معتز ورامز الخياط.. المال والمقاولات والألبان وبينها الكثير من الأسئلة
معتز ورامز الخياط.. هل سمعت اسم هذا الثنائي من قبل؟! ربما نعم، فمؤخرا ظهرا في أماكن ومجالات وسياقات تتقاطع جميعها مع الرأي العام من واشطن إلى الدوحة، ثم إلى القاهرة مرورًا بدمشق، ومن بيزنس الشركات للزراعة، حتى أصبح الثنائي مألوفًا لكثير من النخب العربية والمصرية.. لكن لا يزال هذا الثنائي مجهولًا وغامضًا للجمهور والقراء، ويحتاج إلى مزيد من الكشف والتحري.
في رحلة الرجلين يتقاطع المال مع السياسة مع المصالح والكثير والكثير من التساؤلات حول وكيف كانت طريقة صعودهما في قطر، وكيف غادرا سوريا، ومن أين يستمدان قوتهما، وهل استثماراتهما الخاصة هي التي أهلتهما إلى بناء إمبراطوريتهما الاقتصادية أم أن هناك من يقف خلفهما وما هي الأجندة التي يتحركان وفقًا لها في خريطة مشروعاتهما الاقتصادية؟.
الأخوان رامز ومعتز الخياط

الأخوان رامز ومعتز الخياط - اللذان ظهرا في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - يعودان إلى أصل سوري، فوالدهما محمد رسلان الخياط الرجل الذي ظهر بشكل مفاجئ منفذًا لأعمال بنية تحتية وبناء لصالح الحكومة السورية قبل عقود، وكانت التساؤلات أيضًا كثيرة آنذاك حول كيفية صعود وعلاقة محمد حمشو رجل الأعمال السوري بهذا الأمر، وعُرف الرجل لفترة طويلة باعتباره واجهة اقتصادية لـ ماهر الأسد.
انضم معتز الخياط إلى أعمال والده ورجل الأعمال محمد حمشو، وبعد 2007 بدأ التقارب بينه وبين شخصيات نافذة في قطر من خلال التعاون في مشروعات قطرية كانت تنشأ في سوريا حينها.
مع قدوم العام 2011 والحراك الشعبي في سوريا كان من الطبيعي أن يفكر الأخوان الخياط في الانتقال إلى قطر، ووفقًا لوسائل إعلام محلية فقد هرّبا أموالًا طائلة إلى الدوحة تحت سمع وبصر عناصر المخابرات الجوية في مطار دمشق الدولي (الجهاز الأمني الأكثر نفوذًا في عصر بشار الأسد).
كيف وصلا إلى قطر وكيف تحولا من مواطنين يحملان الجنسية السورية إلى مواطنيين قطريين يظهران بالزي القطري المعروف؟.. كل تلك التساؤلات ربما ظلت بلا إجابة حتى الآن، لكن السؤال الذي يعلم الجميع إجابته بشكل واضح هو.. ماذا فعلا بعد أن وصلا إلى قطر؟
بعد وصولهما إلى قطر حصلا على حق تنفيذ مشروعات ضمن مشروع مدينة لوسيل، وأصبحت شركة الخياط للمقاولات والتجارة (KCT) وشركتهما الأخرى أورباكون للتجارة والمقاولات (UCC) قوتين مهيمنتين في قطاع البناء في قطر، ونفذتا 25 مشروعًا كبيرًا هناك، بما في ذلك بعض من أبرز مشاريع التطوير في البلاد.
عملية الأبقار.. الظهور الأقوى
في الخامس من يونيو عام 2017 قطعت الدول العربية علاقاتها مع قطر، فوجدت الدوحة نفسها في مأزق كبير لا سيما في قطاع الألبان، حيث كان اعتمادها الكلي على الوارد من الخارج، فوجهت دعمًا ماليًا للأخوين الخياط اللذين بدآ في تفعيل شركة بلدنا.
وكان لافتا الخبر الذي نشر على نطاق واسع آنذاك حول شحن شركة بلدنا 4 آلاف بقرة إلى قطر لسد الثغرة التي خلفها تدهور إمدادات الحليب الطازج، وجرت العملية عبر نحو 60 رحلة على متن الخطوط الجوية القطرية.
ونتيجة لذلك حظيت شركة بلدنا بزيارة أميرية لمقرها في الدوحة.
استغلال جهينة
وبسبب حجم السكان في قطر، وجدت الشركة نفسها تمتلك فائضًا فسعت للتوسع خارج قطر والانتشار في أسواق أخرى، لكن لم تكن لديهما الاستراتيجية الواضحة للعمل على هذا فبحثت عن النموذج الأنجح عربيًا في هذا القطاع وهي جهينة.
تستحوذ بلدنا الآن على 15% من أسهم شركة جهينة، ومؤخرًا دخلت في نزاع طويل مع ملاك شركة جهينة بسبب محاولاتها المستمرة للحصول على مقعد في مجلس الإدارة لفتح أسرار الشركة ونقل خبرتها إلى شركة بلدنا للحصول على مكانتها الرائدة في الإقليم.
لكن جهينة سارعت بتعديل لائحتها لضمان حماية خبراتها الطويلة، فقضت بمنع دخول أي عضو مجلس إدارة يعمل في كيان منافس، ووفقًا للمستشار القانوني لجهينة، جاء التعديل كإجراء وقائي لحماية مصالح الشركة، كما أن القانون يمنح الجمعيات العمومية صلاحية وضع ضوابط وشروط لعضوية مجلس الإدارة.
سعت شركة بلدنا إلى فتح ملفات جهينة للحصول على خلاصة خبراتها في كيفية الانتشار في الأسواق الخارجية وكذلك آلية العمل، لكن المحاولة باءت بالفشل، وعلى الرغم من ذلك لا يزال الأخوان الخياط يحاولان.
وفي هذا الأسبوع أيضًا رفضت الجمعية العمومية لشركة جهينة طلبًا شفويًا من ممثل شركة بلدنا حول الأمر، أولًا لكونه في غير محله القانوني، وكذلك عدم اختصاص الجمعية العمومية في نظره.
الكثير من المفارقات الغريبة
في طريق معتز الخياط وشقيقه رامز الكثير من الأشياء التي لا بد من التوقف عندها، منها ما نشر في 2016 حول القبض عليه في قطر بسبب اتهامه بالاستيلاء على مليارات الريالات المخصصة لدعم المعارضة السورية.
قبل أعوام اشترى الأخوان عقارات فاخرة في لندن، لكن المثير للتساؤلات هو موقعها، حيث تأتي بالقرب من السفارة الإيرانية هناك.
تمويل طالبان
في 2019 اُتهم الأخوان بتمويل طالبان في أفغانستان من خلال أنشطة شركة بلدنا.
اتهامات بتمويل النصرة
وفي 2019 كشفت دعوى قضائية مرفوعة أمام المحكمة العليا في بريطانيا، أن الشقيقين معتز ورامز الخياط استخدما حسابيهما في بنك الدوحة القطري لتحويل مبالغ مالية كبيرة إلى جبهة النصرة.
ووفقًا للدعوى القضائية التي نشر تفاصيلها موقع سكاي نيوز، فإن الأخوين معتز ورامز الخياط، ساعدا جبهة النصرة ماليا، من خلال حسابات يحتفظان بها أو كيانات مرتبطة بهما في بنك الدوحة، وأنه تم إرسال مبالغ كبيرة من الأموال عبر بنك الدوحة إلى حسابات في تركيا ولبنان، حيث تم سحب الأموال والعبور بها من خلال الحدود إلى سوريا.


