قُيدت غش ونصب.. القصة الكاملة لقضية مزارعي صنف طماطم 023 (مستندات)
يعاني مزارعوا الطماطم المتضررون من صنف الطماطم 023، من أزمة تسببت في خسائر كبيرة لعشرات المزارعين خلال الموسم الماضي، في ظل عدم وجود أي تحرك من وزارة الزراعة لحمايتهم سوى تقرير كشف عن وجود أزمة في هذا الصنف.
“نصب وغش”.. هكذا قيدت نيابة وادي النطرون محاضر مزارعو الطماطم المتضررون من الصنف 023 الخاص بأحد الشركات الخاصة، حسب مستندات حصل عليها “القاهرة 24” والتي تكشف عن تقدم عشرات المزارعين بقضايا ضد الشركة المستوردة، بعد التسبب في دمار زراعاتهم بصورة كبيرة.
في صحراء وادي النطرون وأمام محكمة ونيابة وادي النطرون، يرفع مزارعو الطماطم من المتضريين علامات النصر على أمل أن ينصرهم القضاء في معركتهم ضد الشركة المستوردة، بعد أن تخلت عنهم وزارة الزراعة المسئول الأول عن الرقابة وتسجيل هذا الصنف من الطماطم.
400 مزارع من محافظات كفر الشيخ والفيوم والبحيرة، تقدموا بمحاضر ضد الشركة للحصول على تعويض نظير خسائرهم التي وصلت إلى ملايين الجنيهات، حسب ما ذكر أحمد عمار أحد مزارعي الطماطم المتضريين من الصنف، مضيفا “منتظرين حكم القضاء وعشمنا أن يحسم القضاء الموقف لصالح الفلاح”.
ويشير في تصريحات لـ “القاهرة 24″، أن محامي شركة جعارة مستوردة صنف الطماطم 023، طلب تأجيل الحكم لاطول فترة ممكنة في الجلسة التي عقدت في بداية شهر مارس، بحجة الإطلاع على الأوراق الخاصة بالقضية.
عمار قال، إن الشركة سوقت الصنف للمزارعين على أساس أنه مقاوم والحقيقة عكس ذلك، فحسب تقرير وزارة الزراعة فإن هذا الصنف غير مقاوم والشركة مدانة والفلاح صاحب “حق”، مضيفًا أنه على الرغم من اعتراف وزارة الزراعة بحق المزارعين وإدانة الشركة، لكن الوزارة لم تأخذ إجراء لصالح الفلاحين، واكتفت بتحويل الأمر للقضاء.
أوضح أيضًا، أن الوزارة أعلنت بعد إعلان نتائج اللجان المسئولة عن فحص الصنف، عن حظر استيراد هذا الصنف مرة أخرى إلا بعد إعادة تقييمه، لكنها فتحت الباب لاستيراده من الشركة في الموسم التالي على أساس أنه صنف غير مقاوم.
وحصلت “القاهرة 24” على “البورشور” الخاص بالصنف الذي توزعه الشركة، خلال عرضه في مؤخرا في معرض صحاري الدولي، وظهر فيه حذف جملة أن الصنف مقاوم للفيروس TYLCV، وهو يعد اعترافا من الشركة بأن الصنف العادى وغير مقاوم، بالإضافة إلى تعديل مواعيد الزراعة، لتكون الزراعة فى مارس وابريل ومايو فقط“.
الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي بوزارة الزراعة، قال في تصريحات خاصة لـ “القاهرة 24″، إن السماح باستيراد بذور طماطم 023 ليس مخالفًا، موضحًا أنه تم استيراده على أساس أنه نوع حساس وليس مقاوما للفيروس، مؤكدًا أن هناك العديد من الأصناف المسجلة الغير مقاومة، وأن المقاومة ليس شرطًا أساسيًا من شروط الاستيراد.
وأضاف العطار، أنه لا يوجود ما يسمى بالبذور الفاسدة، ولكن هناك بذور تقاوم الفيروس وبذور لا تقاوم، مشيرًا إلى أن الأزمة التي حدثت بسبب هذا النوع، كانت بسبب أنه يُباع على أساس أنه نوع “مقاوم” وليس حساس، مضيفًا: “لكن الآن يتم تسويقه للمزارعين على أنه غير مقاوم للفيروس كالعديد من الأصناف الأخرى، لأنه فقد قدرته على مقاومة الفيروس”.
وأكد أن وزارة الزراعة، قررت أن يكون هناك تعهدات من قبل الشركات على مواصفات البذور التي تستوردها، سواء كانت مقاومة أو حساسة، على أن تتحمل الشركات وفقا للتعهد أي خطأ أو أمراض وبائية تضر الفلاح، تنتج عن الأصناف التي تبيعها للمزارعين، مؤكدًا أن هذا شرط رئيسي لاستيراد البذور الآن رغم وجود اعتراضات من العديد من الشركات المستوردة عليه.
وأشار العطار، إلى أن هناك بعض التجار والشركات الأخرى التي تتناول الأمر بطريقة غير صحيحة، لتشويه صورة الشركة التي كانت سببا في الأزمة السابقة الخاصة بهذا الصنف، مؤكدًا أن طرف محايد ويعمل لصالح المزارعين، مضيفًا: “والمزارع يشتري اللي يعجبه، ليس مجبرا على شراء هذا الصنف”.
وأوضح، أن هذا الصنف أصبح ضمن الأصناف الحساسة لأنه غير مقاوم للفيروس ومقاومته انكسرت، مضيفا “الفلاح يشتريه على أنه حساس”.
