السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مدير صون الطيور الحوامة: حرائق غابات أوروبا قدّمت موسم الهجرة.. ويمكننا الحد من التغير المناخي | حوار

أسامة الجبالي- مدير
أخبار
أسامة الجبالي- مدير مشروع صون الطيور الحوامة
السبت 04/سبتمبر/2021 - 04:41 م

قال الدكتور أسامة الجبالي، مدير مشروع صون الطيور الحوامة، إن 5.7 مليون طائر يتعرضون للقتل في مصر سنويًا، والتغير المناخي أثر في موعد موسم الهجرة، مشيرا إلى بدء موسم هجرة الطيور في الخريف مبكرًا عن الأعوام الماضية، بفعل حرائق الغابات في بعض الدول الأوروبية

أشار الجبالي، في حواره لـ«القاهرة 24»، إلى وجود محطة لصرف المياه في مدينة شرم الشيخ تقتل أعدادًا كبيرة من الطيور، وتعاون مشروع صون الطيور الحوامة مع محافظة جنوب سيناء والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة وعالج المشكلة وأنشأت الشركة معملًا لمراقبة جودة المياه، بل تحولت المنطقة من أكبر دوائر قتل الطيور إلى منطقة سياحية. 

حدثنا عن مشروع صون الطيور الحوامة؟

مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة هو مشروع إقليمي يشمل 7 دول في مسار هجرة الطيور المهاجرة وهو البحر الأحمر وهو ثاني أهم مسار على مستوى العالم، ويعبر من خلاله سنويًا نحو مليوني طائر من 37 نوعًا مرتين كل عام، الأولى في موسم الربيع ويبدأ في شهر فبراير إلى مايو، والثاني هو موسم الخريف الذي يبدأ من أغسطس حتى شهر نوفمبر.

بداية المشروع كانت في عام 2009 وكان يستهدف 3 دول فقط هي: مصر ولبنان والأردن، وكان هدفه دمج إجراءات صون الطيور الحوامة المهاجرة في سياسات القطاعات التنموية في مسار هجرة البحر الأحمر، ويستهدف خمسة قطاعات رئيسية هي: الطاقة والمخلفات والصيد والزراعة والقطاع السياحي، وكان الأخير على أساس ضم سياحة مشاهدة الطيور إلى السياحة البيئية، أما الأربعة قطاعات الأخرى كانت لها تأثيرات سلبية واضحة من خلال الدراسات الميدانية التي أجريت قبل انطلاق المشروع.

المشروع هو منحة مقدمة من مرفق البيئة العالمي يدار من خلال وزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمجلس العالمي لحماية الطيور Bird Life International، بالتعاون مع شركاء وطنيين أيضًا مثل الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، ويستهدف المشروع في مرحلته الثانية التي بدأت منذ عام 2018 وتنتهي في 2022، أربعة قطاعات من الخمسة السالف ذكرها وهي: الطاقة والسياحة والمخلفات والصيد، وهناك تعاون كبير بين جهات حكومية ورسمية أخرى والخاصة أيضًا، بالإضافة إلى البنوك الدولية.

مدير مشروع صون الطيور الحوامة خلال حديثه لـ "القاهرة 24"

 

ما أبرز المشكلات التي واجهت مشروع صون الطيور الحوامة؟

كانت المشكلة الأكبر التي تواجهنا هي قلة أعداد الأشخاص في مجال مراقبة وتصنيف الطيور، لذلك عملنا منذ عام 2014 على تدريب كوادر بشرية، وأنشأنا مركزًا للتميز البيئي في عام 2018، بالتعاون بين جهاز شئون البيئة وهيئة الطاقة المتجددة في منطقة جبل الزيت بخليج السويس، وضم متدربين من السكان المحليين لمحافظات البحر الأحمر وطلاب وخريجي الجامعات، ونعمل حاليًا على وضع نظام اعتماد وجودة للمركز وكوادره.

حدثنا أكثر عن مصطلح الطيور الحوامة وما الأنواع الموجودة في مصر؟

مصطلح الطيور الحوامة يطلق على الطيور التي تدور مع تيارات الهواء الصاعدة الساخنة، وهو ما يساعدها على الهجرة وقطع مسافات طويلة دون بذل مجهود كبير، وتتجنب تلك الأنواع عبور الموانع المائية الكبيرة، وتطير فوق مسار البحر الأحمر والأخدود الإفريقي العظيم، وتضم هذه المجموعة 37 نوعًا بين الصقور والنسور والعُقبان وطيور اللقلق والبجع الأبيض وأبو منجل الأسود، وتمتلك مصر بعض الأنواع المقيمة مثل صقر الغروب والنسر المصري أو طائر الرَخمة المهددين بخطر الانقراض والنسر العقابي.

