مخاطر الإفراط في تناول الفركتوز على الصحة
يلحق الإفراط في تناول الفركتوز، وخاصةً من المشروبات السكرية والعصائر والأطعمة المصنعة، ضررًا بالصحة عن طريق إرهاق الكبد وتحويل السكر إلى دهون، كما يزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني والسكري والسمنة والالتهابات، وتعد الفاكهة الكاملة أكثر أمانًا لاحتوائها على الألياف، ولكن الإفراط في تناول العسل والمحليات قد يكون ضارًا بنفس القدر.
مخاطر الإفراط في تناول الفركتوز على الصحة
ووفقًا لما نشر في صحيفة تايمز ناو، الفركتوز سكر بسيط يوجد طبيعيًا في الفواكه والعسل، ولكنه يُستخدم أيضًا على نطاق واسع في الأطعمة المصنعة والمشروبات المحلاة وعصائر الفاكهة، ورغم تشابه الفركتوز والجلوكوز ظاهريًا على ملصقات المعلومات الغذائية، إلا أن طريقة معالجة الجسم لهما تختلف اختلافًا كبيرًا، وهذا الاختلاف له آثار صحية خطيرة، وعلى عكس الجلوكوز، الذي تستخدمه جميع خلايا الجسم تقريبًا ويخضع لتنظيم دقيق بواسطة الأنسولين، يتجاوز الفركتوز آليات التحكم الطبيعية في سكر الدم.
وبحسب خبراء التغذية العلاجية، بمجرد تناوله، ينتقل مباشرة إلى الكبد لعملية التمثيل الغذائي، وعندما يكون تناول الفركتوز معتدلًا، يستطيع الكبد التعامل معه، ولكن عند تناوله بكميات زائدة، كما هو شائع اليوم، يحول الكبد الفركتوز بسرعة إلى دهون من خلال عملية تسمى تكوين الدهون من جديد، وهذا ما يجعل الفركتوز خبيثًا بشكل خاص، لأنه لا يرفع مستويات السكر في الدم على الفور ولكنه يؤدي بصمت إلى تراكم الدهون والضرر الأيضي.
ما هي العواقب الصحية لتناول الفركتوز؟
ومن أوائل وأهم عواقب الإفراط في تناول الفركتوز مرض الكبد الدهني غير الكحولي، ويؤدي تراكم الدهون في الكبد مع مرور الوقت إلى مقاومة الأنسولين، والتهاب مزمن، والسمنة، واضطراب مستويات الدهون في الدم، وتزيد هذه التغيرات بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى بعض أنواع السرطان، كما تربط الأبحاث الحديثة بين الإفراط في تناول الفركتوز وتطور الكبد الدهني إلى حالات أكثر خطورة مثل التهاب الكبد الدهني وتليف الكبد.
وتشير الدراسات إلى أن تناول 355 مل من المشروبات السكرية يوميًا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة 25% تقريبًا، وعصائر الفاكهة، حتى تلك التي تحمل علامة "طبيعي 100%"، ليست خالية من السكر، وبدون الألياف الموجودة في الفاكهة الكاملة، يتصرف العصير استقلابيًا مثل المشروبات الغازية، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري بنسبة 5% تقريبًا لكل 225 مل يتم تناولها يوميًا.
وإلى جانب الكبد، يؤثر فرط الفركتوز على الجسم على مستويات متعددة. فهو يعزز تراكم الدهون الحشوية وينشط مسارات الالتهاب مثل NF-κB، مما يؤدي إلى زيادة إفراز السيتوكينات المحفزة للالتهاب مثل IL-1β. كما يمكن أن يُخلّ بتوازن حاجز الأمعاء، مما يسمح للسموم البكتيرية بالدخول إلى الدورة الدموية، وهي عملية تُعرف باسم التسمم الداخلي، مما يزيد من تفاقم مقاومة الأنسولين ومرض الكبد الدهني، وقد ثبت أيضًا أن الفركتوز يُحفز الالتهاب في خلايا جزر لانغرهانس في البنكرياس، مما يُسهم في فرط الأنسولين في الدم والفشل التدريجي في تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم.


