الثلاثاء 16 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صنع في ووهان.. “القاهرة 24” يتتبع مسار كمامات الوقاية من كورونا فى مصر (تحقيق)

القاهرة 24
أخبار
الخميس 06/فبراير/2020 - 10:45 م

يومٌ واحدٌ على نهاية معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهو ما حفز أسرة طارق محمد من منطقة بولاق الدكرور، في القاهرة لمحاولة اغتنام فرصة حضور الحدث الثقافي الأهم، إلا أن رحلتهم التي كانوا على أوج استعدادهم لها كان ينقصها ما حذر منه أطباء تابعوا الحالة الصحية للأسرة، وأوصوا بضرورة عدم الذهاب لتجمعات إلا بارتداء الكمامة خاصة مع أخبار انتشار فيروس كورونا الجديد في العالم، بالتزامن مع عودة عشرات المصريين من الصين مركز نقل الفيروس للعالم.

جولة طارق على المكان الشهير لشراء الكمامات بدأت مع منطقة قصر العيني، المعروفة ببيع الأدوية الطبية، ومع مرور ساعات لم يتمكن رب الأسرة المصرية من شراء كمامة N95 المخصصة للوقاية من فيروس كورونا الجديد، وخلو السوق منها، ما أدى إلى عدم حضوره فعاليات المعرض.

“شعبة الأدوية”: مصر تستورد 60 مليون كمامة من الصين سنويًا (خاص)

عدم قدرة أسرة طارق من شراء كمامة للوقاية، يحاول “القاهرة 24″، الإجابة عنه في هذا التحقيق الميداني الذي يشير إلى خلو السوق المصري من الكمامات المخصصة للوقاية من فيروس كورونا الجديد عن طريق عمليات شراء مشبوهة لتجار صينيين، في الوقت الذي تنتشر فيه الكمامات الصينية المصنعة في مدينة ووهان الموبوءة بفيروس كورونا الجديد.

كمامات من ووهان الصينية في الأسواق المصرية

كمامات من ووهان الصينية في الأسواق المصرية

ما أن تطأ قدمك شارع قصر العيني، حتى يمكنك أن تدرك مدى الأزمة التي أصبحت في مصر في الفترة الأخيرة على صعيد نفاذ الكمامات الطبية، هكذا يروي الزيني إبراهيم أحد أقدم تجار الأدوية الطبية في الشارع الشهير، حيث تعمل جماعات صينية على شراء الكمامات عالية الجودة سواء الـN95 أو 3M وتقوم بتصديرها عبر المستوردين المصريين نفسهم إلى الصين مرة أخرى، مع الأزمة الكبرى التي تضرب الصين بسبب فيروس كورونا الجديد، بينما يستغل الباعة المصريين الأمر لارتفاع سعر البيع بشكل كبير.

شعبة الأدوية: مصر تستورد كمامات فيروس كورونا من الصين (خاص)

وكالة “شينخوا” الصينية، ذكرت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، أنّ إجمالي إنتاج الأقنعة في الصين تجاوز 10 ملايين قطعة يوميا، فيما وصل إنتاج الأقنعة من طراز N 95، التي تقدم أفضل حماية ضد فيروس كورونا الجديد المنتشر، إلى 600 ألف قطعة يوميا، ورغم ذلك تناشد الحكومة الصينية لتوفير أقنعة لمواجهة الفيروس.

كمامات من ووهان الصينية في الأسواق المصرية

كمامات من ووهان الصينية في الأسواق المصرية

الزيني يشير لـ”القاهرة 24″ أن المنتجات الصينية نفسها يهرب منها الصينيون الذين يستولون على الكمامات عالية الجودة، وعلى الرغم من ذلك أصبح سعرها في السوق المصري 80 جنيها بعدما كان 20 فقط للعبوة كاملة، قبل الأزمة الأخيرة، قائلا: “الموضوع خطير، تخيل الأزمة دخلت مصر هيبقى الوضع أيه، الكمامات كلها صيني ومن ووهان لكن النضيف نفسه اتباع كله ومفيش منه دلوقتي”.

