قناع ذهبي تحدى الزمن.. وجه الملك بسوسنس الأول يُضيء المتحف المصري بالتحرير
يقف في قلب المتحف المصري بالتحرير، واحد من أروع شواهد عبقرية الفن المصري القديم، القناع الجنائزي الذهبي للملك بسوسنس الأول، أحد أبرز ملوك الأسرة الحادية والعشرين، ليحكي قصة خلودٍ صاغها المصري القديم من الذهب الخالص.
قناع ذهبي تحدى الزمن.. وجه الملك بسوسنس الأول يُضيء المتحف المصري بالتحرير
ويُعد قناع الملك بسوسنس الأول من أندر وأجمل الأقنعة الجنائزية التي وصلت إلينا شبه مكتملة، حيث صُنع من الذهب الخالص بدقة فنية مذهلة، عكست ملامح الملك الحقيقية في صورة تجمع بين الهيبة والوقار والجمال الملكي.
ويتميز القناع بعينين مرصعتين بعناية فائقة، وتاج ملكي مهيب، ونقوش دقيقة تحمل رموزًا دينية وعقائدية، تعكس معتقدات المصري القديم في البعث والخلود، فضلًا عن براعة لا مثيل لها في تقنيات الصياغة والنحت المعدني.
ورغم مرور آلاف السنين، ظل القناع محتفظًا ببريقه وقيمته الفنية والتاريخية، ليشهد على حضارة لم تعرف المستحيل، وقدرة المصري القديم على تطويع الذهب ليكون لغة خالدة تحكي تاريخ الملوك وعظمة الدولة.
ولا تقتصر زيارة القناع الذهبي على كونها مشاهدة أثرية فحسب، بل هي تجربة إنسانية وتاريخية فريدة، يشعر خلالها الزائر وكأنه يقف وجهًا لوجه أمام الملك نفسه، في لحظة يتقاطع فيها الزمن مع الخلود.
ويُعرض القناع الذهبي للملك بسوسنس الأول حاليًا ضمن مقتنيات المتحف المصري بميدان التحرير، ليظل شاهدًا حيًا على عظمة مصر القديمة، ووجهًا مشرقًا لحضارة ما زالت تبهر العالم حتى اليوم.




