الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لو أنت سنجل هنظبطلك ميعاد في الفلانتين.. جروب واتساب تخصص في المواعدة بين الجنسين في الفلانتين ومجهولون يستغلونه في التربح والتشهير

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الثلاثاء 15/فبراير/2022 - 06:43 م

"لو أنتي مش مرتبطة خلال الفلانتين فمشكلتك حلها عند ميرا، هي هتظبطلك ميعاد وخروجة مقابل كارت فكة، أو مبلغ بتتفقوا عليه تحولهولها على فودافون كاش" هذه الجملة كانت نصيحة فتاة تدعى سلوى لصديقتها عندما كانتا تتحدثان عن عدم ارتباطها خلال الفلانتين، رغم أن جميع صديقاتها مرتبطات. 

باتت ميرا هي الوجهة الأولى لعدد كبير من الشباب غير المرتبطين خلال الفلانتين فهي تساعدهم في تحديد موعد غرامي بين الجنسين، بقصد قضاء وقت ممتع خلال الفلانتين، ولا مانع من الاستمرار لفترة بعدها حال موافقة الطرفين.

 

تعارف ولقاءات عاطفية عبر واتساب 

أنشأت ميرا مجموعة عبر تطبيق المراسلة الجماعية واتساب، تستهدف من الجروب نشر مجموعة من الصور والفيديوهات لبعض الشباب والبنات، وتطلب من المهتمين من الجنسين عبر استوري واتساب الخاص بها ممن يعجب بهؤلاء الشباب أو الفتيات أن يُرسلوا لها كارت فكة أو مبلغًا عن طريق فودافون كاش، وتختلف قيمة الكارت أو المبلغ حسب مدى وسامة وأهمية صاحب الصور.

القاهرة 24 حصل على صور منشورة لبعض الشباب تطلب فيها ميرا كروت فكة أو مبالغ مالية مقابل تسهيل التعارف عليهم من قبل فتيات، وتعلق على الصور "كارت فكة بسعر ** وهترتبطوا أسبوعين وهيدلعك في الفلانتين وهيجيبلك أيفون 11"، أو "100 جنيه فودافون كاش......". 

تملك ميرا عددًا كبيرًا من المتابعين لحسابها عبر موقع المراسلة الجماعية واتساب بسبب ما يسمى شير رقم الواتساب، وهي طريقة انتشرت مؤخرًا بين مجموعة كبيرة من الأشخاص ممن يسجلون لديهم عددًا كبيرًا من الأرقام وبالتالي يتابع الستوريز (القصص) الخاصة بهم آلاف الأشخاص، وتتم زيادة عدد المتابعين أو المهتمين بتبادل الشير بين الطرفين. 

 

توسيع قاعدة المتابعين عبر واتساب 

ولكن كيف يمكن لشخص أن يوسع قاعدة متابعيه عبر واتساب لتصل لعشرات الآلاف من المتابعين أو أكثر؟، يوضح محمد الحضري، أحد نشطاء السوشيال ميديا ممن يشاركون في شير أرقام الواتساب، الأمر قائلًا إن كثيرًا من الأشخاص يقومون بعمل شير لرقم واتساب الخاص بهم لكي يكون لديهم أشخاص كثيرون يشاهدون ما يشاركونه على استوري الواتساب الخاص بهم، بغض النظر عن نوعية الاستوري التي تتم مشاركتها، ويستغل الأشخاص الذين يملكون آلاف المتابعين عبر واتساب الأمر في التسويق والدعاية، مقابل أموال يحددونها مع المستفيدين.

وأضاف الحضري لـ القاهرة 24، أن إحدى آليات شير واتساب هي إنشاء رابط لحساب واتساب الخاص به، فعندما يريد عمل شير لرقمه ينشئ متخصصًا في مجال الشير رابط بالرقم المطلوب يشيره ثم يشاركه عبر استوري واتساب الخاص به، وعندما يفتح أحد الرابط يدخل على الشات الخاص بهذا الرقم، ويتم التواصل بين الطرفين، وبهذه الطريقة يتم تبادل الأرقام، وتبادل شير الأرقام عبر واتساب مرة أخرى، وبهذا تتوسع قاعدة متابعي هذا الرقم عبر واتساب.

ابتزاز وتشهير 

باستخدام الطريقة السابقة وسعت ميرا قاعدة متابعيها عبر ستوري واتساب، وبدأت تستخدمه لتحقيق ربح من وراءه، واستغلت ميرا الأمر وبدأت في نشر صور لبعض الشباب والفتيات عبر خاصية ستوري واتساب الخاصة بها وتدعو المتابعين للحديث معهم أو التعارف العاطفي بينهم، أو تعلن أنهم بحاجة للارتباط بأشخاص آخرين، وعندها يشاهد الستوري آلاف الأشخاص ويبدأ من يريد التعارف منهم التواصل مع هؤلاء الأشخاص مقابل قيمة مالية أو رصيد أو كروت شحن رصيد لشركات المحمول. 

