الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أجهزة سيادية تتدخل للإفراج عن صحفيي مدى مصر.. ماذا حدث في 36 ساعة؟! (التفاصيل الكاملة)

القاهرة 24
أخبار
الأحد 24/نوفمبر/2019 - 11:01 م

قضى صحفيو موقع “مدى مصر” قرابة 36 ساعة رهن الاحتجاز لدى جهات أمنية، بعد تفتيش مقر عملهم وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، قبل أن يتم إطلاق سراح 4 منهم، على رأسهم لينا عطا الله، رئيس تحرير الموقع.

 

القاهرة 24” ينشر التفاصيل الكاملة للأزمة متى بدأت وكيف ولماذا انتهت ومن الذي أنهاها؟

 

الواقعة بدأت حينما ألقت قوات الأمن القبض على شادي زلط، الصحفي بـ”مدى مصر”، فجر يوم السبت 23 نوفمبر، من منزله، بحسب البيان الصادر عن الموقع.

 

إطلاق سراح شادي زلط الصحفي بموقع “مدى مصر” (صورة)

 

وأضاف بيان “مدى مصر”، أن أجهزة الأمن صادرت الـ”لاب توب” الخاص بشادي زلط، قبل رحيلهم من منزله، إلا أنهم عادوا مرة أخرى طالبين هاتفه المحمول، وأخبروا زوجته أنه في طريقه إلى مديرية أمن الجيزة.

 

تلك الواقعة عجلت بإصدار بيان من لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، قالت فيه: “إن الجميع بات يدرك مدى قسوة الحصار المفروض على الصحافة، حتى أوشكت المهنة ذاتها أن تموت، بعد أن حاصرتها قبضة باطشة، وبعد أن باتت القيود خانقة بدرجة لا يمكن قبولها”.

 

لجنة الحريات تصدر بياناً بشأن التضييق على الصحفيين بعد القبض علي شادى زلط

 

وتابعت اللجنة: “إن القبض على الزميل شادي زلط، استكمالٌ لسياسة خنق كل الأصوات الحرة، فقد سبقه تقييد حرية زملاء آخرين لم يفعلوا أكثر من التمسك بممارسة عملهم الصحفي، أو إعلان رأيهم في الشأن العام، وهي حقوق كفلها لهم الدستور والقانون، بل هي واجبات فرضتها عليهم مهنتهم وانتماؤهم لها”.

 

وأكدت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، تضامنها مع شادي زلط، صحفي “مدى مصر”، وطالبت بسرعة الإفراج عنه، فضلًا عن الإفراج عن صحفيين آخرين.

 

الأحد لم يختلف كثيرًا عن السبت، إذ قال “مدى مصر” إن قوات أمن بزي مدني اقتحمت المقر الرئيسي للموقع في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرًا، واحتجزت الصحفيين العاملين به.

 

وكشف “مدى مصر”، أن قوات الأمن اقتادت لينا عطا الله، رئيس تحرير الموقع، والصحفيين، محمد حمامة، ورنا ممدوح، إلى قسم شرطة الدقي، قبل أن يتركوا الموقع ويعيدوا الهواتف المحمولة إلى أصحابها من صحفيي “مدى مصر”، بعد ثلاث ساعات من الاحتجاز.

 

كما اصطحبت قوات الأمن كلًا من إيان لوي، أمريكي الجنسية، وإيما سكولدنج، بريطانية الجنسية، إلى منزليهما، وسمع الموجودون الضابط يخبرهما بأنه يرغب في التأكد من هويتيهما بالاطلاع على جوازي السفر، بحسب “مدى مصر”.

 

ولفت القائمون على الموقع، إلى أن قوات الأمن استجوبت صحفييْن من قناة “فرانس 24″، تواجدا داخل المقر لإعداد تقرير عن القبض على شادي زلط، موضحين أن ممثلَيْن من السفارة الفرنسية حاولا الدخول إلى المكتب، للاطمئنان على مراسلي القناة الفرنسية، لمدة ساعة و تم منعهما.

 

وأردفوا: “وفي حوالي الساعة 4:30، ظهر المزيد من رجال الأمن وطلبوا من لينا عطا الله، ومحمد حمامة، ورنا ممدوح، الخروج من غرفة الأخبار وجمعوا أغراضهم، والتي شملت هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر الشخصية. وقال أحد أفراد الأمن بملابس مدنية لباقي الفريق، إن زملاءهم تم ترحيلهم إلى النيابة، ولم يجب على أي أسئلة توضح أية نيابة أو هويته أو هوية الجهة التي يتبعها”.