كيف استعدت وزارة البيئة وقطاع حماية الطبيعة لاستقبال موسم هجرة الطيور؟

تستعد وزارة البيئة من خلال مشروع صون الطيور الحوامة لاستقبال هجرة الطيور في مواسمها، حيث تستضيف مصر عشرات الآلاف من الطيور في وقت واحد، ونضع خطة لمرور الموسم بسلام عبر محطات طاقة الرياح وتدريب المراقبين والتأكد من جاهزيتهم وتوفير الأدوات المناسبة، ونبدأ عملية الرصد في محطات الطاقة، بالإضافة إلى حصر أعداد الطيور النافقة تحت أسلاك التيار العالي وطواحين الهواء لمعرفة المخاطر التي تواجه الطيور.

من خلال الرصد نضع الشروط الاحترازية التي تحمي الطيور، منها توسيع دائرة إغلاق محطات طاقة الرياح وتركيب عواكس على أبراج وخطوط الكهرباء، وتزويد أعداد المراقبين، بالإضافة إلى زيارات ميدانية والتعاون مع شركات سياحية لإدراج برامج مشاهدة الطيور ضمن خطتها السياحية.

أسامة الجبالي مدير مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة 

 

ما المخاطر التي تواجه الطيور خلال رحلة هجرتها إلى إفريقيا؟

تواجه الطيور الحوامة المهاجرة مخاطر كبيرة للغاية في رحلة هجرتها، منها المخلفات السائلة والصلبة، وأذكر أن هناك محطة لصرف المياه في مدينة شرم الشيخ كانت تقتل أعدادًا كبيرة من الطيور، وهناك تعاون مشروع صون الطيور الحوامة مع محافظة جنوب سيناء والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة وعالج المشكلة وأنشأت الشركة معملًا لمراقبة جودة المياه، بل تحوّلت المنطقة من أكبر دوائر قتل الطيور إلى منطقة سياحية.

هناك مخاطر من صنع الإنسان تواجه الطيور، مثل محطات طاقة الرياح وخطوط نقل الكهرباء، بالإضافة إلى التسمم والمخلفات بحالتيها السائلة والصلبة، والصيد الجائر الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للتأثير السلبي على الطيور.

إلى أي مدى تتأثر الطيور بعوامل التغير المناخي وما علاقته بالتنوع البيولوجي؟

لا شك أن ظاهرة التغير المناخي سوف تؤثر في كل أنواع التنوع البيولوجي والطيور خاصة أن تلك الطيور ذات حساسية شديدة للعوامل الجوية، حيث تهاجر من أوروبا وآسيا هربًا من درجات الحرارة المنخفضة، فإذا تأخر موعد الشتاء نتيجة الاحتباس الحراري بالتأكيد يتأخر موسم الهجرة والعكس صحيح، وتعد الطيور مؤشرًا جيدًا على صحة النظم البيئية.

وبالتأكيد سوف يؤثر التغير المناخي في التنوع البيولوجي سواء نتيجة ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة أو ارتفاع منسوب المياه الذي يؤدي إلى اختفاء بعض المدن الساحلية وبالتالي انقراض أو موت أنواع معينة من الطيور المائية، وبالفعل رصدنا هذا العام بدء موسم هجرة الطيور في الخريف مبكرًا عن الأعوام الماضية، وتوقعنا أن يبدأ الموسم من 15 أغسطس حتى 15 نوفمبر، لكن بفعل حرائق الغابات التي اندلعت في بعض الدول الأوروبية وارتفاع حرارة الأرض، حيث توافدت أسراب الطيور منذ يوم 11 أغسطس.

 

كيف يمكن الحد من تأثيرات التغير المناخي على الطيور؟

ظاهرة التغير المناخي هي ظاهرة عالمية ولا تستطيع أي دولة العمل بمفردها، فمصر من الدول التي تتأثر بالتنمية الصناعية العالمية وتلقي بظلالها على ظاهرة تغير المناخ، وهناك عدة طرق وسياسات تضعها البلاد للتكيف مثل زراعة الأشجار وتقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون، والتوسع في مشاريع الطاقة المتجددة، علاوة على الحد من استخدام الفحم.

كيف يمكن تنظيم الصيد على ساحل البحر المتوسط، وما إجراءات الوزارة لمواجهة هذه الظاهرة؟

عملية صيد الطيور هي عملية قديمة وموجودة على مستوى العالم، وهناك قواعد محددة لتنظيم عملية صيد الأنواع المهاجرة خاصة لأن من بينها ما يواجه خطر الانقراض، وتصدر وزارة البيئة قرارًا سنويًا بتوقيت الصيد والأنواع المُصيدة، ويتم توزيع خارطة الإجراءات على المكاتب التابعة للوزارة في كل المحافظات لتعميمها على الصيادين ومنح التراخيص.

مع ذلك لا ننكر أن هناك بعض المخالفات التي يرتكبها الصيادون وتجار الطيور والمستفيدون على الساحل الشمالي المصري، فضلًا عن تجاوزات الحدود والقواعد المعلنة من قبل الوزارة، سواء الأنواع أو الأعداد أو حتى طرق الصيد المستخدمة.

