يحمي الروح في رحلتها الأبدية.. متحف فلورنسا يعرض قطعة مصرية لطائر مجنح من الذهب
يعرض متحف الآثار الوطني، القسم المصري بمدينة فلورنسا الإيطالية، واحدة من أندر التحف الذهبية التي تعكس جانبًا روحانيًا في طقوس الموت عند المصريين القدماء، وهي قطعة "أبليكيه" صغيرة مصنوعة من الذهب الخالص، تُجسد طائر البا، وهو أحد تجليات الروح في العقيدة المصرية القديمة.
ذهب لحماية الروح.. متحف فلورنسا يعرض قطعة مصرية لطائر مجنح من الذهب
القطعة مسجلة تحت رقم جرد 2776، تعود إلى عصر الدولة الحديثة، وتبلغ أبعادها 2.2 سم طولًا و3.4 سم عرضًا، وتُظهر طائر البا بشكل أمامي كامل، وقد فرد جناحيه في وضع الطيران، بينما بُرزت الأرجل في أسفل القطعة بطريقة نحت نافر، تبرز دقة ومهارة استخدام تقنية الطرق على الذهب.
وتُصنف قطعة طائر البا، ضمن لوازم التحنيط المعروفة بـ"كسوة المومياء" أو Mummy Trappings، ويُرجّح أنها كانت تُدرج بين لفائف الكتان المغلفة لجسد المتوفى، لتقوم بدور تميمية سحرية تُؤمن للروح (البا) حرية التنقل بين العالمين – عالم الأحياء والموتى – وتحميها في رحلتها الأبدية.
ورغم عدم تحديد الموقع الأثري الأصلي الذي عُثر فيه على القطعة، إلا أن قيمتها التاريخية والرمزية تضعها ضمن الكنوز الجنائزية التي تلقي الضوء على فلسفة الخلود في مصر القديمة، حيث كانت الروح تُعامل بمهابة وتُمنح الأدوات والتعاويذ التي تضمن لها السلام الأبدي.
وتبقى هذه القطعة مثالًا نادرًا على كيف جمع المصري القديم بين الفن الرفيع والإيمان العميق، ليُخلّد معتقداته في الذهب، المعدن الأبدي كما اعتقد.
