غيث يزور طبيب الغلابة بالإسماعيلية

زار غيث مقدم برنامج “قلبى اطمأن” الدكتور عصام فريد تادرس، استشاري الأنف والأذن والحنجرة في الإسماعيلية، والمعروف باسم “طبيب الغلابة”، بعدما نشر موقع “القاهرة 24” قصته”، يوم 22 أغسطس الماضي، تحت عنوان “تعرف على رد فعل مرضى (طبيب غلابة الإسماعيلية) بعد عودته للعمل مرة أخرى”.

والتقى غيث الدكتور بعدما اتفقوا مع فريق عمله أنه مدير مصنع أغذية ويريد يلتقي بالطبيب، خاصة أنه يرفض لقاء وسائل الإعلام، وزار غيث وفريق العمل مقر العيادة ليتفاجأ الدكتور عصام أنه غيث مقدم البرنامج.

وقال غيث خلال اللقاء، إنني زرت الدكتور محمد مشالي طبيب الغلابة، وأريد أن أنقل رسالة لكافة الأطباء، أن الطب رسالة وليس تجارة، وعرض غيث تقديم مساعدة لطبيب الغلابة بالإسماعيلية، أو للمرضة، ورفض الدكتور عصام أي مساعدات، وقال له “اشرب فنجان القهوة على باب العيادة، حتى لا يتأخر عن مرضاه، وقدم غيث سماعة طبية هدية لطبيب الغلابة بالإسماعيلية”.

فيما تشهد المنطقة المجاورة لمدينة القصاصين بمحافظة الإسماعيلية، تكدس المئات من المواطنين، أمام عيادة الطبيب عصام فريد تادرس، استشاري الأنف والأذن والحنجرة في الإسماعيلية، والمعروف باسم “طبيب الغلابة”، إذ لا يتجاوز كشفه الـ10 جنيهات ومجانا لغير القادرين، قادمين إليه من مختلف المحافظات، بعدما عاد للعمل مجددًا في عيادته بعد إغلاقها لعدة أشهر بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، رغم تجاوزه سن الـ80.

يبدأ الدكتور عصام يومه في الخميس والاثنين من كل أسبوع باستقلال قطار الرابعة والنصف صباحاً، من مدينة الزقازيق بمحافظة الإسماعيلية، متجهاً لمدينة القصاصين بالإسماعيلية، لإجراء الكشف على مرضاه، وأثناء استقلال القطار، يجري الكشف على الركاب المرضى داخل القطار، ومع تخطيه سن الثمانين، أصبحت عملية الحركة صعبة له، الا أنه لم يستطع الابتعاد عن مرضاه الذين ينتظرونه، فأصبح يستأجر سيارة توصله يومين في الأسبوع من مدينة الزقايق إلى الإسماعيلية.

وانتشرت مطالبات بين نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” بتكريمه وإطلاق اسمه على أحد شوارع المحافظة، تخليداً له وليكون رسالة للأطباء الشباب، إلا أن الطبيب رفض اطلاق اسمه على أحد شوارع القصاصين، قائلاً ما أفعله لا أريد مقابل له سوى الثواب ومساعدة المرضى، ولا أريد أي تكريم من أي جهة.

تعرف على رد فعل مرضى “طبيب غلابة الإسماعيلية” بعد عودته للعمل مرة أخرى (صور وفيديو)

التقت “القاهرة 24” بالدكتور عصام فريد تادرس طبيب الغلابة، بعدما فتح عيادته مجدداً بعد اغلاقها لعدة شهور، منذ بداية جائحة كورونا في الانتشار، وقال طبيب الغلابة، إن قيمة الكشف بدأت بربع جنيه ثم نصف جنيه ثم جنيه ثم جنيه وربع ثم جنيه ونصف ثم 3 جنيهات، ثم 5 جنيهات، ووصل حالياً 10 جنيهات، وبدون مقابل للمجندين وذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة ومعدومي الدخل وأصحاب الأمراض المزمنة، مشيراً أن ثمن الكشف يكفيه في حياته وأنا مبسوط بها، قائلاً “أنا لا أريد قصر أو عمارة أو سيارة” أنا أريد الستر ومساعدة المواطنين والثواب” فالطب مهنة سامية، مطالباً الأطباء الشباب بعدم الطمع والنظر للمريض بعين من الإنسانية والرأفة قائلاً ” متطعوش في العيان لأنه غلبان، ومحتاج نرضيه ونساعده، فمهنتنا سامية مبنية على مساعدة المرضى وعلاجهم وليست المتاجرة بحياتهم بالأموال الطائلة التي يطلبها البعض سواء في الكشف أو العمليات.

جمع طبيب الغلابة قلوب الإسمعلاوية ومرضاه، فالجميع يحبه في محافظة الإسماعيلية، فهو لا يفرق بين مسلم ومسيحي فجميعهم بالنسبة له مرضى يحتاجون الرعاية، وساهم في بناء مسجد بجوار عيادته، وكرم من إدارة أوقاف القصاصين، كما عرض على الدكتور عبدالمنعم عمارة محافظ الإسماعيلية السابق تكريمه عدة مرات ونقل عيادته لمكان أفضل لكنه رفض، قائلًا “عملي لوجه الله ولا احتاج عليه تكريم”.

