الجمعة 29 مارس 2024
المشرف العام
محمود المملوك
رئيس التحرير
مروان قراعة
المشرف العام
محمود المملوك
رئيس التحرير
مروان قراعة

النمل الأبيض يغزو الإسكندرية ويهدد المساكن والأثاث

كشف أكاديميون متخصصون في مركز جامعة الإسكندرية، لمكافحة النمل الأبيض، ظهور إصابات جديدة للنمل الأبيض من النوع الخطير المعروف بالنمل التحت أرضي، في مناطق غرب الإسكندرية العجمي والبطاش، وذلك بمعدل كبير، فضلًا عن ظهور مستعمرات جديدة في وسط وشرق المدينة وديوان عام الجامعة بالشاطبي، نتيجة موجة الحر، مما تسبب في ظهور النمل والعدوى بأفراد النمل المجنح.

وقال الدكتور أحمد سليمان، مدرس علم الحشرات الاقتصادية بكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، وعضو فريق العمل بمركز جامعة الإسكندرية لمكافحة النمل الأبيض إن المركز يتلقى عشرات البلاغات من مواطني الإسكندرية، خاصة غرب ووسط وشرق، في مناطق سموحة والإبراهيمية وكفر عبده والشاطبي وفوزي معاذ ومحرم بك وسبورتنا وتعاونيات سموحة، عن وجود مستعمرات للنمل الأبيض تصل أعدادها إلى ملايين، مما يهدد منازلهم، خاصة أثاث البيوت من موبيليا وباركيه، فضلًا عن انتقال هذه المستعمرات بين المنازل والمناطق، مشيرًا إلى أنه قد تم معاينة 30 شكوى خلال الصيف الحالي والعام الماضي، لافتًا إلى معاينة 18 شكوى خلال الشهر الماضي، وتم تنفيذ 6 عمليات منها، والباقي تم رفضه لأسباب خارجه عن إرادة المركز.
وأضاف سليمان أنه تم رصد إصابات جديدة في البطاش والعجمي غرب الإسكندرية، وخاصة عن وجود النمل الأبيض من نوع التحت أرضى، مشيرًا إلى أن الأمر في تزايد مستمر، مما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق المركز الذي حقق نتائج إيجابية كبيرة منذ تشغيله، وأوضح أن المحافظة عبارة عن مستعمرة كبيرة للنمل الأبيض، تحتضن مستعمرات ترتكز في سموحة بأطرافها المتعددة، وهي الإبراهيمية وسبورتنا وكفر عبده وتعاونيات سموحة.

كما أوضح مدرس علم الحشرات الاقتصادية بكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية أنهم اكتشفوا ظهور إصابات جديدة في البطاش والعجمي ومنطقة بحري والجمرك، وذلك في البنايات القديمة، بالإضافة إلى إصابة ديوان عام جامعة الإسكندرية وأحياء وسط وشرق بالكامل، مشيرًا إلى أن المستعمرة الأم هي سموحة، الذي يسيطر عليها النمل منذ 20 سنة، إلا أنها بدأت في الظهور بشكل كبير في المناطق المحيطة بسموحة.

وأشار الدكتور أحمد سليمان إلى أن الهدف الرئيسي للمركز هو التعريف بالنمل الأبيض والتفريق بينه وسوس الخشب، والسعي لعدم حدوث مشكلة ما، وأن ما تقوم به شركات مكافحة النمل الأبيض غير المتخصصة هو عمل غير احترافي أبدا.

وأوضح الدكتور سليمان أن المستعمرات تنشط بشكل مخيف في فصل الصيف، نظرًا لارتفاع الحرارة وتشكل خطورة داهمة، لافتًا إلى أن مبنى ديوان الجامعة يواجه مستعمرة غير طبيعية، وأن والنمل الأبيض لا يؤثر على الأساس ولا علاقة له بانهيار البنايات، فالنمل لا يأكل الأساس ولا يتحرك في الطوب الحراري والفراغات ولا يأكل الأسمنت، ولكن يبحث فقط عن الفراغات بين الطوب.
وأضاف مدرس علم الحشرات أن النمل التحت أرضي يعتبر من أخطر الأنواع، كونه ينتقل من شقة إلى أخرى بسرعة لتكوين مستعمرات، ويتواجد بالتربة قبل البناء ويخرج لعمل مستعمراته في الأسقف والحائط، مشيرًا إلى أن هناك نوعين من النمل الأبيض، وهما النمل الأبيض الخشب الجاف، وهو موجود في مصر كلها من خلال الخشب المتعفن أو الأخشاب المستوردة، التي لم يتم تبخيرها ويصيب الأخشاب الجافة والأثاث الخشبية، ومستعمراته تصل إلى مئات الأفراد، وليس له اتصال بالأرض، ويمكن للمستعمرة احتلال قطعة خشب صغيرة، ويتم تكوين المستعمرة داخلها، حيث تقوم الحوريات بدور الشغالات، والنوع الثاني هو النمل الأبيض تحت الأرضي، وهي أنواع تعيش تحت سطح الأرض وتصل مستعمراتها إلى ملايين الأفراد، وينقسم النمل التحت أرضى إلى أنواع تعيش في بيئات مختلفة، مشيرًا إلى أن النمل الأبيض نوع من الحشرات المتنوعة بيئيًا، وذات أهمية اقتصادية لأنه يتغذى على السليلوز، لا سيما في الخشب، وينتشر في جميع أنحاء العالم، وخاصة في المنطقة الاستوائية، التي تفضل المواد النباتية العضوية.

لا يوجد تأثير للنمل الأبيض على أساسات المباني الخرسانية، لكنه يأكل الخشب ويتغذى على المواد السلولوزية والبيوت القديمة والأسقف الخشبية، وبإمكانه إصابة الحجرات والتنقل عبر طبقة لا تتعدى 10 سنتيمترات من طبقة النقاشة، التي تعلو المحارة، ويتنقل من حلق باب إلى آخر، ومن شباك إلى آخر، ويتحرك في طبقة خفيفة وراء السيراميك، مشيرًا إلى أن الأخطر هو النوع التحت أرضي.

وتتخذ إدارة المكافحة في المديرية عدة إجراءات لمواجهة النمل الأبيض ومكافحته فور ورود أي شكوى، والتعامل معه من خلال الفحص والمعاينة الميدانية وصرف المبيد.