طارق الشيخ: الأغنية الشعبية تكتب بالدموع لا برصّ الكلمات… والموال إحساس قبل ما يكون صوت
أكد الفنان الشعبي طارق الشيخ أن سر بقاء المطرب الشعبي الحقيقي هو الصدق، مشددا على أن الأغنية الشعبية لا يمكن أن تصل إلى قلوب الناس ما لم تخرج من وجع حقيقي يسكن داخل الفنان نفسه.
وقال طارق الشيخ في تصريحات لـ برنامج كلمة أخيرة، الذي يقدمه الإعلامي أحمد سالم، والمذاع عبر شاشة قناة on، إن المطرب الشعبي دايما جواه حتة شجن وحزن، وإذا لم يشعر الجمهور بهذا الوجع فلن يصدق العمل الفني مهما بلغت قوته.
وأوضح طارق الشيخ أن الفن الشعبي الأصيل لا يصنع بسهولة، كاشفا أن بعض المواويل والأغاني قد يستغرق العمل عليها عاما كاملا حتى يقتنع الفنان بكل كلمة فيها، مؤكدا أن هذا اللون الغنائي يتكتب بالدموع والمشاعر الصادقة، مش مجرد رص كلام.
وانتقد الشيخ موجة أغاني المهرجانات، معتبرا أنها تفتقد للروح الموسيقية والإحساس الحقيقي، على عكس الأغنية الشعبية الأصيلة التي تعتمد على التعبير الصادق عن هموم الناس وأوجاعهم، وليس فقط الإيقاع أو الانتشار السريع.
وتحدث طارق الشيخ عن فن الموال الذي يعد أحد أبرز ما يميزه، مؤكدا أن الموال ليس مجرد قوة صوت، بل هو إحساس عميق وقدرة على تطويع الجملة اللحنية وتجويدها بنعومة وسلاسة تصل مباشرة إلى وجدان المستمع، مضيفًا أن المطربين الشعبيين يعرفون جيدا مين صاحب الحتة، ومن يمتلك القدرة الحقيقية على غناء الموال الذي يهز المشاعر.
طارق الشيخ يتحدث عن حسن الأسمر
وفي حديثه عن المطرب الراحل حسن الأسمر، أكد طارق الشيخ أنه كان نموذجا للمطرب الشعبي الناجح، مشيرا إلى أن سر نجاحه الحقيقي كان احترامه لجمهوره، حيث لم يقدم طوال مسيرته الفنية كلمات تحمل إيحاءات غير لائقة، ما جعله قريبا من العائلات والبيوت المصرية.
وأوضح الشيخ أن صوت حسن الأسمر كان يتمتع بقوة استثنائية، لدرجة أنه كان يملأ المسرح والشوارع المحيطة به دون الحاجة إلى مكبرات صوت أو موسيقى، لافتا إلى أن نحو 90% من جمهوره كانوا من العائلات المصرية.
واختتم طارق الشيخ حديثه بالتأكيد على أن أغنية كتاب حياتي يا عين التي قدمها حسن الأسمر تعد العمل الأبرز في مسيرته، واصفا إياها بأنها لخصت مشاعر الملايين، وأصبحت دستور الحزن في الوطن العربي، لما تحمله من صدق وإحساس لا يزال يعيش في وجدان الجمهور حتى اليوم.


