الخميس 28 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مواطنون يشكون من مصنع المصرية للتكرير بمسطرد.. ودراسة: تلوث الهواء أعلى من المسموح به دوليا

مصنع الشركة المصرية
اقتصاد
مصنع الشركة المصرية للتكرير بمسطرد
الإثنين 13/يونيو/2022 - 12:36 ص

اشتكى عدد من قاطني المناطق المحيطة بـ مصنع الشركة المصرية للتكرير بمسطرد التابعة لشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وهى مناطق مصر الجديدة وعين شمس والنزهة، من وجود رائحة كريهة للغاز بشكل خانق خلال الفترة المسائية والتي تبدأ من بعد الساعة السابعة مساءً، مؤكدين أن هذا الأمر أصبح شديد الخطورة على حياة المواطنين وخاصة الأطفال، بعد تأثرهم بشكل كبير من رائحة الغاز الصادرة من المصنع وهى رائحة لا تنتهي.

وقال مدحت مسعود، وكيل أول بالجهاز المركزي للمحاسبات سابقا، وأحد سكان منطقة مصر الجديدة، إن هذا المصنع هو مشروع مشترك بين شركة بترول تابعة للهيئة العامة للبترول والشركة المصرية للتكرير، وأن هذا المصنع هو السبب في هذا التلوث الهوائي.

وأضاف مسعود لـ القاهرة 24، أن الرائحة أصبحت شديدة بعد عدم الالتزام ببعض الإجراءات المتعلقة بتركيب بعض الفلاتر ووسائل الحماية اللازمة، لافتا إلى أن هناك إجراءات تتبع لمنع خروج الرائحة والتلوث إلى المناطق المجاورة والتي تتسبب في قلق للسكان وخوف كبير لديهم.

وأشار إلى أنه تم تقديم شكاوى عديدة إلى وزارة البيئة والتي ردت بأن الأمر يحتاج إلى تدخل من مجلس الوزراء بشكل مباشر، لافتا إلى أن الأمر أصبح ظاهرا وهناك مشكلة وتسعى الجهات المعنية إلى عدم الاطلاع عليها، وأن جميع المواطنين والسكان يعانون بشكل يومي من تلوث الهواء.

وفي السياق ذاته، قالت ياسمين أحمد، إحدى قاطني منطقة مصر الجديدة، في حديثها لـ القاهرة 24، إن رائحة الغاز أصبحت لا تطاق، موضحة أن الرائحة موجودة يوميا في منطقة الميرغني وكلية البنات، بشكل غير مسبوق وأثرت بشكل كبير على صحة قاطني تلك المناطق، وأدى إلى عدم قدرة بعض المواطنين من أصحاب الأمراض المزمنة على التنفس.

مصنع الشركة المصرية للتكرير بمسطرد


وأضافت أن رائحة الغاز والانبعاثات مزعجة بشكل كبير، حتى لجأ البعض إلى غلق الأبواب والشبابيك بشكل محكم، ولكن الأمر خارج عن السيطرة، لافته إلى أن جميع السكان الموجودين بالعمارة التي تقطن فيها منزعجين بشكل كبير من هذا الأمر.

ومن جانبه، قال المواطن أحمد هريدي، أحد سكان منطقة مصر الجديدة، أن رائحة الغاز ظهرت للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين، وأنه تم التواصل مع مسئولي حي مصر الجديدة والذين أكدوا أنه سيتم التحقق من الأمر والرد على المواطنين من خلال صفحته الرسمية، ولكن حتى الآن لم يخرج مسئول ليوضح سبب هذه الرائحة.

وفي السياق ذاته، أكدت نهال زهدي، أحد سكان مصر الجديدة، أنه تم تقديم شكوى رسمية لشركة الغاز التابعة لها منطقة مصر الجديدة، لمعرفة سبب الرائحة، لافته إلى أن شركة الغاز أرسلت موظفين لمعرفة السبب ولكن الرائحة ليست للغاز الطبيعي، مشيرة إلى أن الرائحة منتشرة بشكل كبير في ميدان الحجاز.

وقالت إن العديد من المواطنين تقدموا بعدد من الشكاوى لمجلس الوزراء ووزارة البيئة ولكن دون جدوى، لافتة إلى أن الأمر أصبح يسبب خطرا كبيرا على صحة المواطنين، مؤكدة أن الأطفال غير قادرين على تحمل الرائحة الكريهة التي تصدرها الشركة في أوقات النوم.

ومن ناحية أخرى، حصل القاهرة 24 على دراسة تقييم الأثر البيئي لمشروع الشركة المصرية للتكرير التي أجرتها الدكتورة شاكيناز طه، مستشار مركز البحوث والدراسات البيئية، وأستاذ الهندسة الكيميائية بجامعة القاهرة، وأكدت الدراسة أنّ المشروع ينتج 2 مليون طن سولار سنويًا، وأنّ المياه السطحية في ترعة الإسماعيلية التي تقوم الشركة بتصريف مخرجاتها فيها لا تتوافق مع المعايير المصرية، وأنّ الشركة ستصرف صرفًا صناعيًا يقدر بـ243.4 مترًا مكعبًا في الساعة، ويجري التصريف على منظومة الصرف الخاصة بالشركة المصرية للتكرير، المتصلة بترعة الإسماعيلية.