 

لم تمر سويعات حتى أطلق قوات الأمن، سراح شادي زلط، الصحفي بموقع “مدى مصر” بعد أكثر من 24 ساعة على احتجازه، ولحق ذلك إطلاق سراح لينا عطا الله، رئيس تحرير الموقع، والصحفيين رنا ممدوح، ومحمد حمامة، من قسم شرطة الدقي.

 

بدوره، تحرك ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، لإطلاق سراح صحفيي “مدى مصر” الذين ألقي القبض عليهم، مجريًا عدة اتصالات سياسية، بصفته نقيبًا للصحفيين من جهة، ورئيسًا للهيئة العامة للاستعلامات من جهة أخرى، خاصةً بعد احتجاز واستجواب صحفيين من جنسيات أجنبية.

 

مصدر سياسي مسئول قال لـ”القاهرة 24″، إن التقديرات التي تم رفعها للأجهزة السيادية، أوصت بأن يتم الإفراج الفوري عن صحفيي “مدى مصر” بعد ساعات من احتجازهم، وهم ما تم لاحقًا، مشيرًا إلى أن القبض على صحفيين مدى مصر واقتحام الموقع سبّبَ حرجًا للدولة، ويعكس أخبارًا غير إيجابية عن أوضاع الحريات بها، في وقت قرر فيه النظام الانفتاح وأخذ خطوات للإصلاح السياسي، وفي مجال الحريات العامة، بعد أحداث 20 سبتمبر وعبر عنها الكثير من المقربين من السلطة.

 

وتابع المصدر، تقدير الموقف الذي تم رفعه أفاد بأن ما تعرض له صحفيو “مدى مصر” يأتي بالتزامن مع قرب انعقاد منتدى شباب العالم، الذي تستضيف فيه مصر الآلاف من الشباب من كل دول العالم، ويرعاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مما قد يُعطي مؤشرًا سلبيًا عن المنتدى، وما يجري في مصر، وأنه يتعلق بشخص نجل الرئيس والمقدم أحمد شعبان الضابط بجهاز المخابرات العامة والمشرف على ملف الإعلام وتنظيم المنتدى، ويعطي انبطاعا حقيقى ويؤكد من ثم ما يتعرضان له من خطة شائعات ممنهجة وأخبار وحملات لجان إلكترونية تم رصدها، تورط فيها عسكريون سابقون وشخصيات أمنية، قالت إنه تم إبعادهما بعد سلسلة من الإخفاقات، فى حين أنها تضمنت مغالطات كبيرة واتهامات ليس لها صدى في الواقع، بحسب قوله.

 

الإفراج عن لينا عطا الله ورنا ممدوح ومحمد حمامة الصحفيين بموقع “مدى مصر”

 

ودلل المصدر، بما نشرته إحدى قيادات حملة تمرد سابقًا على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، بأنها تلقت روابط إلكترونية وأخبار ضد المقدم أحمد شعبان تصفه باستغلال نفوذه وتكسبه ماديًا وتحصله على رشاوى وعمولات وقضايا أخلاقية أخرى، كان وراءها العميد محمد سمير، المتحدث الرسمي السابق للقوات المسلحة، وهو ما تم رصده، بالإضافة إلى حملات أخرى تقودها شخصيات وجهات معلومة لديه أيضًا.

 

وختم المصدر كلامه بعبارة: “ما جرى قرصة أذن كان لابد منها.. هناك دائمًا خطوط حمراء لما ينشر عن الأجهزة الأمنية والسيادية.. موقع مدى مصر توقع أنه في حصانة دائمة بسبب الاهتمام الخارجي بما ينشره، لكن لكل شيء حد”.

 

ما قاله المصدر السياسي تطابق أيضًا إلى حد كبير مع رواية كشفها مصدر سيادي رفيع المستوى، وهي أنه تم إبلاغ جهازين أمنيين بأن القبض والاقتحام يعني رسالة واحدة، أن خبر إبعاد محمود السيسي – نجل الرئيس – إلى الخارج هو السبب في ما جرى وبالتالي يضر أكثر ما يفيد، بخلاف أن الخبر تضمن معلومات غير صحيحة، وهذه الإجراءات تثبتها ولا تنفيها، وهو ما اقتنع به المسئولون عن الجهازين وتوافق مع رغبة نجل الرئيس، الذي أبلغ رفضه لاستخدام اسمه للقبض على صحفيين.

