هل يمكن التنبؤ بطول العمر من خلال قطرة دم واحدة؟.. دراسة حديثة تجيب
كشفت دراسة علمية نُشرت مؤخرًا في مجلة Nature Aging عن إمكانية التنبؤ بطول عمر الإنسان من خلال تحليل قطرة دم، عبر ما يُعرف بـ ساعة القدرة الجوهرية Intrinsic Capacity Clock - IC Clock، وهي أداة جديدة تعتمد على مؤشرات بيولوجية لتقييم الشيخوخة الصحية وتوقع معدلات الوفيات.
التنبؤ بطول العمر من خلال قطرة دم واحدة
وحسب ما نشرته صحيفة news-medical، تركز هذه الساعة البيولوجية على القدرة الجوهرية، وهو مفهوم أطلقته منظمة الصحة العالمية عام 2015، ويشير إلى المزيج بين القدرات البدنية والعقلية التي يمتلكها الفرد في مختلف مراحل حياته، وقد أصبح هذا المؤشر معيارًا مهمًا في تقييم الشيخوخة الوظيفية بدلًا من التركيز فقط على الأمراض المزمنة.
واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات مستخلصة من مشروع INSPIRE-T الذي يتتبع أكثر من ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 20 و102 عام، بهدف رصد التغيرات المرتبطة بالعمر في القدرات الحسية والحركية والعقلية والنفسية والحيوية، وقد استخدم الفريق العلمي تقنية تحليل ميثلة الحمض النووي (DNA methylation) لبناء نموذج تنبؤي لدرجة IC لكل فرد.
وبتطبيق هذا النموذج على بيانات دراسة Framingham Heart Study الشهيرة، تبين أن انخفاض مؤشر IC يرتبط بزيادة خطر الوفاة بجميع أسبابها، وأن الأفراد الذين سجّلوا درجات مرتفعة في DNAm-IC من المتوقع أن يعيشوا أطول بمعدل 5.5 سنوات مقارنةً بمن لديهم درجات منخفضة.
استخدام عينات من اللعاب أو الدم
وتميّزت ساعة IC الجديدة بتفوقها على الساعات الجينية السابقة مثل Hannum وPhenoAge من حيث القدرة على التنبؤ بالوفاة، إضافة إلى قابليتها للتطبيق باستخدام عينات من اللعاب أو الدم، مما يسهل استخدامها مستقبلًا في الفحوصات السريرية.
وأظهرت الدراسة أن درجات القدرة الجوهرية تختلف بين الجنسين، حيث حقق الرجال درجات أعلى في الجوانب النفسية والحيوية، بينما تفوقت النساء في الجانب الحسي، كما تبين أن تراجع المؤشر يكون أكثر وضوحًا في المراحل العمرية المتقدمة، مما يعكس تأثير الشيخوخة على التوازن الجيني والوظيفي لدى الأفراد.
وحددت الدراسة أيضًا ارتباطات مهمة بين المؤشر الجيني IC ومجموعة من العوامل الجزيئية مثل الالتهاب المزمن، واختلال عمل الميتوكوندريا، وعدم الاستقرار الجينومي، وهي عوامل تلعب دورًا مركزيًا في الشيخوخة وفقدان الوظائف الحيوية.
وأوصى الباحثون بضرورة مواصلة البحث لتوسيع قاعدة البيانات والتحقق من فعالية الساعة الجديدة لدى فئات سكانية أكثر تنوعًا، خاصة بين كبار السن وذوي القدرات الوظيفية المنخفضة، مع التأكيد على أن النتائج الحالية واعدة، لكنها لا تزال بحاجة إلى إثبات العلاقة السببية المباشرة بين تحسين مؤشر IC وتحقيق عمر أطول أو صحة أفضل.


