في ذكرى ميلاده.. محطات في حياة كمال الشناوي أسطورة السينما المصرية
تحل اليوم الجمعة، ذكرى ميلاد الفنان الكبير كمال الشناوي، والذي يُعد واحدًا من أهم أعمدة السينما المصرية، ليس فقط بعدد أعماله، بل بقدرته النادرة على التحول الفني ومواكبة الأجيال المختلفة.
في ذكرى ميلاده.. محطات في حياة كمال الشناوي أسطورة السينما المصرية
اسمه الحقيقي محمد كمال محمد علي الشناوي، وقد نشأ في بيئة تهتم بالتعليم والفن، وهو ما انعكس لاحقًا على اختياراته الفنية ووعيه الثقافي، فقبل احترافه التمثيل، عمل كمال الشناوي مدرسًا للتربية الفنية، وكان فنانًا تشكيليًا، ما منحه حسًا بصريًا واضحًا في أدائه أمام الكاميرا وقدرته على توظيف الجسد والنظرة وتفاصيل الحركة.
بدايات الفنان كمال الشناوي
دخل عالم السينما في نهاية الأربعينيات، وسرعان ما لفت الأنظار بوسامته وحضوره القوي، ليصبح في الخمسينيات والستينيات من أبرز نجوم الشباك، ويُلقب بـ دنجوان السينما المصرية وفارس الرومانسية.
تميّز الشناوي بذكاء فني جعله لا يكتفي بأدوار الفتى الوسيم، بل اتجه لاحقًا إلى أدوار أكثر تعقيدًا، مثل الشخصيات الانتهازية، والشريرة، والمسؤول المتسلط، والأب القاسي، ونجح في تقديمها بواقعية شديدة جعلت الجمهور يصدقه في كل مرحلة عمرية.
وشارك في أكثر من 200 عمل فني بين السينما والتليفزيون والمسرح، وهو رقم يعكس استمراريته وقدرته على التكيف مع تغيرات الزمن، ومن أهم ما ميّز مسيرته أنه عمل مع كبار المخرجين والنجوم، وكان حاضرًا في أفلام ناقشت قضايا سياسية واجتماعية مهمة، خاصة في السبعينيات والثمانينيات، حيث قدّم أدوارًا جريئة تعبّر عن تحولات المجتمع المصري. كما خاض تجربة الإخراج مرة واحدة، ما يؤكد فهمه العميق لصناعة السينما وليس التمثيل فقط.
ومن أبرز ما قدم كمال الشناوي، دور وزير الداخلية في فيلم الإرهاب والكباب مع عادل إمام، ودور رئيس الجمهورية في فيلم ظاظا لـ هاني رمزي، وكذلك أفلامه الأقدم، مثل فيلمه الشهير انتحار صاحب الشقة، ولا يمكن عدم ذكر رؤوف علوان، الذي يرى أن الإنسان لا بد أن يحصل على ما يريد بأي وسيلة يراها، وذلك في فيلم اللص والكلاب، والعديد من الأعمال الأخرى
على المستوى الإنساني، عُرف كمال الشناوي بشخصيته القوية والصريحة، وكانت حياته مليئة بالتجارب التي انعكست على أدائه، ما أضفى على أدواره نضجًا وصدقًا لافتين.
ورغم رحيله في 22 أغسطس 2011 عن عمر 89 عامًا، فإن حضوره ما زال مستمرًا من خلال أعماله التي تُعرض حتى اليوم، وتُدرّس كنماذج للأداء المتنوع والمتطور.
