مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا تتواصل وسط تشكيك روسي بمقترحات السلام
تستمر المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا عبر عدة مسارات دبلوماسية، شاملة لقاءات منفصلة في ميامي بين وفد روسي ومسؤولين أمريكيين، واتصالات واشنطن مع الأوروبيين والأوكرانيين، وسط تشكيك موسكو في قدرة تعديلات بروكسل وكييف على تعزيز فرص السلام، واستبعادها مقترح إجراء محادثات ثلاثية.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كيريل دميترييف، سيقدم تقريرًا مفصلًا للرئيس عقب مباحثاته في ميامي حول الوضع في أوكرانيا، موضحًا أن الوفد الروسي سيطلع على الاتصالات الأمريكية مع الأطراف الأوروبية والأوكرانية، نافيًا أي تبليغ من بوتين للوفد الأمريكي عبر دميترييف، وشدد بيسكوف على أن ملف التسوية الأوكرانية يجب ألا يُربط بالعلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن، مشيرًا إلى إمكانية التعاون على مشاريع منفعة متبادلة.
من جانبه، اعتبر يوري أوشاكوف، كبير مستشاري السياسة الخارجية لبوتين، أن التعديلات التي أدخلتها أوكرانيا والدول الأوروبية على المقترحات الأمريكية لإنهاء الحرب “لم تُحسّن فرص السلام”، موضحًا أن الوثيقة المعدلة لا تعزز إمكانية التوصل إلى تسوية طويلة الأمد، رغم أنه لم يطلع بعد على الصيغة النهائية للمقترحات.
لقاءات متعدده لوقف الحرب
وجاءت هذه التصريحات بعد لقاء دميترييف، مع المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر في ميامي، على أن تستمر المحادثات، بالمقابل، أعلن كبير المفاوضين الأوكرانيين، رستم عمروف، عن عقد اجتماع آخر مع المسؤولين الأمريكيين، مؤكدًا أن الوفد الأوكراني يعمل «بشكل بناء وموضوعي» ويهدف إلى إحراز تقدم عملي ملموس.
وجاءت اجتماعات ميامي عقب محادثات سابقة في برلين بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا، حيث ناقش المشاركون مستقبل أوكرانيا، ودور القوى الأوروبية، وإمكانية اعتماد اتفاق سلام برعاية أمريكية.
وفيما أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعمه لمقترح إجراء “محادثات ثلاثية” تشمل الولايات المتحدة وروسيا إذا ساهم ذلك في تبادل الأسرى وفتح الطريق لاجتماعات على مستوى القادة، رفض الجانب الروسي النقاش حول هذا المقترح.
وتتزامن هذه الجهود مع استمرار العمليات العسكرية الروسية، حيث أفادت موسكو بأن قواتها توسعت في السيطرة على 12 إلى 17 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الأوكرانية يوميًا خلال عام 2025، في حين تحذر أوكرانيا والدول الأوروبية من السماح لروسيا بتحقيق أهدافها "الاستيلائية".
