حين غابوا عن المدارس وعادوا في الأكفان.. مأساة تلاميذ قرية المعصرة بالفيوم ضحايا لقمة العيش على طريق الضبعة
لم يحملوا حقائبهم المدرسية، ولم يفتحوا كراساتهم هذا الصباح، استيقظوا مع الساعات الأولى للفجر، لا من أجل طابور المدرسة، بل من أجل لقمة عيش فرضتها قسوة الظروف، تلاميذ صغار، تركوا التعليم مؤقتًا، واتجهوا إلى الحقول لجمع محصول الطماطم، بحثًا عن جنيهات قليلة تُعين أسرهم على أعباء الحياة.
ضحايا لقمه العيش
في قرية معصرة صاوي التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، لم يكن أحد يتوقع أن تتحول رحلة العمل اليومية إلى رحلة بلا عودة، وأن يعود الأبناء إلى بيوتهم محمولين على الأكتاف، داخل أكفان بيضاء بدلًا من ملابس العمل.
رحلة الفجر التي انتهت بالموت
استقل الضحايا سيارة سوزوكي، إحدى سيارات نقل العمال التي اعتاد الأهالي استخدامها، في طريقهم إلى العمل.
أطفالٌ يتحملون مسؤولية أكبر من أعمارهم، يعملون ليساعدوا أسرهم، ويواجهون الحياة مبكرًا، لكن على الطريق الإقليمي بمدينة 6 أكتوبر، في اتجاه الواحات، انتهت الرحلة فجأة، سائق متهور، سرعة زائدة، واستهانة بأرواح البشر، انقلبت السيارة، واشتعلت فيها النيران، لتتحول في لحظات إلى تابوت جماعي.
7 أرواح تُزهق في لحظة
تلقت غرفة عمليات شرطة النجدة بلاغًا بوقوع حادث مروري أعلى الطريق الإقليمي، وعلى الفور انتقلت قوات المرور وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث.
سيارة محترقة، وأجساد هامدة، وصمت ثقيل يخيّم على المكان.
وبالفحص، تبين مصرع 7 أشخاص في الحال، جراء انقلاب سيارة السوزوكي واشتداد النيران بها، وتم نقل الجثامين إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
كما قامت الأجهزة الأمنية بالتحفظ على كاميرات المراقبة المحيطة بمكان الحادث لتفريغها والوقوف على ملابسات الواقعة، وتم تحرير محضر بالحادث، وأُخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
قرية ترتدي السواد
في معصرة صاوي، خيّم الحزن على كل بيت، القرية اكتست بالسواد، وتحولت الشوارع إلى سرادق عزاء مفتوح، وارتفعت صرخات الأمهات بدلًا من ضحكات الأطفال.
مدارس بلا تلاميذ، وبيوت بلا أبناء، وحقول تنتظر من يرويها، لكن هذه المرة، رُويت الأرض بدم الصغار لا بالماء رحلوا لأن الإهمال حوّل سيارات السوزوكي إلى توابيت متحركة، تحصد الأرواح على الطرق بلا حساب.









