خدروه وخنقوه.. القصة الكاملة لـ جريمة مقتل صاحب عربة كبدة على يد زوجته وعشيقها وابن عمه بأكتوبر
لم يكن أحد يتخيل أن نهاية صاحب عربة كبدة البرنس ستكون على يد أقرب الناس إليه، جريمة بشعة بدأت باختفاء غامض، وانتهت باعترافات صادمة كشفت خيوط خطة شيطانية دبرت داخل منزل المجني عليه بمدينة 6 أكتوبر بالجيزة.
مقتل صاحب عربة كبدة البرنس على يد زوجته وعشيقها وابن عمه بأكتوبر
المجني عليه، بائع كبدة متجول، متزوج وله 3 أطفال، وزوجته حامل في طفلها الرابع، اعتاد الخروج لعمله يوميًا دون تأخير، لكن في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل اختفى فجأة وأغلق هاتفه، لتنطلق رحلة بحث مريرة قادها أشقاؤه في كل مكان بالساس من أكتوبر.
مكالمة أخيرة ومعلومة مضللة
في محاولة لإبعاد الشبهات عنها، أخبرت الزوجة أشقاء زوجها أن آخر مكالمة كانت بينه وبين عامل يدعى محمود، يعمل معه، وعندما تواصل شقيق المجني عليه الأكبر مع محمود، أكد أن آخر اتصال كان غريبًا؛ إذ اقتصر الحديث على سؤال عن الشغل فقط، على عكس المعتاد الذي كان يتخلله مزاح وحديث مطول.
ومع استمرار الغياب، توجهت الأسرة إلى قسم الشرطة بأكتوبر وحررت محضرًا بالواقعة، لتبدأ أجهزة الأمن رحلة البحث عن صاحب عربة الكبدة المختفي، بينما كانت الزوجة تحكم غلق الستار على جريمتها، وتظهر الحزن وتستعطف أشقاءه بعبارات من نوع: “متسبوناش، إوعوا تسيبوا لحمكم، أنا وعيال أخوكم ملناش غيركم”، دون أن يعلموا أنها العقل المدبر للجريمة بالاشتراك مع عشيقها.
الخطة الشيطانية
كشفت التحريات الأولية بعد بحث استمر لعدة أيام أن الزوجة اتفقت مع عشيقها على التخلص من الزوج، حيث استدرجوه إلى المنزل، وخدروه باستخدام أمبول مخدر، ثم خنقوه حتى فارق الحياة دون أن يصدر صوتًا.
ولتنفيذ خطة الهروب بالجثة، استعان المتهم الأول بسيارة سوزوكي مملوكة له، وطلب من ابن عمه مساعدته في حمل الجثمان، حيث ظلوا يلفان بالسيارة في شوارع المنطقة لفترة، ثم استعانا بسيارة أخرى للتمويه، ودخلا في طرق بعيدة عن كاميرات المراقبة، قبل أن يتخلصوا من الجثمان بإلقائه في المقابر.
وكانت الخطة تقضي في البداية بإلقاء الجثمان أمام مسكن العامل محمود لإلصاق الجريمة به، إلا أنهم فشلوا في ذلك، فاختاروا المقابر كحل أخير لإخفاء معالم الواقعة.
شهادة طفل تكشف المستور
ورغم إنكار الزوجة التام خلال التحقيقات الأولى، جاءت المفاجأة من نجلها الصغير، الذي كشف تفاصيل خطيرة، وأكد أن والدته أشعلت التكييف على الهواء الساخن، وطلبت منه الدخول إلى غرفته وعدم الخروج منها إلا بعد السماح له، وبعدها سمع حركة غير طبيعية داخل الشقة، قبل أن يتم تخدير والده وخنقه.
ومع تكثيف التحريات، انتقلت قوات المباحث لتفتيش الشقة، حيث عُثر على نقطة دماء سقطت من المجني عليه أثناء خنقه، لتغلق دائرة الشك حول الزوجة.
سقوط الأقنعة
وبمواجهة الأم بأقوال نجلها وما توصلت إليه التحريات، ومع تضييق الخناق انهارت واعترفت بارتكاب الجريمة بالاشتراك مع عشيقها وابن عمه، مؤكدة تفاصيل التخدير والخنق ونقل الجثمان والتخلص منه في المقابر.
كشف الغموض
كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة قد تلقت بلاغًا بالعثور على جثة صاحب عربة كبدة داخل المقابر وبها آثار دماء ملقاة في أحد شوارع دائرة قسم شرطة 6 أكتوبر، وعلى الفور انتقلت قوات الأمن إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين وجود آثار اعتداء واضحة على الجثمان.
ومن خلال فحص كاميرات المراقبة وجمع التحريات، تم تحديد هوية المجني عليه، وتبين أنه يبلغ من العمر 40 عامًا، وكشفت التحريات تورط زوجته، 35 عامًا، وعشيقها، 45 عامًا، وابن عم المتهم، في ارتكاب الجريمة بدافع الارتباط غير المشروع بين الزوجة وعشيقها.
نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط المتهمين، وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات أقروا بارتكاب الجريمة على النحو المشار إليه، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق.
