقُها، وما يُحصَّلُ من الضرائبِ والزكواتِ والمشاريعِ العامّةِ، وسُمِّى عامًا؛ لأنه حقٌّ مشترك، لا يختصُّ به شخصٌ بعينه، بل ينتفعُ به مجموعُ الأمّةِ.

وعليهِ، فالمنشآتُ العامّةُ، والمؤسّساتُ والمرافقُ، ووسائلُ المواصلاتِ العامّةِ، والأموالُ التى تُجمعُ للمنافعِ العامّةِ فى الدولةِ كالضرائبِ وغيرِها، كلُّ هذا مالٌ عامٌّ ينبغى علينا زيادَتُهُ، والحفاظُ عليهِ.

وكل هذه الأمورِ مِلكٌ لنا جميعًا، فنحافظُ عليها جميعًا؛ كى ننتفعَ بها جميعًا، فهى أمانةٌ بين أيدى الجميعِ لخيرِ الجميع، وعَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ رضيَ الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «مَن استعمَلْنَاهُ منكم على عمَلٍ، فَكَتَمَنا مَخِيطًا فما فوقَه؛ كانَ غُلُولًا يأتى به يومَ القيامةِ».

فلا يعتدى أحدٌ منّا على المدارسِ، أو يخرّبُ شيئًا من مرافقِها، بل يحافظُ عليها؛ لأنها مِلكُهُ ومِلكُ الجميعِ.

ولا يعتدى أحدُنا على منشئاتِ المستشفياتِ أو أدواتِها وأجهزتِها؛ لأنّ خيرَها لكَ وللجميعِ.

ولا يعتدى أحدٌ منا على وسائِل النقلِ العامِ من القطاراتِ والسياراتِ، ولا يمزقُ مقاعدَها، ولا يخربُ منها شيئا، حتّى تظلَّ فى خدمِتك وخدمةِ الجميع.

ولا يعتدى أحدٌ على الكهربَاء بغيرِ الطريقِ المشروعِ، ولا على شيءٍ من منشئاتِها ومحولاتِها وأسلاكِها، حتّى تظلّ تنيرُ لكَ وللجميعِ.

ولا يستخدمُ أحدٌ منّا أمورَ الوظائفِ العامّةِ وأدواتِها فى شئونهِ الشخصيةِ حتى يظلَّ خيرُها يجرِى عليكَ وعلى الجميعِ.

ولا تعتدى على مصارفِ المياه والتّرعِ بإلقاءِ المُخلّفاتِ فيها، حتى تظلَّ تسقى أرضَك وأرضَ جيرانِك وتجرى بالخيرِ للناسِ جميعًا.

ولا يضّيقُ أحدٌ منّا الطرقَ العامّةَ بوضعِ تجارتِهِ الخاصّةِ، بل يضعُ تجارته فى المواضعِ المحدّدةِ، فيظلّ الطريقُ يتسعُ له وللجميع.

تابع مواقعنا