موقع صيني: مصر تساعد الصين بـ35 ألف كمامة لمواجهة فيروس كورونا (صور)

دكتور طه عبد الحميد، أستاذ الصدرية في جامعة طب الأزهر أشار بدوره إلى أن الكمامات في حد ذاتها يمكن أن تكون الواقي من فيروس كورونا الجديد أو أي من الفيروسات، خاصة أنها لديها فتحات وبالتالي يمكن من خلالها دخول الرزاز العامل الأول في نقل عدوى فيروس كورونا الجديد، والذي تم إثبات أنه ينتقل عبر الرزاز ما يعد أخطر شيء يميزه عن الفيروسات الأخرى، في المقابل أوضح أن احتمالية تلوث المنتجات الطبية الواردة من مدينة ووهان الصينية مركز الفيروس القاتل ضعيفة لكن لا يمكن اعتبارها غير موجودة.

كمامات من ووهان الصينية في الأسواق المصرية

كمامات من ووهان الصينية في الأسواق المصرية

وأضاف عبد الحميد لـ”القاهرة 24″ أن منع تصدير أدوات الوقاية أمر في غاية الأهمية، خاصة أن العالم في حالة طوارئ طبية بإعلان من منظمة الصحة العالمية، والتي اعتبرت أن الفيروس الجديد أصبح انتشاره فائقًا للحد الذي يمكن مواجهته بشكل منفرد من قبل الصين، ومن ثم يجب اتخاذ إجراءات الرقابة اللازمة على منافذ الدواء والبيع لهذه الأدوية التي قد تصبح أزمة حادة للدولة المصرية في حال عدم التحرك سريعا، بينما الصينيون يصدرونها إلى بلادهم والتي تواجه أزمة حادة هذه الأيام بسبب الاستهلاك الكبير للكمامات.

كمامات من ووهان

أصدرت السلطات الصينية تعليمات لملايين الأشخاص، سكان مقاطعتي هوبي وجيجيانغ، بأنه يُسمح لشخص واحد فقط من كل أسرة، بالخروج من المنزل مرة واحدة كل يومين لشراء المتطلبات الضرورية، جرى تحويل 11 موقعا عاما إلى مراكز علاج مؤقتة، لكن مسؤولا رسميا في مدينة ووهان حذر، الأربعاء من أنه لا يزال هناك نقص في الأسِرَّة والمعدات الطبية، وقال إن السلطات تتطلع إلى تحويل المزيد من الفنادق والمدارس في المدينة إلى مراكز علاج.

نقل الأسرة والمراكز الطبية من ووهان مركز الفيروس الجديد، خوفًا من تسربه للمعدات ومن ثم زيادة كبيرة في الإصابات، لم يكن مانعًا من أن يكون أحد أهم وسائل الوقاية من الفيروس “الكمامة” الموجودة في السوق من نفس المدينة، فيقول “أسامة” أحد مستوردي المواد الطبية إن كافة الكمامات عالية الجودة أصبحت غير موجودة في السوق، الـ3M أصبح موجودًا بنسبة 10% فقط، بينما زاد المنتج المصري بنسبة 500%، ومن ثم صغار المستوردين ليس أمامهم سوى الصيني حتى لو كان من ووهان خاصة أن المستورد الكبير يقنع الجميع أن تاريخ الاستيراد سابق بمدة كبيرة عن انتشار الفيروس في الصين، وبالتالي نقوم بالاستيراد والبيع، في الوقت الذي يحصل المواطن المصري على المنتج الصيني، يدفع الصينيون أموال طائلة للاستيلاء على الأنواع الآخرى وتصديرها لبلادهم.

طرق غير رسمية

إنهم يهربون الكمامات عبر طرقا غير رسمية، ومن ثم تفشل الدولة في مواجهتهم بسبب عدم قدرتها على ضبط كافة الطرق والأسواق، ما يتسبب في تفريغ السوق إلا من الكمامات التي سبق استيرادها من مدينة ووهان الصينية كواحدة من أكبر المصدرين للكمامات الواقية في العالم، هكذا قال الدكتور علي عوف نائب رئيس شعبة الأدوية في الغرف التجارية، حيث شدد على ضرورة مراقبة الشركات والمصانع المتخصصة في القصر العيني والصيدليات الكبرى ومنعهم من بيع بكميات كبرى من الأساس لضبط الأسواق التي تشح بالفعل من وجود كمامات طبية.

هنا النّجيلة.. ماذا يحدث في المدينة المخصصة لعلاج العائدين من ووهان؟ (خاص)

عوف أضاف لـ”القاهرة 24″ أن الصين طلبت من أحد هذه المصانع توريد 145 مليون كمامة، وهو الأمر المستحيل مع استخدام مصر سنويا حوالي 300 مليون كمامة، بينما لا يتم إنتاج سوى مليون ونصف إلى 2 مليون كمامة في المصانع المصرية، بينما يتم الاعتماد بشكل كبير على الاستيراد من الصين والهند، وفي مرتبة ثانية الولايات المتحدة الأمريكية وتايلاند وبريطانيا.

