“أم رحمة” قصة معاناة بدأت بمرض زوجها وفقدان وظيفته وانتهت بنجاحها في تأمين مصدر دخل ثابت لأسرتها
قسوة الحياة ومرض زوجها وتحول ظروف أسرتها لم تدفعها إلى اليأس والاستسلام للظروف، لكن دفعتها إلى التفكير خارج الصندوق لضمان استمرارية لقمة عيش تكفلها لأولادها، بعد فقدان زوجها لوظيفته وعدم القدرة على توفير دخل ثابت.
بثبات ومواجهة وصبر قررت الأم الثلاثينية أن تتحمل عبء أسرتها وأن تصبح العائل الوحيد لها بعد مرض زوجها الذي فرض عليه عدم الحركة وعدم بذل أي مجهود.
“اضطررنا إلى بيع كل شيء بعد مرض زوجي لأنه أصيب بحالة مرضيه نادرة تسمى العصب الحائر أو اضطراب الجهاز العصبي اللإرداي وبعد إجراء عملية له اكتشفنا أنها عملية غلط لأن المرض ملوش علاج والعلاج الوحيد الراحة التامة، ويعتبر مرضا نادرا والدكاترة شخصوا غلط” هكذا تقول أم رحمة بعد أن كان زوجها هو العائل الرئيسي لأسرتها أصيب بمرض نادر أدى به إلى فقدان عمله وأصبح نزوله إلى العمل يجعل حياته عرضة للخطر، فقامت “أم رحمة” بواجبها الذي فرضه عليها القدر وكانت مثالًا للزوجة الصالحة وقررت عدم التخلي عن زوجها وأولادها وبالفعل استطاعت أن توفر مصدر دخل ثابتًا لأسرتها.
دار الإفتاء تجيب.. هل يجوز تطليق الزوجة في مرض الموت؟
فكرت أم رحمة في العديد من المشاريع، فبعد أن كانت تمتلك محل ملابس اضطرت إلى بيعه أثناء رحلة علاج زوجها، ثم بعد ذلك قامت ببيع بضاعتها عن طريق عرضها للزبائن في منازلهم، ولكن نزولها طيلة اليوم وانشغالها عن رعاية زوجها وأولادها ضاعف من حالة زوجها النفسيه وخاصه أنه غير قادر على العمل بسبب ظروفة المرضية.
وبالرغم من عدم إكمالها لمراحل التعليم لظروف خارجة عن إرادتها، لأنها كانت تساعد والدتها في تربية إخوتها؛ فإنها تهوى وتعشق القراءة والاطلاع في جميع المعارف البشرية، فكان هذا دافعا أساسيا بجانب اقتراح بعض من أصدقائها التفكير في مشروع يوفر لها مصدر دخل ثابتًا دون التحرك من منزلها لتتمكن من مراعاة زوجها وأولادها.
“مشروع تربية دواجن” هو المشروع الذى اختارته أم رحمة لكي يساعدها في تحمل مشقة الحياة فقامت باستغلال سطح المنزل لتربية الدجاج الأبيض، وأخذت في البحث على شبكة الإنترنت والقراءة والاطلاع لكي تطور في مشروعها، ثم بعد ذلك قامت بتوسيع المشروع ليشمل تربية جميع أنواع الطيور.
وأصبح ذلك المشروع مصدر الدخل الرئيسي للأسرة واستطاعت أم رحمة بهذا المشروع أن تؤمن مصدر دخل ثابتًا وتقول إن نفسية زوجها تحسنت، وبدأت تختفي أعراض التشنجات والصرع، وبدأ اهتمامه بالمشروع، وقام أولادها بمساعدتها أثناء أوقات فراغهم.
تقول أم رحمة، “أنا حريصة جدا على تعليم أولادي ودخلتهم مدرسة في الزمالك علشان المدارس في إمبابة مش كويسة وبتمنى أشوفهم في أحسن المناصب”، فبالرغم من ظروفها القاسية إلا إنها حرصت على تعليم أولادها وتعويض ما فقدته من عدم إكمالها للتعليم، وقامت بإلحاقهم بمدرسة في حي الزمالك بدلا من إمبابة لتحسن من مستواهم الاجتماعي على حد قولها، وتحملت مشقة الطريق والمواصلات يوميا مقابل أن تجعل أولادها يخالطون مستوى اجتماعيًّا أفضل.


