الحجر الجيري.. سرّ البناء والفن في مصر القديمة بمتحف مطار القاهرة الدولي
ألقى متحف مطار القاهرة الدولي صالة 3، الضوء على واحدة من أهم الصناعات في مصر القديمة، وهي صناعة الحجر الجيري، التي شكّلت أساسًا رئيسيًا في العمارة والفنون المصرية عبر آلاف السنين، باعتباره من أكثر الأحجار استخدامًا في بناء المعابد والمقابر وصناعة التماثيل.
الحجر الجيري.. سرّ البناء والفن في مصر القديمة بمتحف مطار القاهرة الدولي
ويُعد الحجر الجيري في جوهره مكوَّنًا من كربونات الكالسيوم، مع احتوائه على نسب متفاوتة من مواد أخرى مثل السليكا والطفل وأكسيد الحديد، وهي عناصر كانت غالبًا محدودة النسب لكنها أسهمت في اختلاف درجات الصلابة والجودة، ما أتاح تنوعًا كبيرًا في استخداماته لدى المصريين القدماء.
وتشير الشواهد الأثرية إلى أن الحجر الجيري كان متوفرًا بكثرة في مصر، حيث تمتد تكويناته الصخرية من القاهرة وحتى جنوب إسنا، وتميز بدرجات متفاوتة من الصلابة، الأمر الذي جعله مادة مثالية للبناء والنحت على حد سواء.
واستخدم المصري القديم الحجر الجيري على نطاق واسع في تشييد المقابر والمعابد حتى منتصف الأسرة الثامنة عشرة، قبل أن يحل محله الحجر الرملي في بعض المنشآت، كما استُخدم في تكسية أهرامات خوفو وخفرع، والجزء العلوي من هرم منكاورع، إضافة إلى صناعة تماثيل شهيرة مثل تماثيل الكتبة، والأواني الكانوبية المرتبطة بطقوس التحنيط.
ويضم متحف مطار القاهرة الدولي – مبنى 3 نماذج متميزة من هذه الصناعة، من بينها تمثال من الحجر الجيري الملون للكاتب المصري، إلى جانب أربع أوانٍ كانوبية، في عرض متحفي يعكس براعة المصري القديم في توظيف الخامات الطبيعية وتحويلها إلى أعمال فنية خالدة، ويؤكد دور المتحف في التعريف بالحضارة المصرية لزوار مصر من مختلف أنحاء العالم.
