رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية: السوق يعاني من "التشبع" بعد موجة الشراء العشوائي في 2023
أكد جورج زكريا، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية والمنزلية بغرفة الجيزة التجارية، أن حالة الركود التي تسيطر على الأسواق حاليًا هي نتيجة طبيعية لوصول المستهلكين إلى مرحلة "التشبع"، بعد موجات الشراء العشوائي التي شهدها عام 2023. وأوضح زكريا أن الكثير من الأسر المصرية اتجهت في وقت سابق لتخزين الأجهزة خوفًا من تقلبات الأسعار، مفضلين استثمار مدخراتهم في سلع معمرة بدلًا من الأوعية الادخارية، مما أدى إلى تراجع الطلب الحالي رغم انخفاض الأسعار بنسبة 20% ووجود عروض وخصومات واسعة.
وأشار زكريا إلى أن الفجوة الكبيرة بين أسعار الأجهزة الكهربائية ومستويات دخل المواطن المصري لا تزال تمثل العائق الأكبر أمام انتعاش المبيعات، خاصة في سلع "عصب الحياة" مثل الثلاجات والغسالات والتكييفات. ولفت إلى أن قطاع التكييفات يشهد ركودًا إضافيًا مرتبطًا بالعوامل الموسمية وفصل الشتاء، حيث يفضل المستهلك المصري دائمًا الشراء في وقت الذروة، رغم الجهود المبذولة من المصانع المصرية التي رفعت طاقتها الإنتاجية وبدأت في غزو أسواق الخليج والخارج بعلامة "صنع في مصر".
تحديات 2026 وصدمة بورصة النحاس
وبالحديث عن آفاق عام 2026، أعرب رئيس الشعبة عن تفاؤله الحذر، كاشفًا عن صدمة غير متوقعة في أسعار الخامات العالمية؛ حيث قفز سعر طن النحاس في البورصات العالمية ليصل إلى 12،900 دولار (ما يعادل نحو 600 ألف جنيه مصري)، وهو ما يهدد مساعي خفض الأسعار محليًا. وأوضح زكريا أن هذا الارتفاع في تكلفة المواد الخام قد يدفع الأسعار نحو الصعود مجددًا، مما يجهض خطط خفض الأسعار بنسبة إضافية تتراوح بين 10-20% التي كان يأمل في تحقيقها.
مناشدة للمصنعين لتحقيق التوازن
واختتم جورج زكريا تصريحاته بمناشدة عاجلة للمصنعين المصريين بضرورة مراجعة سياساتهم التسعيرية والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس في هوامش الربح خلال الفترة القادمة. وأكد أن تكاتف المصنعين لامتصاص جزء من صدمة ارتفاع الخامات العالمية هو السبيل الوحيد لإحداث توازن في السوق المحلي، وضمان قدرة المواطن على تلبية احتياجاته الأساسية من الأجهزة المنزلية، والحفاظ على استمرارية دوران عجلة الإنتاج والمبيعات في ظل التحديات الراهنة.
