السبت 25 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الموت يُغيبه وقلمه يُخلده.. مات حمدي ولن ينطفئ القنديل (فيديو)

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الخميس 01/نوفمبر/2018 - 04:50 م

“سوف أتحدث عن تجربتي دون أن أنزلق إلى إعطاء الدروس، لن أروِي من الوقائع إلا ما رأيته بعيني أو سمعته بأذني، ولن أعمد إلى تبييض صفحتي أو تلويث خصومي. لي بالطبع أصدقاء طوقتهم دوامة الزمن، كما أن هناك من اختاروا أن يعادوني لأنني أخالفهم الرأي، لكنني أرجو أن أكون منصفاً لأصدقائي عادلاً مع غرمائي، إذ ليس في نيتي الانتقام، وليست لدي رغبة عارمة فى تسجيل هدف فى مرمى أحد. يعرف رفاقي أنني قابض على قناعاتي حتى لو اشتعلت جمرًا، لكنهم يعرفون جيدًا أنني لا أميل للعراك، كما أنني – دون ادعاء- لا أود أو أعمد للإساءة إلى أحد، إلا إذا كان فى قول الحقيقة ما يسيء”.

هكذا حمل رئيس التحرير قلمه الرصاص مدونًا تلك الجمل في مقدمة كتابه “عشت مرتين” الذي يُعد سيرة ذاتية وتأريخ لحياة رجل أفنى عمره في بلاط صاحبة الجلالة فخلدته ومنحته تاجها الذهبي.

غيب الموت الإعلامي الكبير حمدي قنديل صباح اليوم، عن عُمر ناهز 82 عامًا وبعد صراعًا طويلًا مع المرض، وترك خلفة تركة هائلة من المواقف وإرثًا كبيرًا من البطولات الإعلامية والمواقف التاريخية، ما يجعله يستحق أن يوصف بإنه “أحد رواد الإعلام العربي”.

” يا أمة تلفانة يا أمة عدمانة يا أمة أونطة” تلك الجملة كانت ضمن أحد حلقات برنامج “قلم رصاص” الذي كان يُقدمه الراحل حمدي قنديل عبر شاشة قناة “دبي”، وكانت تعليقًا على محاولة إسرائيل إغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني.

ووصف قنديل نصر الله بالمناضل ضد إسرائيل الذي يمكث في مخبأ، بينما القاتل بحكم محكمة، سمير جعجع، يظهر كل يوم في التليفزيون ويُستقبل في قصور الرئاسة العربية، مشيرًا إلى إنه أصبح أهم ما يشغل بال العرب هو المسلسلات، حيث تحولت من “أمة محمد” إلى “أمة مهند”

تلك الحلقة كانت سببًا في الغضب على قنديل، وربنا أيضًا كانت سببًا في رحيله من القناة وإنهاء عمله بها، ولكن المشاكس لا هوى الهدوء والإستكانة.

“أختفت الرؤوس وتضاءلت القمم”، جملة أخرى كتبها قنديل بقلمه الرصاص على شاشات التليفزيون، تعليقًا على إعدام صدام حسين في أول أيام العيد وعدم إحتجاج المسؤولين العرب سوى الرئيس الليبي آنذاك، معمر القذافي، الذى أعلن الحداد ثلاثة أيام، ملقبًا صدام بـ “أسير الحرب”، ورئيس حكومة الجزائر الذي إعتبر الإعدام إهانة للعرب.

” سكتوا النهاردة لأنهم ممكن ميعرفوش بكرة مخبي ليهم ايه” هكذا ربما تنبأ قنديل بما سيحدث بعد سنوات في بعض الحكام العرب، مهاجمًا في تلك الحلقة حُكم الفرد الذي يُصادر حريات وحياة الشعوب.

“مصر تمر بأسوأ فترة في التاريخ”، جملة قالها الأستاذ بدموعه قبل لسانه، فكان رئيس التحرير يكسوه الألم على ما صار بمصر في الفترة الأخيرة من حُكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، فما كان به إلا ذكر كل تلك الأشياء والبكاء.

ولأن قنديل كان صديق الكثير منا وبالتحديد الصحفيين الذين لطالما سمعوه وشاهدوه ورأوا فيه نموذجًا لرئيس التحرير، فكان صاحب القلم الرصاص يعمل على تثقيف الجمهور طيلة الوقت، فكان يحمل في كل حلقة له العديد من الأقوال المأثورة، التي ربما كانت من بين أهم مصادرنا للمعرفة.

أن تقول لرئيس دولة قوي في عقر داره “عليك أن تخرج المعتقلين السياسيين من السجون”، هذه شجاعة كبيرة أو ربما مغامرة غير محمودة العواقب، ولكن قنديل قرر أن يقولها إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، حينما طلب الثاني لقاءه وبالفعل التقيا.

يوم من أيام الشرق الحزينة، قد رحل حمدي ولن ينطفئ القنديل، الموت غيبه وقلمه خلده، فالأستاذ ورئيس التحرير ترك لنا قلمه الرصاص يدون ويستمر في الكتابة، فكيف تموت أقلام الخالدين؟

 

 

تابع مواقعنا