الأربعاء 31 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

هدم مبانٍ تاريخية في واشنطن.. وزيرة أمريكية تطالب بهدم 11 مبنى ومدافعون عن التراث ينددون

كريستي نويم - أرشيفية
سياسة
كريستي نويم - أرشيفية
الأربعاء 31/ديسمبر/2025 - 03:41 م

تسعى وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم إلى الدفع نحو هدم أكثر من اثني عشر مبنى تاريخيًا في العاصمة واشنطن، مطالِبة بتسريع عملية الإزالة بحجة أنها تشكل حالة طوارئ أمنية.

إزالة مبان أثرية في واشنطن 

ويأتي ذلك عقب إزالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجناح الشرقي للبيت الأبيض دون إخضاع القرار لأي مراجعة تاريخية، بينما جادلت وزارة العدل أمام المحكمة بأن وقف أعمال إنشاء قاعة الاحتفالات قد يشكل خطرًا أمنيًا.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد أفادت بأن نويم أرسلت مذكرة إلى إدارة الخدمات العامة تطلب فيها هدم 13 مبنى لم تكن مدرجة سابقًا ضمن خطط الإزالة في حرم وزارة الأمن الداخلي، ويقع هذا الحرم في الجناح الغربي لمستشفى سانت إليزابيث، وهو مستشفى للأمراض النفسية يعود تاريخه إلى عام 1855.

واستغرقت عملية إعادة تطوير الحرم سنوات طويلة، وخضعت لإجراءات مراجعة تاريخية معقدة، جرى خلالها الحفاظ على العديد من المباني الطوبية التاريخية في سانت إليزابيث، والتي استخدمت سابقًا مواقع تصوير لفيلم “A Few Good Men”.

غير أن عددًا من المباني لا يزال مهجورًا، وهو ما اعتبرته نويم خطرًا قائمًا على الأرواح والممتلكات.

وأرفقت الوزيرة في مذكرتها تقريرًا صادرًا عن وزارة الأمن الداخلي أشار إلى أن المباني المهجورة قد يتمكن أشخاص غير مصرح لهم من الوصول إليها بقصد إلحاق الأذى بالعاملين.

كما حذّر التقرير من أن هذه المباني توفر أفضلية تكتيكية لتنفيذ هجمات بأسلحة خفيفة أو سيناريوهات إطلاق نار.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين لصحيفة ديلي ميل إن عددًا من هذه المباني لا يمكن الوصول إليه أو تفتيشه بأمان من قبل أجهزة إنفاذ القانون أو فرق الطوارئ، ما يخلق نقاطًا عمياء أمنية بالقرب من القيادات العليا والعمليات الحساسة.

وأكدت أن الأمر يتعلق بالسلامة، مشيرة إلى أن تقييمات الأمن والسلامة خلصت إلى أن هذه المباني المتداعية والمهجورة تمثل مخاطر غير مقبولة على الأمن والاستجابة للطوارئ، وأن الهدم هو الإجراء الدائم الوحيد القادر على إزالة هذه المخاطر.

في المقابل، أصدر كل من الصندوق الوطني للحفاظ على التراث التاريخي ورابطة الحفاظ على تراث واشنطن اعتراضات قوية على الخطة، في رسالة عاجلة وُجهت إلى القائم بأعمال رئيس إدارة الخدمات العامة.

واعتبرت المنظمتان أن شيئًا لم يتغير في حرم وزارة الأمن الداخلي ليبرر وصف الوضع بأنه حالة طوارئ مفاجئة، مشيرتين إلى أن المباني تقع خلف محيط أمني مزدوج.

ودعت نائبة المستشار القانوني للصندوق الوطني للحفاظ على التراث التاريخي إليزابيث ميريت، والمديرة التنفيذية لرابطة الحفاظ على تراث واشنطن ريبيكا ميلر، وزارة الأمن الداخلي إلى إعادة تقييم موقع السياج الأمني المحيط بالموقع، كما طُرح في اجتماعات تشاورية سابقة، وأكدتا أن الحالة المتدهورة للمباني تعود إلى إهمال الوكالات الفيدرالية.

وأضافت المنظمتان أن إمكانية الوصول إلى هذه المباني المهجورة ناتجة عن فشل وزارة الأمن الداخلي وإدارة الخدمات العامة في تأمينها بشكل فعال. وأظهرت خريطة حصلت عليها صحيفة ديلي ميل أن إجمالي 17 مبنى مهدد بالإزالة، من بينها أربعة كانت قد حصلت بالفعل على موافقة للهدم من قبل لجنة التخطيط للعاصمة الوطنية ولجنة الفنون الجميلة.

ومن بين المباني التي لم تكن مدرجة سابقًا ضمن خطط الهدم كوخ بُني للمريضة الثرية سارة كاثرين بوروز، ويُعرف باسم كوخ بوروز، وقد اكتمل بناؤه عام 1881 نتيجة خطأ إملائي في التسمية.

كما تشمل القائمة جميع مباني أليسون الأربعة التي شُيدت عام 1899 وكانت تُستخدم لإيواء المحاربين القدامى من ذوي الإعاقات، إضافة إلى عنابري ليندن وهولي اللذين بُنيا عام 1893 لإيواء النساء البيض المصابات بالصرع.

ويتصدر القائمة مبنى إيست لودج، الذي كان يُستخدم سابقًا لإيواء النساء الأميركيات من أصل إفريقي، وفقًا لوثيقة تاريخية أعدتها إدارة الخدمات العامة عام 2013 بعنوان سانت إليزابيث: تاريخ، وتضمنت صورًا أرشيفية للمباني، كما طلبت نويم هدم منزل الموظفين، وسكن العاملين، ومعمل الألبان، والصوبات الزراعية داخل الحرم.

وأشار المدافعون عن التراث إلى أن مكتب الحفاظ على التراث التاريخي في مقاطعة كولومبيا والمجلس الاستشاري للحفاظ على التراث التاريخي يمتلكان مهلة للتدخل حتى اليوم الأربعاء 31 ديسمبر.

وحتى بعد ظهر الثلاثاء، لم تُسجَّل أي خطوة رسمية من الجهات المحلية أو الفيدرالية، فيما لم تكشف وزارة الأمن الداخلي عن موعد بدء عمليات الهدم المحتملة.

تابع مواقعنا