من الكمامات ما آلم.. فتيات يروين تجربتهن مع الأمراض الجلدية بسبب الماسكات

شارك العديد من الفتيات على الجروبات الخاصة بهن على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تجاربهن مع الماسكات الطبية، التي فرضها فيروس كورونا المستجد مع انتشاره مطلع العام الجاري، وما تسببت به من مشاكل مختلفة للبشرة.

وأوضح بعض الفتيات، أن ارتداء الماسكات الطبية لفترة طويلة، أدى إلى ظهور بثور الوجه أكثر من المعتاد عليه في الأيام الأخرى، فيما قالت أخريات إن استخدام تلك الماسكات تسبب في إصابتهن بالتهابات البشرة الحادة.

تقول سارة إنها تعاني من مشكلة بثور الوجه منذ بداية استخدامها للكمامة، حيث إنه في اليوم الذي كانت تضطر فيه لارتدائها، كانت تلاحظ في اليوم التالي ظهور البثور بشكل مبالغ فيه، دون أن تشك أنها السبب، حتى أن الطبيب الذي تتابع معه لم يكتشف ذلك إلا بعد فترة طويلة. 

وأوضحت أنها في فترة الحظر التي أجبرت الجميع على البقاء في المنزل، بدأت بمعالجتها ما ساعد على اختفاء تلك البثور بشكل ملحوظ، ولكن بعد انتهاء الحظر واضطرارها للخروج من المنزل مرة أخرى بدأت بالظهور بكثافة كما كانت من قبل. 

وتضيف سارة: "طبيعة وجهي غير قابلة لظهور البثور، فمن الممكن أن تظهر واحد أو اثنان فقط في فترات متباعدة من الوقت، ولكن أن تكون بكل هذه الكثافة هو ما دفعني للاستغراب والتوجه للطبيب على الفور".

وعانت شقيقة سارة أيضًا من الكمامة بعد أن تسببت لها في حساسية في وجهها تشبه الحروق، استمرت في علاجها إلى ما يقرب من 3 شهور، وهى الفترة التي ظلت بها في المنزل، غير ملزمة بارتداء الكمامة، تاركة لها علامات حادة من المفترض أن تبدأ في علاجها بعد أن تتخلص من تلك الالتهابات.  تتابع سارة، أن مع بدأ ظهور الموجة الثانية من كورونا، وإجبار شقيتها على ارتداء الكمامة لساعات طويلة في الجامعة، أخبرها الطبيب أن الحل الوحيد هو ارتدائها مرة أخرى مع الالتزام بأخذ أدوية مقاومة لبثور الوجه، موضحة أن الالتهابات عادت مرة أخرى بعد أن وصلت لمرحلة متقدمة في رحلة العلاج.    ولجأت أفنان إلى الاستغناء عن كمامة الوجه وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، بعد أن أصيبت ببثور الوجه في المنطقة التي كانت تخفيها الكمامة كاملة، نتيجة لارتدائها 4 ساعات يومياً لمدة 3 أشهر متواصلين خلال العمل.

وتوضح أفنان، أنها عندما بدأت باستخدام الكمامة لم تكن هناك بثور في وجهها إطلاقاً، ولكن بعد ذلك بدأت البثور بالظهور تدريجياً إلى أن ملأت كامل وججها، مشيرة إلى أنها كانت تشبه للحبوب التي تظهر لها في الأيام العادية فلذلك ظنت أنها ستأخذ فترة من الوقت وتختفي.

وتوقفت أفنان عن استخدام الكمامات منذ بداية شهر أغسطس الماضي، بعد أن جربت كافة الأنواع المتوفرة بالأسواق ولاحظت أن جميعهم لهم ذات التأثير، وبعد أن أصبحت على قناعة تامة أن الحل الوحيد هو البدء في معالجتها، لافتة إلى أن تلك البثور لم تختفي إلا بعد أن استغنت عن ارتداء الكمامة وبدأت باستخام المضادات الحيوية كعلاج لها، ولكن تركت آثار في وجهها لم تختفي حتى الآن.

في ذات السياق، أوضحت الدكتورة وفاء علم الدين، استشاري الأمراض الجلدية، أن المواد التي تتصنع منها بعض الكمامات، من الممكن أن تسبب حساسية لبعض الأشخاص، تنتج عنها الإصابة بإكزيما تلامسية تبدأ عادة بالشعور الدائم بحكة في الجلد والالتهاب ثم ظهور الحبوب، وقد تصل في الحالات الأشد تحسساً إلى التشققات والجفاف.

وأضافت علم الدين، أن الإصابة بمشاكل البشرة لا تعتمد على سعر الكمامة بل على الألياف والمواد المصنعة للكمامة، حيث أن هناك أنواع كمامات عالية السعر قد تسبب أضرار للبشرة، موضحة أن الكمامات التي تكون رديئة او سيئة الصنع هي التي تكون أشد ضررًا من الأنواع الأخرى.

وتابعت أن الكمامة القماشية ليست أقل ضررًا من الطبية، فمن الممكن أن تكون مصنعة من أنواع قماش مثيرة للحساسية، مشيرة إلى أن الكمامة القطنية هى الأفضل، وأضافت أنه لا داعي للاقتضاء بما تنصح به بعض الفتيات بارتداء كمامة طبية تلامس الوجه، وفوقها أخرى طبية للوقاية عند الخروج، كحل لتلك المشكلة.

وأشارت إلى أن مساحيق التجميل التي تضعها بعد الفتيات عند الخروج من المنزل قد تتفاعل مع الكمامات، ما ينتج عنه أضرار أكبر، خاصة إذا كانت الماركات المستخدمة لصنع تلك المساحيق ليست بجودة عالية. 

ونصحت علم الدين، الفتيات باختيار نوع كمامة جيد وليس مصنع من مواد قد تسبب لهم حساسية، وعدم ارتدائها لفترات طويلة من الوقت، حيث يفضل استخدامها عند التعامل مع الآخرين، ونزعها عندما نكون بمفردنا، ولكن يفضل اصطحاب أكثر من واحدة خلال الخروج من المنزل للتبديل بينهم، وذلك بالإضافة إلى الحرص على وضع الكريمات المرطبة بعد العودة للمنزل ونزع الكمامة.

استشاري أمراض جلدية: الألبان والتوابل والضغط النفسي من العوامل الرئيسية لظهور حبوب الوجه