كنت جعان.. فيديو لـ بلوجر يطارد طفلًا سرق قطعة باتيه يثير الجدل على السوشيال ميديا
في واقعة أثارت استياءً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض البلوجر المعروف باسم محمد عربي لموجة من الانتقادات الحادة، بعد نشره مقطع فيديو تمثيلي يُظهر فيه مطاردة لطفل لا يتجاوز عمره عشر سنوات، بتهمة سرقة قطعة باتيه من أحد المخابز، ليتضح لاحقًا أن الطفل لم يكن سوى جائع يبحث عن لقمة تسد رمقه.
فيديو لـ بلوجر يطارد طفلًا سرق قطعة باتيه
في المشهد التمثيلي، الذي صُوِّر بكاميرا مُثبتة على دراجة نارية، يظهر الطفل وهو يخبئ قطعة المعجنات في جيب ترينجٍ ممزق، محاولًا الهرب، ليطارده البلوجر كأنما ارتكب جريمة كبرىـ وعند الإمساك به، يواجهه أمام الكاميرا، مطالبًا إيّاه بإخراج ما في جيبه.

والطفل المرتبك، وقد غلب عليه الذهول والخجل، لم يجد شيئًا ليقوله سوى جملة واحدة، كررها بنبرة منكسرة، كنت جعان.
والفيديو لم يتوقف عند هذا الحد، حيث اصطحب البلوجر الطفل إلى المخبز أمام عدسة الكاميرا، حيث بدأ بمحاولة تلقينه درسًا أخلاقيًا عن الحلال والحرام، بينما تفاعل صاحب المخبز بهدوء مؤلم، قائلًا: لو كان قالي، كنت اديت له، قبل أن يمنحه قطعة إضافية من الباتيه مجانًا.
ورغم أن الفيديو حصد آلاف المشاهدات، إلا أن رواد مواقع التواصل رأوا أن الضرر المعنوي والنفسي الذي لحق بالطفل يفوق بكثير ما ادّعى البلوجر أنه توعية، ووصف كثيرون المشهد بأنه "استغلال فج لفقر الأطفال، وتحويل معاناتهم إلى مادة لزيادة التفاعل وتحقيق الأرباح.
دعوات للمحاسبة.. وأخلاقيات غائبة
الواقعة سلطت الضوء مجددًا على غياب الرقابة الأخلاقية في صناعة المحتوى على منصات التواصل، حيث تُستخدم المعاناة والاحتياج كوسيلة لتحقيق الانتشار، دون أي اعتبارات نفسية أو إنسانية، خصوصًا حين يتعلق الأمر بالأطفال.
وطالب نشطاء ومؤسسات حقوقية بضرورة إخضاع هذا النوع من المحتوى لمساءلة قانونية وأخلاقية، مؤكدين أن "التمثيل لا يُبرر الإهانة"، ولا يحق لأي صانع محتوى استخدام الوجع الإنساني كوسيلة للتربّح.


