22 عامًا من الكفاح أثمرت بـ"نقيبة وضابط".. حكاية "الحاجة سمية" الأم المثالية بالشرقية (صور)
22 عامًا عاشتها "سمية علي عمر دُبل"، السيدة ذات سبعة وخمسين ربيعًا، داخل ربوع قرية "بيشة قايد" التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، عاشت في كفاح دؤوب لم تعرف خلاله الراحة حتى اختارتها وزارة التضامن الاجتماعي، أخيرًا، لتكون الأم المثالية على مستوى محافظة الشرقية.
تبدأ قصة كفاح الأم المثالية بمحافظة الشرقية منذ الربع الأخير لعام 1999؛ عندما توفي زوجها تاركًا لها طفلين، الأولى "رنا" 6 سنوات، كانت في أسبوعها الثاني من أولى أعوامها الدراسية بالمرحلة الابتدائية آنذاك، وشقيقها "أحمد" عامين ونصف العام، لتبدأ الأم قصة كفاح لا تختلف كثيرًا عن كم المعاناة التي نعرفها ونراها في الدراما، لكنها عانت أكثر بافتقاد السند ومن يُعينها على تحمل مشقة الأيام ومرارة الظروف، وفجأة وجدت نفسها تواجه المجهول هي وطفليها، وفي مفترق الطرق تفوقت على نفسها والظروف لتسطر واحدة من القصص الملحمية والمُلهمة لأمهات مصر وعظيماتها.
في الثانية والعشرين من عمرها، تخرجت "سمية" في كلية الدراسات الإنسانية والاجتماعية بجامعة الأزهر، وعقب حصولها على شهادة الليسانس تزوجت لتؤسس بيتًا وأسرة رفقة زوجها، والذي رفض مرارًا كافة الفرص التي أتيحت لها للتدريس في الأزهر، قبل أن يخطفه الموت وهو في ريعان شبابه لم يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره، بعد رحلة عناء مع المرض ومعاناة من فشل كلوي ومرض بالقلب، ليفارق الحياة تاركًا إرث ثقيل لسيدة لم تعرف من الدنيا شيئًا خلاف زوجها وبيتها، وعوضًا عن السند وجدت الكفاح والمواجهة هي السبيل الأوحد للوقوف في وجه الدنيا والإنفاق على طفليها.
عملت "سمية" في كل شيء من تصميم وبيع أدوات الزينة والعرائس والأرجوحات وفازات الورد، فضلًا عن تربية الطيور وغيرها من تلك الأشياء التي تُعين على مواجهة مشقة الحياة، إلا أن كلل الله جهودها الطيبة وكفاحاها بأن التحقت ابنتها الكبرى بكلية التمريض العسكري، وتفوقت بدرجة نقيب، ونجلها أحمد، حاليًا، بالسنة النهائية بكلية الشرطة.
انتهت الأم المثالية بمحافظة الشرقية من سرد تفاصيل كفاحها لـ"القاهرة 24"، قبل أن تؤكد على أمنيتها الأخيرة: "نفسي ربنا يسعد ولادي وأحمد يتجوز وأشوف عياله".