أجرت وزارة البيئة بالتعاون مع الجمعية المصرية لحماية الطبيعة دراسة ميدانية، لمعرفة التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لصيد الطيور في مدن الساحل الشمالي، التي تعتمد الوزارة على نتائجها لإطلاق حملات توعوية للتجار والصيادين، مع الاعتراف أن هناك بعض التجاوزات والمخالفات البشرية، وتنظم شرطة البيئة وقوات حرس الحدود حملات تفتيشية لضبط هؤلاء المخالفين.

يدرس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة بالتعاون مع الجمعية مخاطبة إدارة شركتي فيس بوك ويوتيوب؛ لمنع ترويج بيع وتداول الحيوانات البرية والطيور الجارحة لما فيه من مخالفة للقوانين والاتفاقيات الدولية، وتعريض حياة هذه الكائنات للخطر، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سوقًا مفتوحةً تخضع لأحكام العرض والطلب، حيث يتم عرض الطيور الجارحة من صقور ونسور أو حيوانات برية أخرى للبيع والتداول.

ويجب القول إن هناك نوعين لصيد الصقور تحديدًا، الأول هو الصيد بالصقور وهذا نوع رائج في دول الخليج، والثاني هو صيد الصقور لبيعها إلى أفراد في تلك الدول، وتنظم شرطة البيئة والمسطحات المائية حملات تفتيشية لمداهمة أسواق وأوكار تجار الطيور الجارحة في مصر، وفي حالة إثبات أي مخالفات يتم مصادرة الأدوات المستعملة في الصيد، وتحرير محضر بيئي وتوقيع غرامة مالية على الصيادين أو التعرض للحبس أو العقوبتين معًا، وتغليظ العقوبة في حالة العودة.

مدير مشروع صون الطيور الحوامة خلال حديثه لـ "القاهرة 24"

كيف يمكن توفير مسار آمن لملايين الطيور المهاجرة؟

في الحقيقة هناك جهات رسمية ومدنية تبذل مجهودات كبيرة لتوفير مسار هجرة آمن للطيور المقبلة من أوروبا وآسيا عبر البحر الأحمر في مصر، ويتعاون جهاز شئون البيئة مع جميع القطاعات العاملة في الدولة لرفع الوعي بأهمية الطيور ودلالتها على صحة النظم البيئية وأهمية تأمين رحلة هجرتها كل عام.

تنفق الحكومة مبالغ كبيرة لعبور الأنواع المختلفة من الطيور بسلام، وهناك حملات توعوية كثيرة تقوم بها الوزارة على ساحل البحرين الأحمر والمتوسط وكذلك ضفاف النيل، بالإضافة إلى نشر مواد توعوية مع الشركات العاملة في هذا المجال، كما وقّع قطاع حماية الطبيعة من خلال مشروع صون الطيور الحوامة بروتوكول تعاون مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء المسؤولة عن إنشاء أبراج التيار العالي؛ لحماية الطيور الحوامة خلال مسار هجرتها من المخاطر التي تواجهها نتيجة خطوط الكهرباء.  

ولعل من أهم بنود البروتوكول اتخاذ عدة إجراءات هي الابتعاد عن المناطق شديدة الحساسية للطيور ذات الكثافات المرتفعة، وتمييز خطوط الكهرباء بعواكس تتعرف عليها الطيور مثل الكرات الملونة أو عواكس ضوئية، وبعد عقد سلسلة اجتماعات مع الشركة وافقت على نقل خطوط الكهرباء بعيدًا عن مسار رحلة الطيور.

مدير مشروع صون الطيور الحوامة خلال حديثه لـ "القاهرة 24"

ما الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها مصر لحماية الحياة البرية؟

وقّعت مصر على عديد من الاتفاقيات المعنية بالتنوع البيولوجي وحماية الحياة البرية، أهمها اتفاقية التنوع البيولوجي CBD، كما استضافت البلاد مؤتمر الأطراف للتنوع البيولوجي عام 2018، بالإضافة إلى اتفاقية حماية الأنواع البرية المهاجرة CMS، وهي اتفاقية معنية بالطيور ولها بعض الملاحق مثل ملحق حماية الجوارح، واتفاقية الطيور المائية للأفروآسيوية.
وأنشأنا مع اتفاقية الأنواع البرية المهاجرة مجموعة عمل الطاقة ونجتمع سنويًا لمناقشة التطورات التي تحدث في قطاع الطاقة، ومصر لها الريادة في وضع منظومة ثابتة لحماية الطيور في مسارات الهجرة.

ما حقيقية مقتل 25 مليون طائر في البحر المتوسط سنويًا؟

صحيح أن مؤسسة Bird Life International أثبتت من خلال الدراسات أن هناك 25 مليون طائر يتعرض للقتل في دول البحر المتوسط كل عام، لكن في مصر يتم صيد والقضاء على 5.7 مليون طائر سنويًا، وكانت تظهر الإحصاءات رقم أكبر من هذا بكثير لكن مع تكثيف الدراسات وصلنا للرقم الدقيق، ونسعى لحماية الطيور والحفاظ عليها.

تابع مواقعنا