“أول يوم في العزل”.. قصص خاصة للمشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا (صور)

الأحد 09/فبراير/2020 - 02:20 م

طفل لم يكمل شهرين يبكي دون انقطاع؛ لارتفاع في درجة حرارته ورشح شديد لا يتوقف، ما دفع الوالدين للجري إلى أقرب مستشفى بالاسكندرية؛ للتعرف على حالته الصحية، “يوسف” الذي جاء بعد صبر 3 سنوات، أخبرهم الطبيب عنه في النهاية أن تشخصيه اشتباه في الإصابة بفيروس كورونا، الأمر الذي جعلهم ينتظرون اليوم الأول بعد أخذ عينة الدم للتأكد من تشخيص المستشفى الذي كان وقعه كالموت على رؤوسهم.

مصري عائد من ووهان يكشف حقيقة إصابة مصريين بـ”كورونا” من العائدين اليوم (خاص)

يقول الدكتور علاء عثمان، وكيل مديرية الصحة بمحافظة الإسكندرية، إن الطفل كان مصابا بفيروس كورونا من نوع Oc43 وهو أحد أنواع الإنفلونزا الموسمية العادية، وليس له علاقة بفيروس كورونا الجديد، لكن كإجراء طبيعي يخضع المشتبه في إصابته بالفيروس لمتابعة دقيقة في أول يوم في العزل، حيث يساعد الأمر على ضبط نتائج العينة، ومن ثم ضمان نتائجها قدر الإمكان، خاصة مع الهواجس التي تطال أهل المريض في اليوم الأول من إعلامهم.

أول يوم في العزل لم يكن طبيعيًا لسيدة تبلغ من العمر عتيًا، قررت أن تؤدي ما يمكن أن يجعل محلها في الجنة محفوظًا، وخلال عودتها من بيت الله الحرام، وأثناء مرورها بالحجر الطبي في الإسماعيلية قبل دقائق من لقاءئها بأهلها، قرر المستشفى حجرها، تقول السيدة لـ”القاهرة 24″ إن الأمر كان بمثابة الموت بالنسبة لها، لم تكن تتخيل أن الرحلة التي حلمت بها منذ طفولتها تكن السبب الأول لإصابتها بفيروس كورونا الجديد.

يوم واحد فقط في العزل، وأكد بعدها الدكتور سعيد السقعان، وكيل مديرية الصحة في الإسماعيلية، أن الأمر يتم باحترافية كبيرة، حيث يتم قياس درجات الحرارة بشكل متتابع، والحصول على عينة دم لتحليلها والحصول على نتيجة، وفي النهاية ظهرت سلبية، بعدها يكون الأمر طبيعيا فيستمر قياس الحرارة يوميا، وتقديم وجبات طعام بشكل منتظم للمريض حتى تنتهي فترة ارتفاع درجة الحرارة لديه، مشيرًا إلى أن هناك غرفة عمليات بمديرية الصحة تعمل طوال 24 ساعة لرصد أي أعراض أو إصابات.

صنع في ووهان.. “القاهرة 24” يتتبع مسار كمامات الوقاية من كورونا فى مصر (تحقيق)

300 شخص في الحجر الطبي بأحد فنادق مدينة النجيلة بمحافظة مرسى مطروح، من المقرر أن يبقوا في الحجر لمدة 14 يوما كاملة، وعلى الرغم من مرور الأيام، فإن اليوم الأول كان الأصعب حسب الدكتور محمد نجاح أحد المصريين العائدين من مدينة ووهان الصينية، حيث تم المرور على الحجر الطبي عدة مرات، والحصول على عينة دم، والتسكين في الغرف المخصصة لكل شخص منعا لانتقال العدوى في حال وجودها، بالتأكيد لا أحد يحب الأكل الموضوع وفقا لروشتة طبية حسب حديثه.

يقول نجاح إن حالة الرعب التي يعيشها الشخص في البداية سببها أنه ينتظر نتيجة مجهولة، فيمكن أن تأتي طبيعية وتستمر الحياة، وإما أن يكون مصابا فيصبح أكثر الأشخاص المبنوذين في العالم، على الرغم من ذلك يؤكد العائد من مدينة ووهان أن التعامل في الفندق رائع ويتم بشكل دوري من المسؤولين من الدولة، والذين يقدمون كل الخدمات التي من شأنها إراحة المحجوزين، لكن أول يوم في العزل لا يمكن أن يخرج من الذاكرة.