كيف تطورت شخصية وتقاليد بابا نويل على مر القرون؟
في كل موسم أعياد، يستقبل ملايين الأطفال حول العالم الزائر الأشهر في ليلة عيد الميلاد، الرجل البشوش ذو البدلة الحمراء واللحية البيضاء الذي يصل بزلاجته المحملة بالهدايا.. لكن صورة بابا نويل المعروفة اليوم ليست قديمة كما يظن البعض، بل هي نتاج قرون من التطور الثقافي والفولكلوري والفني.

وحسب ما نُشر في صحيفة pbs news، ترجع الجذور الأولى للشخصية إلى القديس نيكولاس، أسقف عاش في القرن الرابع الميلادي، واشتهر بكرمه ومساعدته للفقراء والأطفال، وبعد وفاته تحولت سيرته إلى أسطورة داخل التقاليد المسيحية، وأصبح شفيعًا للأطفال، حيث كانت تُروى عنه قصص تقديم الهدايا للصغار المهذبين في السادس من ديسمبر.
ومع مرور العصور، خاصة خلال القرن السادس عشر، تغيرت بعض التقاليد في عدة طوائف مسيحية مختلفة وفضل العديد من المسيحيين ظهور شخصيات بديلة لجلب الهدايا.. مثل بابا نويل.

وفي الولايات المتحدة، شهدت شخصية بابا نويل تحولًا حاسمًا خلال القرن التاسع عشر، حين عمل شعراء ومفكرون في نيويورك على إعادة صياغتها بشكل أكثر مرحًا وإنسانية، وجاءت قصائد شهيرة مثل.. كانت الليلة التي تسبق عيد الميلاد لتمنح سانتا كلوز ملامحه الحديثة، بزلاجته التي تجرها حيوانات الرنة، وقدرته على زيارة المنازل في ليلة واحدة.

وبحلول مطلع القرن العشرين، استقرت صورة بابا نويل إلى حد كبير، مع بعض الإضافات اللاحقة مثل شخصية رودولف صاحب الأنف الأحمر عام 1939، ورغم محاولات السينما والتجارة إعادة تشكيله، ظل جوهر الشخصية قائمًا على العطاء والخيال.

ويرى باحثون أن سر بقاء أسطورة بابا نويل حتى اليوم يعود إلى قيمتها العاطفية داخل الأسرة، إذ تجسد مفاهيم الكرم والعطاء غير المشروط، وتمنح الأطفال مساحة واسعة للخيال والدهشة، ما يجعلها واحدة من أكثر الرموز الثقافية رسوخًا في احتفالات عيد الميلاد حول العالم.