وعن سبب اختيار مدينة القصاصين في محافظة الإسماعيلية، لفتح عيادته فيها رغم بعدها عن منزله في مدينة الزقازيق بالشرقية، قال القصة بدأت عندماكنت مدير مستشفى القصاصين 10 سنوات وحدثت مشكلة بيني وبين المدير العام، فقدمت استقالة وفتحت عيادتي بجوار المستشفى لعلاج المرضى الذين يأتون لي من مختلف المناطق للمستشفى.

وأوضح أنه مع تقدم عمره، أصبح يأتي يومين فقط في الأسبوع هما الإثنين والخميس، للعيادة.

وأكد المرضى أن خبر عودة طبيب الغلابة لفتح عيادته مجددًا أدخل البهجة لنفوسهم، فكشفه لم يتجاوز 10 جنيهات، مشيرًا إلى أنهم لم يروا طبيب مثله، فباقي الأطباء كشفهم في زيادة مستمرة قد يصل لمئات الجنيهات، مطالبين باقي الأطباء باتخاذه قدوة لهم، والشعور بالمواطن المريض، ومحدودي الدخل.

تقول “محاسن طلعت” أنا جاية من الشرقية مخصوص للدكتور كما، قائلة أنا كنت اشعر بألم شديد في رأسي، واتجهت لعدد من الأطباء وأجريت اشعات مقطعية الا أنني لم اشعر بأي تحسن، وجئت الأسبوع الماضي للدكتور عصام، واعطاني دواء رخيص الثمن وشعرت بعدها بتحسن كبير، وأشارت أنها نجلها أصيب باللوز فبلغها الأطباء أن أقل تكلفة للعملية 2500 جنيه، الا أنها أجرتها عند طبيب الغلابة الدكتور عصام بـ750 جنيه فقط.

فيما قال “أحمد حسن” أن المرضى يأتون إليه من مختلف المحافظات من بينها الإسكندرية رغم بعد المسافة، قائلاً أنني أبلغ من العمر 60 عاماً حالياً، أنا اتولد والدتي كانت بتجبيني ليه من وانا صغير، وكنت لا اتحسن الا على علاجه، قائلاً أنني كنت اكشف عنده وقيمة كشفه ربع جنيه، مشيراً أنه يكتب لنا على دواء رخيص، ونشفى به، داعياً له بالشفاء.

وأوضحت تهاني عبدالحفيظ، أن الدكتور هو مثال للأطباء الذي يجب أن يحذى بهم، فهو فعلاً طبيب الغلابة ويشعر بالمواطنين، مشيراً أنه طبيب ممتاز، حيث أجرى نجلها عملية عنده من أكثر من 15 سنة، مشيرة أنها أيضاً تتعالج عنده منذ أكثر من 20 عاماً.

وأضافت أن طبيب الغلابة أغلق عيادته في أزمة كورونا، ونحن أيضاً جلسنا في منزلنا لم نذهب لأي طبيب وانتظرناه لإجراء الكشف عنده لتفوقه، مشيرة أنها لا تكشف عند أي طبيب آخر غيره.

وقالت زوجة «طبيب الغلابة» الدكتورة ماجدة ألفونس، طبيبة بيطرية، إن الجميع يحبه في مدينة القصاصين سواء مسلم أو مسيحي، مشيرة إلى أن جعل دعوات محبيه والبسطاء والغلابة الذين قام بمعالجتهم تنجيه من الموت المحقق، قائلة: «زوجي تعرض لحادثة سرقة كاد أن يودي بحياته»، حيث كان يستقل القطار أثناء ذهابه للعيادة لأنه لا يملك سيارة، وفي أحد المرات تفاجأ بشخصين يستقلان دراجة بخارية ضرباه على رأسه وسرقا حقيبته ولاذا بالفرار وتعرض لنزيف، وقال الأطباء إنه يعاني من نزيف وجلطة في نفس الوقت ما يهدد حياته، أو على الأقل لن يستطيع الحركة مجددًا إلا أنه تعافى، وأوضح الأطباء أن ما حدث كانت معجزة ربانية بسبب دعوات البسطاء.

وقالت زوجته التي قدمت استقالتها لترافق زوجها في رحلته لعلاج المرضى، إن زوجها حب الإسماعيلية من أيام التهجير، موضحة أنه يذهب لعمله مستقلًا قطار يخرج من مدينة الزقازيق فجرًا ليبدأ الكشف في عيادته من الساعة 6 صباحًا، وأثناء رحلته لعيادته يجري الكشف على مستقلي القطار مجانًا.

وفي عيادته لا يفرق بين مسلم ومسيحي فجميعهم بالنسبة له مرضى يحتاجون الرعاية، وساهم في بناء مسجد بجوار عيادته، وكرم من إدارة أوقاف القصاصين، كما عرض على الدكتور عبدالمنعم عمارة محافظ الإسماعيلية السابق تكريمه عدة مرات ونقل عيادته لمكان أفضل لكنه رفض، قائلًا «عملي لوجه الله ولا احتاج عليه تكريم».

يذكر أن الدكتور عصام فريد تادرس، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، ابن محافظة القاهرة، ومقيم حاليًا في منطقة القومية بالزقازيق في الشرقية، أطلق عليه المواطنين طبيب الغلابة، بسبب ثمن كشفه 10 جنيهات، يحصل منهم على 7 جنيهات، فيما يحصل مساعديه الثلاثة على 3 جنيهات.