يقول سيف طارق، أحد نشطاء السوشيال ميديا وأحد المطلعين على آلية عمل شير واتساب وجروب ميرا، إن ميرا بدأت في نشر صور لشباب وفتيات يرغبون في الارتباط العاطفي أو التعارف على أشخاص آخرين، وزاد الأمر شيئًا فشيئًا وبدأ كثير ممن يريدون الارتباط طلب من ميرا أن تنشر صورهم في الاستوري، وتكتب عليه أنه يبحث عن شخص يرتبط بيه، وتوسعت الطلبات وزاد عددها وكانت ميرا تكتب أسفل الصورة أنه "يريد الارتباط أو أنه يريد كراش، ومن  يرغب في الارتباط عليه بإرسال كارت شحن رصيد بقيمة 10 أو 5 جنيهات"، وكان الأمر يسير بشكل طبيعي، قبل أن يلتقط شخص ما سكرين شوت لصورة منشورة على ستوري ميرا ونشرها عبر موقع فيسبوك، وفضح الأمر، وهو ما دفع كثيرًا من الأشخاص إلى تقليد ما تفعله ميرا وشيئًا فشيئًا بدأ الأمر يتحول إلى نشر صور أولاد وبنات دون علمهم من أجل التربح من ورائهم. 

 

 

ضحية 

بدأ كثيرون فى الادعاء أنهم ميرا بهدف التربح وجني الأموال مستغلين شهرتها في هذا الأمر، ونتيجة لذلك سقط كثيرون في شباك هؤلاء المدعين وتم التشهير بهم وبعائلاتهم، وكان باسم هو أحد هؤلاء الضحايا. 

يقول باسم، إنه وجد صورته ضمن مجموعة أخرى من الصور منتشرة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لكنه لم يفاجأ كثيرًا خاصة أنه رأى كثيرًا من البوستات المنتشرة عن ميرا وممارساتها، واكتفى بنشر بوست عبر حسابه الشخصي بموقع فيسبوك لتوضيح أنه ليست له علاقة بالبوست والصورة المنتشرة له ويطلب فيها التعارف واللقاء العاطفي مع إحدى الشخصيات وأنه لا علاقة له بما نُشر عنه.

وأضاف باسم لـ القاهرة 24، أن ضابطين سقطا ضحية لنفس الممارسات وانتشرت صورتين لهما على نطاق واسع عبر موقع فيسبوك، ما تسبب في تضررهما أسريًا ومهنيًا، وتدخلا لوقف انتشار البوست ومسح ما تم نشره عن الأمر، موضحًا أنه واحد من المئات ممن تضرروا نفسيًا وأسريًا بسبب الاتجار بصورهم، لكن الأمر كان كارثة للفتيات اللائي تم تشيير صورهن، لأنهن سيتعرضن لتشويه كبير لسمعتهن وسمعة عائلاتهن. 

سيف طارق، أحد نشطاء السوشيال ميديا والمتابعين لقصة ميرا منذ البداية، يقول إن الصور التي كانت تنشرها ميرا عبر حسابها بموقع واتساب انتشرت بشكل كبير عبر فيسبوك، وأنشأ شخص مزيف حسابًا لها على موقع فيسبوك، وبدأوا في جمع صور وفيديوهات لأشخاص مجهولين وينشرونها عبر حسابات مزيفة باسم "ميرا" مقابل كروت شحن أو أموال أو غيرها، وبدأوا يحرفون ويغيرون الطلبات مثل "أنا أريد عروسة ومعايا عربية وشقة في المكان الفلاني، وعشان ترتبطي بيه أو تتجوزيه أرسلي كارت شحن بـ100 أو200 أو 10 آلاف جنيه"، موضحًا أن الموضوع توسع وانتشر بشكل كثيف، قبل أيام من الفلانتين. 

التزييف

وأضاف سيف أنه اكتشف الأمر عندما وجد صورة لصديق له "تيك توكر" أي ناشط على تطبيق تيك توك، وهو يعلم أنه مرتبط ولا يمكنه أن يشترك في هذا الأمر، فأخبره واكتشف أن الموضوع مزيف وبعدها فوجئ بوجود صور لضباط وفتيات أخريات، ومن هنا تأكد أن الأمر مزيف وغير حقيقي، فتدخل هو ومجموعة أخرى من أصدقائه الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحذف ومحو جميع البوستات والصور المنتشرة باسم ميرا لحذفها، ونجحوا في محاصرة هذا الأمر نوعًا ما.

وأشار إلى أنه وأصدقاءه متحمسون لمواجهة هذا الأمر مستقبلًا بسبب الضرر الكبير الذي سيلحق بهم وبعائلاتهم، متابعًا: "تخيل تصحى تلاقي نفسك معروض للبيع على الجروبات". 

 

العقوبة القانونية 

وكشف محمود صفوت، المحامي، عن أن ما يمارس عبر وسائل التواصل الاجتماعي في القضية السابقة يعد تشهيرًا بأشخاص بعينهم، وتنص المادة 25 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، على معاقبة من يعتدى على المحتوى المعلوماتي الخاص لأي شخص، بالسجن لمدة لا تقل عن 6 أشهر، ونصت المادة 26 من قانون العقوبات المصري على السجن لمدة لا تقل عن العامين، ولا تزيد على 5 أعوام للمبتزين والمُشهرين.

وأضاف لـ القاهرة 24، أن المادة 309 مكرر من قانون العقوبات، تعاقب من يشهر بأشخاص بالحبس مدة لا تقل عن عام في حالة التقاطه صورة أو نشرها دون موافقة صاحبها، مشيرًا إلى أن ذلك يعد جريمة متحققة الأركان ويعاقب القانون على هذه الجريمة حال التقاط الصورة دون إذن، أو الحصول على الصورة دون إذن، أو نشرها دون إذن، فكل شق هو جريمة بحد ذاته.

تابع مواقعنا