ألفريد دي موسيه | قصة أحد أشهر كتّاب فرنسا.. ولم يمش في جنازته إلا 30 شخصا
الأديب الفرنسي الكبير ألفريد دي موسيه واحد من أهم كتاب فرنسا في القرن العشرين والذي كانت حياته قصيرة نسبيا حيث لم يعش سوى 47 عاما فقط، وعلى الرغم من هذه الحياة القصيرة نسبيًّا، لكنه ترك إرثا معتبرا من المؤلفات في مجالات متنوعة.
بدأ دي موسيه الدخول إلى عالم الإبداع في فترة مبكرة فبعد انتهاء الثانوية العامة كان يتردد على الندوات الرومانسية وفي سن 20 عاما نشر أول ديوان له بعنوان حكايات من إسبانيا وإيطاليا.
ازدادت المسحة الرومانسية عند الفريد دي موسيه بعد تجربة صعبة جمعت بين الحب والمرض فقد ارتبط عاطفيا بالكاتبة جورج صاند، وسافرا معا إلى إيطاليا في ديسمبر سنة 1833، وهناك يبدو أنهما لم يكونا على وفاق حيث مرض موسيه وعاد بعدها إلى فرنسا وقطع علاقته بجورج صاند وقد سجل دي موسيه هذه التجربة في كتابه «اعترافات فتى العصر» إلى جانب عدد من القصائد التي أبدعتها قريحته ومنها قصيدة الأمل في الله وقصيدة خطاب إلى لامارتين، وقصيدة الأمل في الله وقصيدة الذكرى.
بعد هذه التجربة انقطع دي موسيه عن الكتابة وعندما عاد مرة أخرى نجحت إحدى مسرحياته التي نشط لكتابتها وكان نجاحها في ظروف غريبة، فقد حظيت أول مسرحية كتبها وهي ليلة البندقية بفشل كبير عندما مثلت بمسرح الأوديون فقرر ألا يكتب المسرح مرة أخرى، لكنه عاد مرة أخرى وكتب المسرحيات الفكاهية نثرًا ونشرها للقراءة في مجلة دي موند، وكان من بين هذه الكوميديات نزوات ماريان، وهذه المسرحية كانت تميمة الحظ التي حققت لدي موسيه الشهرة عن طريق الصدفة،
وقصة هذه المسرحية أن ممثلة فرنسية شهيرة هي مدام آلان دي بريه، مرت بالصدفة بمدينة سان بطرسبرج الروسية، حيث سمعت بإطراء شديد لمسرحية صغيرة تمثل على أحد مسارح المدينة، وحضرت هذه المسرحية التي راقتها فطلبت ترجمة فرنسية لها لتقوم بتمثليها في البلاط الإمبراطوري الروسي، وإذا بها مسرحية نزوة لألفريد دي موسيه، فمثلتها بالفرنسية بنجاح كبير في سانت بترسبرج، وعندما عادت إلى باريس، قامت بتمثيلها على مسرح الكوميدي فرانسيز، وكان تمثيلها كشفًا للجمهور الباريسي عن عبقرية دي موسيه الدرامية، وقد شجع هذا النجاح على تمثيل عدد آخر كبير من مسرحيات ألفريد دي موسيه في باريس ثم في العالم كله.
لألفريد دي موسيه العديد من المؤلفات منها: الليالي، أشعار جديدة، مسرحية لا يمزح مع الحب، اعتراف فتى العصر.
وفاة دي موسيه.. 30 فردا في جنازة الكاتب الكبير
مات الفريد دي موسيه في سن صغيرة، حيث كان عمره 47 عاما فقط، وذلك بسبب إسرافه في الشراب والعربدة، ولم يتجاوز من ساروا في جنازته، الثلاثين شخصا، ودفن في مقبرة بيرلا شيز بباريس، وغرست بناءً على طلبه فوق قبره شجرة صفصاف.