ارتفاع تركيزات الرصاص في المياه الجوفية

وأشارت الدراسة إلى ارتفاع تركيزات الرصاص في المياه الجوفية، وأنّ في ظل البيئة الصناعية الكائنة في منطقة المشروع، فإنّ التلوث الصناعي يوحي بأنّ تلوث التربة والمياه الجوفية محتمل، ويحتمل أن تكون هذه هي الحال مع الأرض الشمالية والجنوبية للمشروع.

مصنع الشركة المصرية للتكرير

وكشفت الدراسة أنّ تلوث الهواء بالمنطقة أعلى من المسموح به دوليًا، وقالت إنّ البيانات من محطتي مراقبة الهواء بمنطقة شبرا والتي تقع على بعد خمسة كيلومترات من المشروع وكذلك محطة قها، توضح التركيزات القصوى للملوثات بصفة مستمرة.

وتشمل البيانات لمحطة رصد شبرا الخيمة تركيزات ثاني أوكسيد الكبريت، بينما تشمل بيانات محطة رصد قها تركيزات ثاني أوكسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة، وتتجاوز متوسط التركيزات لثاني أوكسيد الكبريت التي جرى قياسها في كلّ الأوقات في محطة شبرا الخيمة، القيم التي تحددها المعايير المصرية والأوروبية ومعايير البنك الدولي، وكذلك متوسطات التركيزات لثاني أوكسيد النيتروجين مرتفعة بشكل ملحوظ في محطة قها بما يتجاوز المعايير المصرية ومعايير البنك الدولي لجودة الهواء، بينما يتجاوز المعدل اليومي لتركيز الجسيمات الدقيقة في محطة قها القيم التي تحددها المعايير المصرية والأوروبية لجودة الهواء.

مصنع الشركة المصرية للتكرير

وأوضحت الدراسة، أنّه جرى اختيار تسعة أماكن لجمع العينات السلبية والإيجابية في منطقة المشروع، مضيفة أنّ نتائج الجسيمات الدقيقة وثاني أوكسيد الكبريت تتجاوز معايير البنك الدولي والاتحاد الأوروبي.

إزعاج المواطنين والضوضاء تؤدي إلى التوتر والاكتئاب

أما الضوضاء المستمرة على المدى الطويل فهي بالإضافة إلى إزعاج المواطنين تؤدي إلى التوتر والاكتئاب، وتندرج ضمن إطار التلوث الضوضائي، إذ ذكرت الدراسة أنّ الضوضاء تعد مصدرًا إضافيًا رئيسيا للتلوث إلى جانب الأنشطة الصناعية.

الشركة المصرية للتكرير

ويقول أحمد هيكل، رئيس مجلس إدارة شركة القلعة القابضة وهي الشركة المالكة للمشروع، إنّ الفكرة الأساسية لمشروع الشركة المصرية للتكرير هو تكسير المازوت منخفض القيمة، وتحويله إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية مثل السولار والبنزين ووقود النفاثات والبوتاجاز، وهو ما سيسهم في خفض استيراد المنتجات البترولية، وتوفير العملة الأجنبية، بما يقرب من 600 مليون دولار إلى مليار دولار سنويًا.

 أحمد هيكل رئيس مجلس إدارة شركة القلعة القابضة وهي الشركة المالكة للمشروع

ويضيف أنّ المشروع يستهلك 3.5 ملايين طن من المازوت، و1.2 مليون طن من خام البترول، ويقوم بإنتاج 2.3 مليون طن سولار، و860 ألف طن بنزين، و80 ألف طن بوتوجاز.

قطر تساهم بأكثر من 27% من المشروع

وتساهم شركة قطر للبترول بأكثر من 362 مليون دولار، أي ما نسبته 27.9% من إجمالي حجم الاستثمارات بالشركة وفق بيان رسمي للشركة.

وشركة القلعة للاستشارات المالية قد افتتحت مشروع المصرية للتكرير بمنطقة مسطرد في محافظة القليوبية، في نهاية أكتوبر الماضي، وهو مشروع ضخم تعمل عليه منذ سنوات.

وأثار مشروع الشركة المصرية للتكرير موجة من الاحتجاجات الشعبية في البداية لآثاره البيئية الخطيرة على البيئة المحيطة وأطلق عليه اللجان الشعبية المدافعة عن البيئة بحي شرق شبرا الخيمة مشروع أجريوم مسطرد في إشارة لمشروع أجريوم دمياط الكندي، الذي تم إلغائه لآثاره البيئية الخطيرة على البيئة المحيطة خاصة غاز الكبريت وفق مصادر.

تابع مواقعنا