غير قانوني

اللواء إسماعيل جابر، رئيس هيئة الرقابة على الصادرات والواردات أشار بدوره إلى أن القانون يسمح بتصدير المنتج المصري لأي كميات، ولا يوجد ما يسمى بتصدير منتج تم استيراده من دولة وتصديره إليها مرة أخرى، وإنما يقوم منتج مصري بتصدير كميات إلى أي دولة بناء على الرسوم واللوائح المنصوص عليها، فيما يتعلق بالتصدير والاستيراد، مشيرا إلى أنه لم يلحظ مخالفات في هذا الصدد.

وأضاف جابر لـ”القاهرة 24″ أنه لم يصل إليه بلاغات بخصوص ما ورد من تصدير صينيين كميات من الكمامات الواقية إلى بلادهم، خاصة وأن الأمر غير قانوني، بينما ينص القانون على ما أشار عليه سابقا، مشيرا إلى أنه لا توجد أزمة إلى هذه اللحظة أو إجراءات جديدة في هذا الصدد مما يشار إليه.

“الصحة العالمية” تكشف مدى التزام مصر بإجراءات مواجهة فيروس كورونا (خاص)

لكن “أسامة” المستورد المصري الذي تحدث لـ”القاهرة 24″ أكد أن الأمر يعد بمثابة كسب ليس اكثر بالنسبة للتجار، طالبا بفرض رقابة على الأسواق نفسها وليس مجرد الجمارك وغيرها، وإنما يجب أن يكون رقابة عامة مع وجود الأزمة الأخيرة، والتي تبقى بعيدة عن مصر حتى هذه اللحظة، لكن قد تسوء الأمور في وقت لاحق.

الحق في الدواء

قال محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، إنهم رصدوا عمليات، تقوم بها جماعات غير معروفة، تجمع الكمامات الخاصة بالوقاية من السوق، في الوقت الذي تقوم فيه ببيعها وتصديرها للصين.

كمامات من ووهان الصينية في الأسواق المصرية

كمامات من ووهان الصينية في الأسواق المصرية

وأضاف فؤاد لـ”القاهرة 24“، أن جماعات أجنبية ومصرية تتولى هذه العملية، ما أدى إلى ارتفاع سعرها في السوق إلى 15 ضعف السعر العادي، حيث وصل إلى 370 جنيها مصريا في سوق شرق آسيا.

رد رسمي

قال المستشار نادر سعد المتحدث باسم مجلس الوزراء أن ما يتردد حول أزمة أزمة الكمامات في مصر، هى مشكلة مفتعلة. فالإنتاج المحلى، إلى جانب ما تستورده مصر من كمامات يغطى الطلب المحلى ويفيض، هذا بالإضافة إلى عدم الحاجة لارتدائها حالياً لأن مصر لم لا تزال خالية تماماً من فيروس كورونا، مضيفاً أن الكمامات تكون لازمة فى حالة ظهور الفيروس، وحتى فى هذه الحالة يتم ارتداؤها فى الأماكن المزدحمة والمغلقة.

منظمة الصحة العالمية تكشف لـ”القاهرة 24″ حقيقة التوصل لعلاج فيروس كورونا

 

وأضاف المتحدث الرسمي في تصريحات خاصة، أن كمامات مصر التي يتم تصديرها للصين لن تحل الأزمة هناك، فمصر تنتج نحو 60 إلى 80 مليون كمامة سنوياً، بينما إنتاج الصين فى الظروف الطبيعية يبلغ 20 مليون كمامة يوميا.

وقال “سعد” إن الصين طلبت بالفعل كمامات من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية ومن بعض الدول المجاورة لها، واعتبر المتحدث باسم مجلس الوزراء أن التكالب على شراء الكمامات في مصر أو تخزينها غير مطلوب، وسيؤدي لارتفاع أسعارها بلا مبرر.

في الوقت نفسه، حاول “القاهرة 24″، التواصل مع المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مجاهد عبر عدة وسائل للاتصال، إلا أنه لم يتوفر لنا رد على مكالماتنا حول الموضوع حتى وقت نشر الموضوع.

أول تغريدة لوزيرة الصحة على تويتر.. ماذا قالت عن فيروس كورونا ؟ (صورة)

تابع مواقعنا