السبت 06 ديسمبر 2025
المشرف العام
محمود المملوك
المشرف العام
محمود المملوك
رئيس التحرير
مروان قراعة

الدكتور وليد خضراوي: مستقبل مصر واعد في إنتاج الهيدروجين الأبيض والذهبي.. وستتحول لمركز إقليمي لتصديره

الدكتور وليد خضراوي
الدكتور وليد خضراوي

قدم الدكتور وليد خضراوي الأستاذ بكلية الهندسة بشبرا، بحثا عن أهمية استخدام الهيدروجين كأحد الحلول الواعدة للطاقة البديلة والآمنة، وذلك ومع تزايد الاهتمام بالهيدروجين الأخضر المستخلص من المياه باستخدام الكهرباء المتجددة، حيث يظهر الهيدروجين الذهبي أو الأبيض، كخيار مميز لمستقبل مصر في قطاع الطاقة، ويأتي ذلك في ظل التحديات البيئية العالمية والبحث المستمر عن مصادر طاقة نظيفة ومستدامة.

الهيدروجين الأخضر 

وكشف البحث الذي قدمه الدكتور وليد خضراوي، أن إنتاج الهيدروجين الذهبي، يتم باستخدام عمليات كيميائية تعتمد على الغاز الطبيعي والبخار في عملية تُعرف بـ إعادة تشكيل الميثان البخاري، حيث يتم إنتاج الهيدروجين إلى جانب الكربون الذي يتم عزله وتخزينه أو استخدامه في صناعات أخرى، موضحا أن هذه التقنية تسمح بإنتاج الهيدروجين بتكلفة أقل مقارنة بالهيدروجين الأخضر، مما يجعلها خيارًا جذابًا في الفترة الانتقالية نحو طاقة نظيفة.

وأكد خضراوي في بحثه، أن مصر تتمتع بإمكانيات كبيرة في هذا المجال، بفضل مواردها الطبيعية والبنية التحتية القوية في مجال الغاز الطبيعي، كما أن موقعها الجغرافي الاستراتيجي يجعلها مركزًا محتملًا لتصدير الهيدروجين إلى أوروبا وآسيا، مما يعزز من قدراتها الاقتصادية والتنافسية على الساحة العالمية. 

وأوضح أن مصر تستثمر حاليًا حوالي 40 مليار دولار في مشاريع الهيدروجين الأخضر خلال العشر سنوات القادمة، وتعتزم تطوير قدرات إنتاجية تصل إلى 11.62 جيجاواط بحلول عام 2035، لافتا إلى أن هذه الاستثمارات الضخمة تشمل توقيع عدة مذكرات تفاهم واتفاقيات إطار مع مطورين دوليين في مجالات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة في منطقة قناة السويس الاقتصادية.

وتابع: طاقة الجيوثيرمال "الحرارية الجوفية"، تعد من مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة التي تمتلك مصر إمكانيات هائلة لتطويرها. تعتمد هذه التقنية على استغلال الحرارة الناتجة من باطن الأرض لتوليد الكهرباء أو لتدفئة المنازل والمنشآت الصناعية.

وشدد على أن مصر بجيولوجيا متنوعة تجعلها موقعًا ملائمًا لاستغلال طاقة الجيوثيرمال، خاصة في مناطق مثل خليج السويس وجنوب سيناء، وهذه المناطق تحتوي على مصادر حرارية طبيعية يمكن استخدامها لتوليد الطاقة بفعالية عالية وبتكلفة منخفضة نسبيًا، وفقًا للدراسات، فإن منطقة خليج السويس وحدها تتمتع بإمكانيات حرارية تصل إلى عدة جيجاواط.

وأشار إلى أن الفوائد الاقتصادية والبيئية للاستثمار في طاقة الجيوثيرمال يحمل العديد من الفوائد، الاستدامة والتي  تعتبر طاقة الجيوثيرمال مصدرًا مستدامًا للطاقة يمكن أن يعمل على مدار الساعة بغض النظر عن الظروف الجوية.

وأضاف إليها تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري حيث يمكن لهذه الطاقة أن تقلل من اعتماد مصر على الوقود الأحفوري، مما يساهم في خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء، وكذلك الفرص الاقتصادية والتي يمكن لتطوير هذا القطاع أن يخلق فرص عمل جديدة ويعزز الاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية.

واستكمل: التحديات والآفاق المستقبلية والتي رغم الإمكانيات الكبيرة، هناك بعض التحديات التي تواجه مصر في تطوير قطاعي الهيدروجين الذهبي وطاقة الجيوثيرمال، وتتطلب هذه الصناعات استثمارات ضخمة في البحث والتطوير والبنية التحتية، بالإضافة إلى الحاجة إلى سياسات حكومية داعمة وتشريعات ملائمة، لافتا إلى أن التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتوجيه الاستثمارات نحو التكنولوجيا والبنية التحتية، يمكن أن يعزز من قدرة مصر على تحقيق أهدافها في هذا المجال. كما أن الدعم الدولي والمشاركة في المبادرات العالمية للطاقة النظيفة يمكن أن يساعد مصر في تجاوز هذه التحديات. وفقًا لخبراء الطاقة، يمكن لمصر الاستفادة من موقعها الجغرافي الفريد لتكون مركزًا لتصدير الطاقة النظيفة إلى أوروبا وآسيا، مما يفتح أبوابًا جديدة للاستثمار والتعاون الدولي.

ونوه الدكتور وليد خضراوي، بأن مستقبل مصر في مجالي الهيدروجين الذهبي والأبيض وطاقة الجيوثيرمال يحمل الكثير من الأمل والفرص، من خلال الاستفادة من مواردها الطبيعية وموقعها الجغرافي، يمكن لمصر أن تصبح رائدة في مجال الطاقة النظيفة والمستدامة، مما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة، بالتالي، فإن الاستثمار في هذه المجالات يمكن أن يعزز من مكانة مصر العالمية ويحقق فوائد اقتصادية وبيئية مستدامة.

واختتم بحثه بأن الاستثمار في التكنولوجيا والبحث والتطوير، إلى جانب الشراكات الدولية، يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحقيق هذه الرؤية المستقبلية. وبتحقيق هذا الهدف، يمكن لمصر أن تكون نموذجًا يُحتذى به في التحول نحو الطاقة النظيفة والاستدامة البيئية، مما يجعلها في طليعة الدول التي تقود التحول نحو مستقبل أكثر استدامة.