من القمح إلى العمران الأخضر.. جهاز مستقبل مصر يقود منظومة متكاملة للأمن الغذائي والتنمية المستدامة
يشكل القمح ركيزة أساسية للأمن الغذائي في مصر، التي تُعد من أكبر مستوردي القمح عالميًا، ومع تزايد التحديات الاقتصادية والمناخية أصبح تحسين منظومة إنتاج القمح واستدامة التوريد قضية وطنية استراتيجية، في هذا الإطار، يبرز جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، برئاسة الدكتور بهاء الغنام الذي قاد المنظومة كفاعل رئيسي يدمج بين زيادة الإنتاج المحلي، وتنظيم الاستيراد، والتصنيع الزراعي، وتنمية الثروة الحيوانية، والتخطيط العمراني المستدام، لتحقيق التوازن بين الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع تعزيز فرص العمل ودعم المجتمعات المحلية.
القمح ركيزة أساسية للأمن الغذائي في مصر
وأصبح جهاز مستقبل مصر محورًا رئيسيًا في منظومة القمح في مصر من خلال دمج دورين أساسيين لتحقيق الأمن الغذائي، الأول يشمل تعزيز الإنتاج المحلي، حيث وسع الجهاز الرقعة الزراعية وزاد الطاقة الإنتاجية من القمح، مما أضاف أكثر من مليون طن إضافي مقارنة بالموسم السابق، وساهم ذلك في دعم منظومة التموين.
المحور الثاني شمل تنظيم الاستيراد وتنوع المناشئ، حيث أسس إدارة للشراء الموحد بالتعاون مع وزارتي الزراعة والتموين لتوحيد عمليات الاستيراد، وتنويع مصادر القمح من دول مثل روسيا، أوكرانيا، رومانيا، بلغاريا وفرنسا، مما حدّ من تقلبات الأسعار وأي اختناقات في الإمدادات رغم التوترات العالمية.
مشروعات لاستصلاح 4.5 مليون فدان
تستهدف الدولة زيادة الإنتاج الزراعي في البلاد عبر التوسع الرأسي لرفع إنتاجية الفدان الواحد أو التوسع الأفقي باستصلاح أراضي جديدة لزيادة المساحة المنزرعة، وبدوره خطط الجهاز إلى استصلاح ملايين الأفدنة في مناطق متعددة من الدلتا والصعيد، بهدف زراعة ما يصل إلى 4.5 مليون فدان بحلول 2027، بعد أن ارتفعت المساحات المستصلحة من 30 ألف فدان في عام 2018 إلى 600 ألف فدان في 2023، و800 ألف فدان في 2024، ومن المستهدف زراعة 1.6 مليون فدان في 2025، و4.5 مليون فدان في 2027.
التصنيع الزراعي
ملف التصنيع الزراعية كان ملف ضمن العديد من الملفات التي يركز على تنميتها وتطويرها الجهاز، حيث أولى الجهاز اهتماما كبيرا لمجال التصنيع الزراعي من أجل تحقيق الاستفادة القصوى والاستغلال الأمثل للموارد، حيث قام بتنفيذ منطقتين صناعيتين، الأولى المنطقة الصناعية للدلتا الجديدة، والتي تقام على مساحة 1000 فدان، وتشتمل على «مصنع العلف، والبصل والثوم والخضار والفاكهة المجمدة والبطاطس نصف المقلية والسكر والنشا» وغيرها من مشروعات التصنيع الزراعي، وتصل كميات الخام المستخدم في المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية إلى نحو 3 ملايين طن بإنتاج يصل إلى نحو 1.5 مليون طن منتجات سنويا.
كما تعاون الجهاز في أنشطة ومجالات الزراعة مع صغار وكبار المستثمرين والشركات، بجانب شراكات القطاع الخاص في مجالات التصنيع الزراعي والخامات الزراعية اللازمة للتصنيع ومستلزمات الإنتاج، وأيضا التنمية العمرانية، كما يقوم الجهاز بتطوير الاستثمار ليشمل شراكات دولية في مجال البذور والتقاوي والتصنيع الغذائي، مثل الصين وروسيا.
تنمية الثروة الحيوانية
وفي مجال الثروة الحيوانية، يعمل الجهاز على التوسع في مشروعات الثروة الحيوانية، حيث تصل قدرات المزارع الحالية إلى 18 ألف رأس تسمين، و11 ألف رأس حلاب، و4 ملايين ونصف المليون رأس أغنام، فضلا عن إنشاء مزارع للإنتاج الحيواني على مراحل تنفيذية لتحقيق هدف الاكتفاء الذاتي من اللحوم وسد احتياجات السوق المحلي.
التخطيط العمراني والتنمية
أما ملف التنمية العمرانية، فإن جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة قام بتخطيط عمران الدلتا الجديدة وإنشاء أول مشروعات التنمية العمرانية الخضراء، حيث يجري حاليًا تنفيذ مشروع بيئي متكامل يستند إلى مبادئ التنمية المستدامة والمجتمعات الخضراء وإعادة التدوير في مجتمع صديق للبيئة ويحتوي على صفر كربون، حيث التوسع في أنشطة مجابهة تغير المناخ، فضلا عن التوسع العمراني في الاتجاه الغربي على قوام مشروع التنمية الزراعية والتصنيع الزراعي وكافة الأنشطة المتعلقة بالزراعة.
مدينة جريان مشروع عقاري نموذج للتنمية العمرانية
كما يعمل جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة بالشراكة مع عدد من كبرى شركات التطوير العقاري، من بينها بالم هيلز وماونتن فيو وNations of the Sky، على تنفيذ مشروع مدينة «جريان»، وهو مشروع عقاري ضخم يُقام على مساحة واسعة بقطاع غرب القاهرة بمحور الشيخ زايد.
وتُعد مدينة «جريان» أول مدينة سكنية صديقة للبيئة، تجمع بين خبرات كبار المطورين العقاريين في مشروع واحد، حيث انطلقت فكرتها بالتوازي مع مشروع الدلتا الجديدة، أحد أكبر المشروعات القومية. ويعتمد المشروع على ثلاثة مصادر للري، من بينها تفريعة من نهر النيل تبدأ من فرع رشيد وتمر بمحور الشيخ زايد، قبل أن تعبر قلب مدينة «جريان»، ويبلغ عرض هذا المجرى المائي داخل المدينة ما بين 50 و240 مترًا.
وتقام مدينة «جريان» على مساحة تُقدَّر بنحو 6.8 مليون متر مربع، وتضم أكثر من 20 ألف وحدة سكنية متنوعة، إلى جانب مساحات مخصصة للأنشطة الإدارية والتجارية والخدمية تصل إلى نحو مليون متر مربع، لتلبية متطلبات الحياة العصرية.