 

من جانبه، قال ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، إن احتجاز الصحفيين أمر مضر للغاية لسمعة مصر وما يجري حاليًا بها من إصلاحات وتغيرات واسعة النطاق.

 

وأضاف نقيب الصحفيين، أنه تحدث مع لينا عطا الله، رئيس تحرير “مدى مصر”، وأطلعها أن الأمر لا يتعلق بحرية النشر، وإنما يتعلق بتناول معلومات وأخبار بشأن جهات عسكرية وسيادية حساسة، وهو الأمر الذي يحظره القانون المصري.

 

وأشار “رشوان”، إلى أنه كان من الممكن تحريك قضية بشأن تناول معلومات حول تلك الجهات وفق قانون الإجراءات الجنائية وقانون العقوبات، إلا أن ذلك لم يتم، مبينًا أن الدولة ليس لديها تحفظ حول ما ينشره “مدى مصر” ولا تعترض على شيء والدليل، ما نُشر في ذات الموقع مرات عديدة خلال الفترة الماضية، لافتًا إلى أن “عطا الله” أبدت تفهمها للأمر.

 

على الجانب الآخر من تلك الساعات التي شهدت أزمة “مدى مصر”، علم “القاهرة 24” أن نقيب الصحفيين اعترض على البيان الصادر عن لجنة الحريات بالنقابة بسبب عدم الرجوع إليه وعرضه عليه، مبينًا أن سبب اعتراضه، إمكانية استغلال مثل تلك البيانات سياسيًا وتضمنها لأمور تتحرك فيها النقابة بشكل فعّال، وتجري فيها محاولات مع الدولة بشكل أثمر عن نتائج إيجابية.

 

بيان لجنة الحريات، قال إن هناك حصارًا مفروضًا على الصحافة، حتى أوشكت المهنة ذاتها أن تموت، مشيرًا إلى أن التضييق المفروض على الصحفيين وصل إلى إحالة زملاء للتحقيق وإيقافهم عن العمل لمجرد استخدام حقهم القانوني في إعلان رأيهم في قضايا عامة.

 

واختتم البيان: “افتحوا نوافذ الحرية للصحافة، وأفرجوا عن الصحفيين، فالصحافة بلا حرية تموت، وحق الصحفيين في كشف كل صور الفساد والانحراف وفي نشر الحقيقة هو دور وطني أصيل، منحه لهم الدستور والقانون، وسيظل الصحفيون يدافعون عن حقهم في ممارسة عملهم رغم الخوف والحصار والتضييق”.

 

عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين ولجنة الحريات، أوضح أن نقيب الصحفيين هو المشرف على اللجنة، كاشفًا تفاصيل الساعات الماضية.

 

ونوّه “بدر” في تصريحات لـ”القاهرة 24″، على أن البيان الصادر عن لجنة الحريات كان عاجلًا لمناقشة موقف طارئ تعرّض له صحفيو “مدى مصر”، مبينًا أن ضياء رشوان هو المشرف على اللجنة، ولكن هناك مساحة من المرونة لديه أن يصدر بيانات على حسب الحدث وطبيعته وما إذا كان عاجلًا.

 

وأكد عضو لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، أن “رشوان” تدخل وبذل جهدًا كبيرًا للإفراج عن صحفيي “مدى مصر”، مشددًا أن النقيب أجرى اتصالات عديدة بأجهزة الدولة، والتي تكللت بالنجاح.

 

وألمح “بدر”، إلى أن الاتهامات الموجهة لـ”مدى مصر” تتعلق بنشر صحفي، مبينًا أن الاتهامات في النشر أو المخالفات المهنية مكانها نقابة الصحفيين وليست النيابة العامة.

 

من جهة أخرى، قال عضو بمجلس نقابة الصحفيين، اشترط عدم ذكر اسمه، إن لينا تواصلت مع نقيب الصحفيين، وطلبت منه التدخل والتوسط لدى الأجهزة الأمنية وإخلاء سبيل زلط لأنه ليس طرفًا في نشر الخبر الذي أثار الأزمة، وأنها هي المسئولة بصفتها رئيس التحرير عن كل ما ينشر بالموقع خاصةً المحتوى الذي لا يحمل اسم محررين.

 

وتواصل “القاهرة 24” مع لينا عطا الله أكثر من 5 مرات عبر المكالمات الهاتفية والرسائل النصية وتطبيق “الواتس آب” للحصول على تعليق منها بشأن ما جرى اليوم من تفاصيل الاقتحام والقبض ثم إطلاق السراح، لكن دون رد حتى تاريخ نشر هذا التقرير.

تابع مواقعنا